مركز الميزان يستنكر استهداف قوات الاحتلال للصحافية محاميد ويطالب بحماية الصحافيين والمدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة

رام الله - دنيا الوطن
تصعًد قوات الاحتلال من انتهاكاتها بحق المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم والأماكن الدينية في الضفة الغربية ولاسيما مدينة القدس كما تطلق العنان لقطعان المستوطنين لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين والاعتداء عليهم وتهديد حياتهم وحرق مزروعاتهم وممتلكاتهم تحت حماية وإشراف قوات الاحتلال وشرطتها. هذا وشهد الأسبوعان المنصرمان تصاعداً محموماً لهذه الانتهاكات تسبب في قتل ستة مدنيين فلسطينيين تشير المعطيات الأولية أنهم قتلوا بدماء باردة وأن بعضهم حاول الاحتماء من المستوطنين بقوات الشرطة التي امتنعت عن القيام بواجبها بحمايته وتركته ليقتل على أيدي المستوطنين. وفي سياق التصاعد المحموم للانتهاكات شرعت قوات الاحتلال في ترهيب وتخويف الصحفيين لمنعهم من نقل حقيقة ما يجري على الأرض في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس وفي هذا السياق جاء الاعتداء على مراسلة الميادين.

 

أصيبت مراسلة قناة الميادين هناء عبد الرحيم محمد سعيد محاميد (30 عاماً)، بحروق متوسطة في الناحية اليسرى من الوجه والرقبة والأذن عند حوالي الساعة 8:15 من صباح يوم الأحد الموافق 4/10/2015، عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنبلة صوتية انفجرت بجوار وجهها أثناء بثها المباشر لتغطية فعالية بيت عزاء الشهيد فادي علون في بلدة العيسوية في القدس المحتلة ووثقت الكاميرا الانتهاك وبث على الهواء مباشرة. مركز الميزان يدين الاعتداء على الصحافية محاميد ويطالب المجتمع الدولي باستنكار هذا الاعتداء وبالتدخل لتأمين الحماية الواجبة للصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

ووفقاً لإفادة محاميد لباحث المركز، فقد توجهت هي وطاقم العمل في قناة الميادين منذ الصباح الباكر إلى بلدة العيسوية في القدس المحتلة لنقل فعالية بيت عزاء الشهيد علون ضمن نشرة أخبار الثامنة صباحاً، وبينما كانت تجري مقابلة مع والد الشهيد على الهواء مباشرةً على قناة الميادين، اقتحم حوالي ثلاثون عنصراً من قوات حرس الحدود والقوات الخاصة التابعة للشرطة الإسرائيلية رفقة كلاب بوليسية بيت العزاء في الشارع وانهالوا على الناس بالضرب بأيديهم وأطلقوا عدة قنابل صوتية تجاه الناس لتفريقهم، وتمكنوا من إفراغ الشارع من الناس. وبعد لحظات وبينما كانت محاميد على البث المباشر أطلق جنود الاحتلال قنبلة صوتية تجاهها انفجرت بجوار الناحية اليسرى من وجهها، وقام زملاؤها والناس بنقلها إلى منزل مجاور، من ثم نقلوها في سيارة مدنية انطلقت بها إلى الشارع العام نظراً لأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من دخول المنطقة بسبب الحواجز الإسرائيلية التي كانت موجودة. وعندما وصلت إلى الشارع العام نقلت إلى سيارة إسعاف انطلقت بها تجاه مستشفى المقاصد في القدس وهناك تلقت الإسعافات الأولية واتضح أنها تعاني من حروق متوسطة في الناحية اليسرى من الوجه والرقبة والأذن.

 

هذا وقد تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد سكان مدينة القدس بما في ذلك الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وقامت قوات الاحتلال خلال أقل من أسبوعين بقتل ستة فلسطينيين، بعضهم جرى قتله بعد توقيفه من قبل الجنود، وكان آخرهم الشهداء الثلاثة مهند شفيق الحلبي، وحذيفة عثمان أبو سليمان وفادي سمير مصطفى علون، الذين قتلوا يومي السبت والأحد الماضيين الموافقين 3 و 4/10/2015. وتأتي الانتهاكات الموجهة ضد الصحافيين ووسائل الإعلام لمنعهم من نقل حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة.

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يعبر عن استنكاره الشديد لاستهداف الصحافية محاميد ويرى فيه محاولة لترهيب الصحفيين ووسائل الإعلام المختلفة لثنيهم عن تغطية الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وخاصة في مدينة القدس. ويشدد مركز الميزان على أن استهداف محاميد يأتي في سياق متصل من الانتهاكات الإسرائيلية الموجهة ضد حرية الرأي والتعبير ولاسيما تلك التي ارتكبت بحق الصحافيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية، والتي تنوعت ما بين القتل والإصابة وإطلاق النار، والضرب والإهانة، والاحتجاز، والاعتقال، ومصادرة أو تحطيم المعدات والمواد الصحفية، والتهديد، وتقييد حرية الحركة والمنع من التغطية.

 

كما يشدد مركز الميزان على أن استهداف الصحافية محاميد ومجمل الممارسات الإسرائيلية الموجهة ضد حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحافي تشكل انتهاكاً جسيماً لمبادئ حقوق الإنسان، ولاسيما المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما شكل انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، التي كفلت الحماية للصحافيين في وقت الحرب بوصفهم مدنيين، وفقاً لنص المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف الصادرة في العام 1949 بشأن حماية المدنيين وقت الحرب حيث نصت على: "يعد الصحافيون الذين يباشرون مهام مهنية خطرة في مناطق المنازعات المسلحة أشخاصاً مدنيين ويجب حمايتهم بهذه الصفة'".

 

مركز الميزان لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين والصحافيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما يدعو مركز الميزان الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحادات والمؤسسات الصحافية الدولية والإقليمية والعربية إلى تفعيل تضامنهم وأنشطتهم الضاغطة على حكوماتهم للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وملاحقة الإسرائيليين ممن أمروا بارتكاب هذه الجرائم ولاسيما تلك الموجهة ضد حرية الصحافية والعمل الصحافي.