ما لا تشاهده في الفضائيات حول اشتباكات رام الله..

ما لا تشاهده في الفضائيات حول اشتباكات رام الله..
رام الله - خاص دنيا الوطن
يترجّل هو وصديقه من سيارته الفارهة من نوع BMW ليطمئن على المتظاهرين قرب منزل الشهيد مهند حلبي وهي ساحة مواجهة اشتعلت منذ اقتحام قوات الاحتلال منزل الشهيد مؤخراً .

وكان الشهيد مهند حلبي قد تمكن من قتل مستوطنين اثنين في عملية طعن تمت قبل أيام في البلدة القديمة بالقدس.

حال هذا المتظاهر لا يختلف كثيراً عن حال المتظاهرين الآخرين هم من يُعرفّون بـ"حزب الكنبة" والذين ضجروا الروتين اليومي من جهة واستفزازات الاحتلال ومستوطنيه من جهة أخرى . 

في منطقة الاحتكاك التي زارها مراسلنا يتجاوز عدد المتظاهرين المائة شخص بينما تجد ما لا يقل عن خمسين سيارة من انواع مختلفة تقف جانباً ويترجل منها أصحابها ليشاركوا أقرانهم من المتظاهرين احتجاجاتهم على قوات الاحتلال المستمرة بتنفيذ مخططها الاحتلالي الاستيطاني وتهويد القدس . لا يختلف الأمر كثيراً عند نقطة احتكاك أخرى بالقرب من مستوطنة بيت إيل حيث تشاهد عدد كبير من السيارات مختلفة الأنواع والأشكال وعدد كبير من المتظاهرين من ضمنهم أصحاب هذه السيارات .

هذه الفئة التي يعتبرها البعض "خاملة" وقد تكون بواد مختلف عن واد التظاهر والاحتجاج على ممارسات الاحتلال تجدهم يسارعون للمشاركة بأي احتجاجات ضد قوات الاحتلال , فتجد المتظاهرين بلباس "فاخر" ، سراويل جينز ضيقة وقصات شعر عصرية.

في ذات الجانب تجد سيارات "الأجرة" الكبيرة والتي تنتظر انتهاء وقت الاشتباك والتظاهر لتحمل ركابها من ابناء المخيمات والقرى القريبة من رام الله لإعادتهم الى منازلهم فور تواجد "الشفت" الآخر للدفاع عن منزل الشهيد من جهة والاستمرار في الاشتباك والتصعيد في نقاط الاحتكاك من جهة أخرى .

تجد عربات بيع المقبلات والمشروبات الساخنة والحلويات على ناصية الطريق تساعد المتظاهرين على البقاء "صامدين" بوجه التعب ورائحة الغاز النفاثة .

وبالصدفة وحيث كان بصحبة مراسلنا عدد آخر تعرف على مجموعة من المتظاهرين المسيحيين وهو ما يجزم بان فلسطين هي أرض الوحدة والسلام دوماً .

ما ان تصل نقطة الاحتكاك حتى تشتم رائحتين تستطيع تمييزهما , فرائحة الكاوتشوك الشهيرة والتي اعتاد عليها المواطنون في الاشتباكات تنتشر بالمكان , ورُب "نكتة" أطلقها احدهم حيث قال:"اشتقنا لبارفان الكاوتشوك" قاصداً حالة الهدوء التي استمرت فترة طويلة واستمراء اسرائيل للاعتداء على المواطنين وتوسيع الاستيطان دون رادع .. ورائحة "الغاز" المسيل للدموع فحيثما تبدأ بالتثاؤب والدموع تتساقط من مقلتيك فإنك بالقرب من منطقة احتكاك.

يمكن القول ان كافة الفئات الفلسطينية القيادية والجماهيرية والدينية اتحدّت تحت راية "كفى للعربدة الاسرائيلية" .

لكن بعض المتظاهرين أعربوا عن تذمرهم من "كثرة" الاعلام بأوقات مشاركة بعض القيادات الفلسطينية وندرته في وقت بقائهم لوحدهم مع عدد قليل من المصورين.