القدس والضفة على "صفيح ساخن" بمواجهة الاستباحة الإسرائيلية

القدس والضفة على "صفيح ساخن" بمواجهة الاستباحة الإسرائيلية
رام الله - دنيا الوطن - هيثم زعيتر:

صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعطاء الضوء الأخضر لاستباحة الضفة الغربية بعد تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية، مستغلاً إعلان مخابرات الاحتلال عن كشف "الشباك" خلية لحركة "حماس" مؤلفة من خمسة أفراد، نفذت عملية قتل ضابط الأركان الإسرائيلي إيتام هينيكن وزوجته نعامة الأسبوع الماضي، وكانت تتحضر لأعمال أمنية في الضفة الغربية.

وقد استغل نتنياهو ذلك، بالاعلان أن قواته سترد بيد من حديد على الفلسطينيين في جميع الجبهات: الضفة الغربية والقدس المحتلين، واستخدام "القبضة الحديدية".

وأكّد خلال جلسة "الكابينت" مساء أمس (الاثنين) أنه سيرفع القيود عن عمليات قواته في الضفة والقدس، وأنه جرى تعزيز هذه القوات بأربع كتائب في الضفة و4000 شرطي في القدس، ما يعني أن ما فشل نتنياهو بانتزاعه بالسياسة، سينفذه على أرض الواقع، وتلفيق التهم للفلسطينيين وقتلهم بدم بارد، واعتقالهم وهدم بيوتهم، ومصادرة ممتلكاتهم، وسرقة أراضيهم، وإطلاق يد المستوطنين لارتكاب المزيد من عمليات القتل والحرق للفلسطينيين، واستباحة باحات المسجد الأقصى.

هذا يعني أن القدس والضفة الغربية باتتا فوق صفيح ساخن، حيث سيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تكريس "يهودية الدولة"، بما في ذلك الضفة الغربية على اعتبارها يهودا والسامرة، كما تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.

في المقابل، فإن الفلسطينيين يواجهون جنود الاحتلال والمستوطنين بعمليات فدائية فردية باتت تقض مضاجع المسؤولين الإسرائيليين كما المستوطنين، والخشية من دخول الاستشهاديين على الخط بصورة شبيهة لما جرى من عمليات بطولية خلال "الانتفاضة الثانية" التي وقعت في مثل هذه الأيام من العام 2000.

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "اليقظة والحذر وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصعيد الوضع وجرّه إلى مربع العنف".

وكان لافتاً أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية لم تتدخل خلال الأيام الماضية في منع المتظاهرين الفلسطينيين من الوصول إلى نقاط تماس مع جيش الاحتلال، خاصة في مناطق الضفة الغربية.

وأقدم مستوطنون على مهاجمة موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله مساء أمس بالقرب من قرية صرة - قرب نابلس، وهو في طريقه إليها وحاولوا الاعتداء على الموكب، الذي واصل سيره إلى نابلس.

وأكدت "حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني" أن الفتى عبد الرحمن شادي عبد الله (13 عاماً) أُعِدم بدم بارد برصاص جنود الاحتلال الذين أطلقوا النار عليه من سلاح كاتم للصوت من نوع (توتو) ما أدى إلى حدوث نزيف حاد تسبب بوفاته، فيما ألغت مخابرات الاحتلال تسليم جثمان الشهيد فادي سمير علوان (19 عاماً) إلى عائلته، ليُصار إلى دفنه في مقبرة حيّ شعفاط.

كما سُجلت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال بالقرب من مدخل مخيم الفوار - جنوب الخليل، حيث رشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة الذين أطلقوا باتجاههم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجراح وحالات اختناق.

وقد تكرر هذا المشهد في أكثر من منطقة في الضفة الغربية.

وأقدمت قوات الاحتلال على اعتقال طفلين أحدهما مصاب بوجهه وظهره أثناء تواجدهما بالقرب من مدخل شارع الشهداء.

هذا وسُجلت أيضاً سلسلة اعتداءات من المستوطنين ضد الفلسطينيين، بينها في منطقة باب العمود أحد أبرز أبواب البلدة القديمة في القدس.

وسجل إطلاق جنود الاحتلال "القناصة" بشكل مباشر الرصاص الحي على الأجزاء العلوية من أجساد الشباب.

وارتفعت حصيلة الإصابات بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى 170 إصابة برصاص وقنابل غاز الاحتلال.

وكانت قوات من المستعربين اختطفت أحد المرضى في "المستشفى العربي" التخصصي بعد اقتحامه فجراً بدعوى انه مطلوب لديها، حيث ذكر لاحقاً إلى أنه هو من قاد إلى الكشف عن خلية "حما

وتبقى كل الاحتمالات مفتوحة داخل الأراضي الفلسطينية، إذا ما استمرت سلطات الاحتلال بممارسة استباحتها وهمجيتها وعدوانها ضد الفلسطينيين.