على لسان قيادات كل الفصائل الفلسطينية : هل نحن أمام انتفاضة ثالثة ؟

على لسان قيادات كل الفصائل الفلسطينية : هل نحن أمام انتفاضة ثالثة ؟
رام الله - دنيا الوطن - احمد العشي
بعد التصعيد المتدحرج في الضفة الفلسطينية عقب عملية اطلاق النار على مستوطنين وقتلهما في نابلس .. توقع بعض المحللين اندلاع انتفاضة ثالثة وخروج الأوضاع عن السيطرة , إلا ان الرئاسة الفلسطينية اكدت انها لا ترغب بانتفاضة ثالثة وتدعم المقاومة السلمية متهمة حماس بمحاولة تأجيج الاوضاع .

دنيا الوطن استطلعت آراء الفصائل حول امكانية تطور الاوضاع لانتفاضة شاملة ..؟

اكد القيادي البارز في حركة حماس د. اسماعيل رضوان ان الجميع يشهد ارهاصات حقيقية لبدء انتفاضة ثالثة في الضفة ، مشيرا الى ان كل العوامل لهذه الانتفاضة متوفرة ، من الضلم الصهيوني و الجرائم بحق المقدسات  الانسان و الارض و الجرائم ضد ابناء الشعب التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء و فشل المسار السياسي ، لافتا الى ان كل هذا الاحتقان الذي تسبب فيه الاحتلال من استفزاز مشاعر االشعب و الامة بالاعتداء على المسجد الاقصى و قتل ابناء الشعب و التضييق عليهم، مبينا ان كل هذا يؤدي الى مرحلة من الاحتقان المتصاعد.

وقال رضوان لـ"دنيا الوطن" : " اذا ما توافرت عوامل النجاح تستمر هذه الهبة و ستكون بأشكال مختلفة ربما تكون اشد من الانتفاضتين السابقيتن و من عوامل نجاحها الوحدة الوطنية على اساس الثوابت و خيارات المقاومة و ازالة الانقسام الفلسطيني ووقف التنسيق الامني و عدم الالتزام بالتتفاقات الموقعة مع الاحتلال حسب ما دعى اله عباس في الامم المتحدة".

ووجه رضوان رسالة الى السلطة الفلسطينية و الاجهزة الامنية قائلا: "اليوم نقول ان المسجد الاقصى مسجدنا جميعا و القبلة قبلتنا و ابناء شعبنا يتعرضونن لجرائم الاحتلال، ان الاوان ان تتوحد البندقية و تحقيق الشراكة و الوحدة الحقيقية".

هذا ووجه رضوان رسالة الى كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية يقول فيها: "اليوم يومكم يوم المقاومة نريد ان نرى بندقية القسام و سريا القدس و كتائب شهداء الاقصى و ابوعلي  و كل المقاومين يتوحدون للدفاع عن شعبنا الفلسطيني".

وحول عوامل اندلاع أي انتفاضة من وجهة نظر حركةحماس اوضح القيادي فيها ان اندلاع أي انتفاضة لابد ان تتوافر فيها منها، الظلم الكبيرالذي يعتلي الشعب الفلسطيني من خلال هذا الاحتلال، بالاضافة الى ممارسات الاحتلال بالمساس بالمسجد الاقصى و الاستيطان و السور العنصري و التفرقة العنصرية و الضغط السياسي و الاقتصادي و المعنوي ضد الشعب الفلسطيني و الاعتداء على حرائر فلسطين "شرف الامة"، وقتل الاطفال و النساء و ارتكاب الجرائم و فشل الرهان على مسار المفاوضات العبثية و اتفاق اوسلو، وحصار قطاع غزة و استباح الضفة و تهويد القدس، و الدعم المتواصل من الادارة الامريكية للكيان الصهيوني المجرم، لافتا الى ان هذه العوامل تولد حالة من الاحتقان و الاعتماد على النفس بضرورة الدفاع عن المقدسات و العرض و الارض و الشرف و الكرامة.

وفي السياق قال رضوان: "غزة و الضفة و القدس و 48 هي وحدة واحدة فالمقاومة تتكامل و القادرة على الابداع و التكيف مع الوضع الموجود، فحينما لوحقت المقاومة في الضفة بالسلاح وجدنا ابداع ابناء شعبنا من خلال الضرب بالسكين والدهس و الحجر و بالألعاب النارية و الرباط في المسجد الاقصى و المقاومة المسلحة، فالانتفاضة الثالثة اذا ما قدر لها النجاح و الاستمرارية ستكون مختلفة وهي الاشد لمواجهة الاحتلال حتى تدافع عن المقدسات و كرامة الامة".

