المطران عطا الله حنا: نأمل ان يؤدي التدخل الروسي في سوريا الى انهاء الازمة بأسرع ما يمكن

رام الله - دنيا الوطن
أجرت الاذاعة الكنسية التابعة للبطريركية الارثوذكسية في
صوفيا صباح اليوم مقابلة اذاعية مطولة وعلى الهواء مباشرة مع سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي يزور بلغاريا في هذه الايام ، وقد تحدث سيادته عن الاوضاع الراهنة في القدس وما تتعرض له المقدسات والشعب الفلسطيني مؤكدا بأن شعبنا يرفض الظلم ويرفض ان تستمر هذه السياسة العنصرية الاحتلالية الغاشمة التي تستهدف تفاصيل حياة شعبنا الفلسطيني بما في ذلك حرية العبادة والوصول الى الاماكن المقدسة .

اكد سيادته بأن المسيحيين الفلسطينيين هم عنصر اساسي من مكونات الشعب الفلسطيني ويناضلون من اجل حرية هذا الشعب وكرامته جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين .

تحدث سيادته عن الحضور المسيحي في فلسطين وفي مدينة القدس بشكل خاص مؤكدا بأن كنيستنا ليست كنيسة المقدسات والاماكن المقدسة فحسب بل هي كنيسة الشعب ، ليست كنيسة حجر بل كنيسة بشر .

وتحدث سيادته ايضا بإسهاب عن وثيقة الكايروس الفلسطينية والموجودة باللغة البلغارية وحث سيادته الكنيسة البلغارية ومطارنتها وكهنتها وشعبها لقراءة هذه الوثيقة وتبنيها وهي رسالة مسيحية فلسطينية من قلب المعاناة .

تحدث سيادته عن الاوضاع الملتهبة في المشرق العربي وخاصة في سوريا والعراق واليمن وليببا وغيرها من الاماكن ، وقال سيادته بأن ما يحدث في المنطقة العربية يعنينا بشكل مباشر لاننا جزء من هذا المحيط العربي ، والعنف يستهدف المسيحيين في كنائسهم وفي وجودهم ، وقد شرد الكثيرين منهم ولكنه يستهدف ايضا مكونات اخرى من ابناء امتنا العربية.

وحول الاوضاع في سوريا قال سيادته بأن سوريا بلد عريق له تاريخه وحضارته وهو بلد يتميز بهذا التنوع الديني والثقافي والعرقي تحت مظلة علم واحد ودولة سورية واحدة ويسعى الاعداء المتآمرون على سوريا لتفكيكها وتدميرها واضعافها .

اننا نؤيد المطالب العادلة للشعب السوري الذي يريد اصلاحا وحرية وديمقراطية ولكن ما حدث في سوريا خلال الاعوام الماضية لا علاقه له بهذه المطالب بل هو تدمير ممنهج للدولة وتفكيك للمجتمع واستهداف للتاريخ والحضارة .

واننا نعلن موقفنا اننا نؤيد التدخل الروسي في سوريا والذي اتى بطلب من القيادة السورية انه تدخل لإنقاذ الدولة السورية من التفكك والتشرذم ، كما اننا نؤيد بيان الكنيسة الروسية حول هذا التدخل ونرفض الاساءات والتحريض الذي تعرضت له الكنيسة الروسية بسبب موقفها الواضح من التدخل الروسي في سوريا .

ان التدخل الروسي في الازمة السورية يأتي من اجل تعجيل الحل وافشال المؤامرة والمخطط الذي يستهدف الدولة السورية ويهدف الى حماية المسيحيين وكل المواطنين السوريين من دون استثناء ، انه ليس غزوا او احتلالا او عدوانا كما يحلو للبعض وصف هذا التدخل ، انه تدخل ايجابي لانقاذ سوريا وشعبها من الارهاب المنظم الذي يستهدفها .

ان هنالك بعضا من الذين ينتقدون التدخل الروسي في سوريا هدفهم هو ان تستمر الازمة ، واستمرارها يعني مزيدا من الدمار والخراب والدماء ، وهؤلاء هم اعداء سوريا واعداء الامة العربية وقضيتها الاولى فلسطين ، وهدفهم تدمير الوطن العربي وكل مقوماته الانسانية والتاريخية والروحية .

اننا نشكر الرئيس بوتين وروسيا الصديقة التي اثبتت انها صديقة حقيقية للعرب وليست متآمرة عليهم ، اما الكنيسة الروسية الارثوذكسية الشقيقة فلها منا كل التقدير والاحترام لأنها قالت كلمة الحق في وقت يخاف فيه الكثيرون من ان يقولوا كلمة الحق التي يجب ان تقال .

انني اطمئن كافة اصدقاء سوريا والقضايا العربية بشكل عام بأن دخول روسيا الى سوريا بطلب من القيادة السياسية في سوريا هو الذي سيؤدي الى الحل والى انهاء الازمة بحيث تبقى الدولة السورية موحدة بعيدا عن هؤلاء الارهابيين الذين يتفننون في القتل والذبح والتنكيل وهم للاسف مدعومون من اطراف غربية وعربية معروفة بالنسبة الينا جيدا .

اننا نرفض التحريض الذي تتعرض له روسيا من قبل بعض الانظمة التي تريد لسوريا مزيدا من الدمار والخراب خدمة لأجنداتها المشبوهة .

وقال سيادته بأن هنالك مطارنة مخطوفين في سوريا وهنالك عائلات ثكلى ناهيك عن المشردين الذين دفعوا فاتورة العنف الدائر في بلادهم فهؤلاء جميعا يستحقون منا التضامن والتعاطف معهم ، نأمل ان ينجح المسعى الروسي وكل المساعي الطيبة لأصدقاء سوريا واصدقاء سوريا هم اصدقاء فلسطين واعداء سوريا هم اعداء فلسطين .

وقد استمرت المقابلة اكثر من ثلاثة ساعات على الهواء مباشرة حيث اجاب سيادته على كثير من الاسئلة والاتصالات التي اتت من المستمعين ومن ثم قامت الاذاعة الارثوذكسية في صوفيا بتكريم سيادة المطران على مواقفه الجريئة والواضحة .

التعليقات