ما الذي قد يدفع إسرائيل لتنفيذ عدوان رابع على غزة ؟ : محللون يعصفون أفكارهم بربط التصريحات الإسرائيلية بالواقع الفلسطيني

ما الذي قد يدفع إسرائيل لتنفيذ عدوان رابع على غزة ؟ : محللون يعصفون أفكارهم بربط التصريحات الإسرائيلية بالواقع الفلسطيني
غزة_  خاص دنيا الوطن - من حمزة أبو الطرابيش

اللغة العربية تقول إن  الأداة "قد" ومشتقاتها تفيد التشكيك ؛ لكن عند الحديث عن شروع اسرائيل  بشن عملية عسكرية موسعة تشمل الضفة الغربية والمدينة  المقدسة وقطاع غزة، تفقد كل أدوات الشك صلاحيتها، وننتظر الإجابة من اليد الإسرائيلية التي من الممكن أن تُطال الجميع، وخاصة بعد إعلان جيش الاحتلال بشكل رسمي القبض على خلية لحماس تقف وراء علمية" ايتمار".

 ولكن قبل الدخول في غمار هذا التحليل  عن وجهة اسرائيل في عمليتها  العسكرية، نود نشير أن دنيا الوطن  حجبت في تقريرها السابق نص يفيد أنه استبعد إعلان كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني، أحد الأذرع العسكرية المسلحة لحركة فتح عن العملية كونه حديث النشأة وصغير الحجم، ودعم الاستبعاد ايضا، موقف طال كتائب  شهداء الأقصى حين تبنت عملية  وقعت في مدينة نابلس نفذتها خلية تابعة لحماس، وبعد مرور ثلاث سنوات على العملية اعتقلت المخابرات الاسرائيلية خلية تابعة  لكتائب القسام بينت الاعترافات أنهم ورائها؛ كذلك الأمر لعملية اطلاق النار في ارئيل والتي تبنتها ايضا كتائب الاقصى وتبين لاحقا أنها لحماس. 

على ما يبدو أن كرة اللهب بدأت تأخذ الشكل السريع؛ فالمعطيات التي تطفو على الساحة تخبر بذلك وخاصة وقوف حماس وراء " ايتمار"؛ أحد الوزراء الإسرائيليين قال بالأمس، لو كانت حماس وراء علمية "ائتمار" سيجرى اغتيال قيادي كبير في الحركة، والفرضية الثانية فمدن الضفة لا زالت تغلي تحت نار حامية، بعد التصدي وعمليات الطعن والاقتحامات المستمرة، واخيرا المُعطى الاخير: إطلاق الصواريخ   بشكل متقطع من غزة والرد الاسرائيلي بشكل الفوري عليها، كما حصل بالأمس.

صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من رئيس الحكومة (الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو نقلت عن مقربين منه قولهم إن الحكومة تستعد لشن عملية برية في الضفة الغربية وتنفيذ اجتياح بري ثان على غرار عملية "السور الواقي" 2002 والتي انتهت بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله.

 كذلك الأمر للمحلل العسكري، أليكس فيشمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حين قال : "الأوضاع في القدس والضفة تقترب من مفترق طرق، فإما أن نسير لجهة تهدئة الأوضاع وتكريس حياة طبيعية في الضفة مع رفع غالبية القيود المفروضة على الفلسطينيين والدخول في مفاوضات، وإما أن نتجه إلى مواجهة شاملة ستجرف معها قطاع غزة".

الأوضاع  في المنطقة  وخاصة الضفة  والقدس، ستتجه كما يرى مراقبون بالشأن (الإسرائيلي) والمحللون إلى التصعيد  ولكن مستبعدين أن تكون هناك حملة عسكرية موسعة في الضفة والقدس.

 فقط .. ستلجأ الاحتلال إلى خطوات قمع جديدة وفرض عقوبات جماعية وفردية، بالإضافة إلى إطلاق يد المستوطنين في الضفة والقدس لتنفيذ عمليات واعتداءات على الفلسطينيين في كل مكان. بحسب  المراقبون.

أما  عن غزة.. اختلف المحللون ومتابعون  شروع  اسرائيل  بتلك العملية الموسعة، فبعضهم قال ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لن  يكرر اخطائه كما فعل  في العام المنصرم،  والبعض الأخر يرى أن هناك عملية عسكرية كبيرة وعنيفة ستطال غزة في الوقت القريب، لأن اسرائيل  تحتاج لتغيير الواقع الساسي وتعلم أن غزة هي من توجه المقاومة بالضفة.

