سناء البدوي .. الطفلة اليمنية التي تنبأت بمقتلها ورحلت إلى السماء

سناء البدوي .. الطفلة اليمنية التي تنبأت بمقتلها ورحلت إلى السماء
صنعاء – دنيا الوطن-عبدالرحمن واصل

ما من فتاة تعيش في هذا العصر إلا ولها طموح وأمل بالقادم  والقليل فقط من يتنبؤون بمستقبل تنتهي فيها حياتهم ومن هذه الحالات هي الطفلة اليمنية "سناء البدوي" التي تبلغ من العمر 15 عاماً وتدرس في الصف التاسع .

وكانت سناء قبل بداية الحرب مفعمة بالحيوية والنشاط  وترى المستقبل امامها إلا أنها وفي بداية الحرب في اليمن سرعان ما شعرت بالخوف مدركة أنها ستموت لامحالة.

وعادة ما تلعب  مع صديقاتها أمام منزلها والذي يقع في بناية مستحدثة أمام معسكر قوات الأمن الخاصة وسط العاصمة صنعاء وتسكن "سناء " مع اسرتها وتحديداً في شقة في الدور الرابع من البناية .

وتوقعت سناء أن تموت بقذيفة صاروخية تستهدف منزلهم جراء الحرب بين الحين واللآخر إلى أن تحقق هذا التنبؤ وفعلاً تم استهداف المنزل في وقت كانت "سناء واسرتها" فيه لينتشلهم المسعفون قتلى من ضمنهم "سناء".

وهكذا حددت "سناء" نهاية حياتها في محادثة عبر تطبيق وتساب مع صديقتها "ملوك"  حين طلبت منها المسامحة لأنها ستموت خلال أيام وفعلاً ماتت "سناء" التي أحسّت بقدرها تراشق أطراف الحرب التي دمرت الأخضر واليابس وحصدت أرواح الأبرياء  والذين يموتون يومياً بالعشرات في حرب ليست حربهم .

وقالت صديقتها ملوك :" أ، سناء راسلتها قبل موتها بيومين وطلبت منها المسامحة وقالت لها أنها ستموت بقصف صاروخي سيستهدف منزلها ليس لأنها تعلم الغيب بل لأنها كانت تحس وتشعر وتشم رائحة الموت يقترب منها .. وأرجئت ملوك سبب شعروها بهذا الإحساس لأن منزلها قريب من معسكر قوات الأمن الخاصة وسط العاصمة .

وأظهرت الصور التي نشرتها صديقتها تخوف االطفلة سناء من الموت كون إن العمارة التي تسكن بها معرضة للإستهداف باعتبارها امام مقر قوات الأمن الخاصة.

وطلبت سناء في احدى الرسائل لصديقتها ملوك المسامحة، واخبرتها بنقل طلبها بالمسامحة الى بقية زميلاتها في المدرسة.

وسناء هي طالبة الشهادة العامة للتعليم الأساسي استشهدت عشية الامتحانات النهائية فجر يوم السبت وكان أملها أن تنتهي هذه الحرب.

ويروي  إبراهيم المجيدي لحظات حادثة مقتل سناء حيث قال أنه كان  من ضمن المنقذين بعد أن هبطت سناء هي وعائلتها تحت الأنقاض وقال أنه عندما راء سناء أنصدم من هول المنظر .. إلا أنه قال في الوقت نفسه أن سناء تحلق الأن في الجنة كونها قتلت مظلومة.

وقال إبراهيم :" رحلت وانا انظر اليها اسمع صراخها و الغبار يملئ المكان والمنزل تتساقط اركانه واحجاره  .. مشيراً إلى أنه لا أحد يستطيع الأقتراب من المكان خوفاً من ضربة ثانية متوقعة.

وتابع :" بعد اكثر من نصف ساعه بدأ الناس يتجمهرون في مكان الحادثة حضرت سيارة الاسعاف وطواقم الدفاع المدني ولكن بعد فوات الاوان بعد ان رحلت سناء .

كانت سناء تذاكر طوال الوقت وتراجع دروسها لبدء امتحاناتها المقررة  وكانت قد جهزت نفسها للذهاب صباحاً إلى المدرسة  ولكنها لم تذهب إلى قاعة الامتحانات بل ذهبت إلى السماء.