المحلل السياسي الدكتور ناجي شراب، أوضح أن التصعيد في مدن الضفة لم يرتق إلى إشعال انتفاضة، مبينا أن العمليات الفردية ستفقد مضمونها مع الأيام.

واستبعد شراب العملية العسكرية وأوضحها لعدة أسباب فكان أولها  أن الأعمال الفردية يمكن السيطرة عليها، ثانيا اعتماد السلطة "منهج الاحتواء" بمعنى أنها لا زالت قائمة على علاقاتها، واخيرا العلاقات المتداخلة على صعيد  الاقتصادي يستوقف من اسرائيل ذلك.

 وكان الدكتور نمر حماد مستشار الرئيس قد تحدث بشكل رسمي رئاسي أن العمليات الأخيرة " رد فعل" على ممارسات المستوطنين. قائلا: "لا نريد انتفاضة لكن ندعم المقاومة الشعبية" وهو موقف يُعتبر حاسماً وجدير بالاهتمام .

"ليس هناك مصلحة لإسرائيل في العملية العسكرية بالضفة، البديل عنها التشديد واجراءات أمنية واغتيالات فردية والتعامل مع المدن بشكل فردي". يكمل شراب

أما  الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور عمر جعارة اختلف واتفق في بعض الجزئيات مع المحلل شراب، فاتفق معه أن نتانياهو متسمك بالوضع الراهن ويحاول الابتعاد عن حملة عسكرية تطال الضفة، للأسباب التي تحدث بها شراب. ولكنه اختلف معه حين بين أن ضغط بعض الوزراء عليه من الممكن أن تدفعه "لسور الواقي 2".

يقول جعارة : " الجميع يطالب نتانياهو بخنق الضفة بكلتا يديه، لدرجة انه اعتصموا امام منزله بعد رجوعه من  الأمم المتحدة".

ومنذ اندلاع هذه الاحداث هاجم أعضاء في الكنيست من الائتلاف الحكومي والمعارضة نتنياهو واتهموه بأنه فقد السيطرة على الأوضاع في القدس والضفة، مطالبين إياه بمزيد من القمع وتوفير ما يسمى بخطة "مكافحة الإرهاب" واستعادة الأمن للإسرائيليين في القدس.

وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب (الإسرائيلي) نداف شرغاي أن الفلسطينيين عمليا وعبر العمليات الأخيرة قد يخلقون وضعا يردع فيه اليهود من الوصول للقدس، مشيرا إلى أن المهمة الأولى التي يتعين على حكومة (إسرائيل) القيام بها هي استعادة قوة الردع.

أما عليان الهندي المختص  بشأن الإسرائيلي أشار إلى أن الواقع لا يتماشى مع السياسات (الإسرائيلية)، قائلا في حديث صحافي: "الحكومة الحالية هي من تبحث عن مواجهة وصراع وبقاء لحزب اليمين المتطرف، فنتنياهو يحاول بشكل دائم ارضاء اليمين والمتطرفين والمستوطنين من أجل البقاء في الحكم وذلك يتطلب مواجهة دائمة مع الفلسطينيين".

 
أما عن العملية العسكرية على غزة..

 اختلف المحللين شراب وجعارة على هذا الأمر، الأول قال إن العملية العسكرية ستكون فقط على غزة  لتغيير الواقع السياسي وستكون قريبة جدا، أما الأخير بين أن اسرائيل لا يمكن أن تكرر وقوعها في أنفاق غزة.

يرى شراب أن استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحاذية للقطاع، بجانب تنفيذ عملية استشهادية داخل الخط الأخضر سيضع غزة قريبا في نار الحرب الرابعة.

يقول: " الحرب المقبلة ستكون خطيرة وعنيفة جدا لكن مدتها قصيرة، اسرائيل تحاول خلق واقع سياسي جديد". متوقعا أنها قد تكون الحرب الأخيرة.


ويرد جعارة على حديث شراب قائلا: " اسرائيل لن تكرر حادثة الشجاعية، قيامها بعملية برية مستبعد جدا جدا، الاحتلال يتعلم من أخطائه السابقة".

 واستطرد : "  ستتعامل اسرائيل مع غزة فقط بالطيران". خاتما حديثه إن سلاح الجلو لا يمكن حسم معركة. مستندا لأقوال خبراء عسكريين.

تهديدات قادة الاحتلال والرد عليها بوعيد من قيادات حماس، تدفعنا للتمعن وحبس الأنفاس بما هو أتٍ.