 

من جهته اعتبر الناطق باسم حركة فتح د.فايز ابو عيطة ان ما يحدث في الضفة الغربية هو تصعيد اسرائيلي كبير يجر المنطقة الى دوامة جديدة من العنف اذا ما استمرت اسرائيل في تصعيدها على هذه الوتيرة.

وقال: " لا تتوقع اسرائيل من الشعب الفلسطيني ان يستسلم او يرفع الراية البيضاء في ظل ما تقوم به من استفزازات لمشاعر الفلسطينيين و العرب و المسلمين في كل مكان واستمرار المستوطنين بعمليات القتل الوحشية و الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني".

وبين ابو عيطة ان كل جريمة اسرائيلية يجب ان تتوقع اسرئيل ان يتم الرج بمستواها، لن نسمح المساس بقيادتنا و بالرئيس محمود عباس و لن نسمح المساس بأبناء شعبنا".

و اضاف: "نحن ننظر الى تحميل السيد محمود عباس من قبل حكومة نتنياهو المسئولية عن عملية نابلس او عملية القدس هي مقدمة لسلسلة من الاجراءات الاسرائيلية بحق القيادة الفلسطينية فان هذا الامر مرفوض لان اسرائيلي و نتنياهو شخصيا هو من يتحمل مسئولية الاحداث في الضفة و التوتر القائم حاليا".

واوضح ان التحديات الاسرائيلية و حجم الجرائم التي تقوم بها اسرائيل و التهديدات بحق الرئيس تستوجب الوحدة التكامل في الاهداف على المستوى السياسي و هذا يتطلب برنامج عمل موحد ينظم عمل الفصائل في المرحلة المقبلة و يوحد صفوف الشعب في مواجهة العدوان.

وقد اتفقت الجهاد الاسلامي على لسان القيادي البارز فيها احمد المدلل مع ما طرحها القيادي في حماس اسماعيل رضوان عندما قال: "ان ما يحدث في الضفة الغربية يؤكد ان الانتفاضة الفلسطينية مستمرة و اشتعلت نتيجة التوحش الصهيوني ضد شعبنا و اقصنا و في ظل استمرار الاستيطان" .

و بين ان الانتفاضة الان مشتعلة من خلال العمليات النوعية التي يقوم بها ابناء الجهاد الاسلامي و المقاومة، لافتا الى ان ابناء الشعب الفلسطيني يشعلون الانتفاضة و بشكل كبير و التي اوقعت الاحتلال الاسرائيلي في حالة ارباك و هاجز امني، معتقدا ان الاحتلال الاسرائيلي اليوم لا يعرف ماذا يفعل في ظل الانتفاضة في القدس التي لا يوجد بها أي تنسيق امني ثم تنتقل الى باقي مدن الضفة الغربية، على حد تعبيره.

وفي السياق اوضح المدلل ان دماء شهداء الجهاد الاسلامي منذ الثالث من اوكتوبر عام 1987 كانت بداية انتطلاقة انتفاضة الحجارة الاولى بالرغم من ان هناك عوامل اخرى ساعدت على اشعال الانتفاضة، اما الانتفاضة الثانية فقط بدأت عندما اقتحم شارون المسجد الاقصى عندما كانت جنين تنتفض في وجه العدو الاسرائيلي، مشيرا الى ان دماء شهداء الجهاد الاسلامي يشعلون الانتفاضة الثالثة من جديد بهذه العمليات النوعية و التي تقول بان ابناء لجهاد و المقاومة لايمكن ان تقف متفرجين امام هذا التوحش و التوغل الصهيوني ضد الارض و المقدسات، على حد تعبيره.

واكد المدلل ان الاحتلال الاسرائيلي قد يرتكب أي حماقة، معتقدا ان اسرائيل ستحسب الف حساب قبل ان تقدم على أي عدوان لانها تعلم ان حركات المقاومة عندها من الامكانيات و التطور مما احدثت ارباك كبير في حرب البنيان المرصوص الاخيرة مع اسرائيل.

وفي السياق رأى القيادي في الجهاد الاسلامي ان خيارات الشعب و المقاومة في غزة كلها مفتوحة، مشيرا الى ان حركات المقاومة لن تقف متفرجة امام الاجرام الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة و التي اشتعلت عندما شنت طائرات الاحتلال حربها المجنونة في غزة.

من جانبه أوضح عضو المكتب السياسي للديمقراطية صالح زيدان ان ما يحدث في الضفة الغربية هي بوادر لانتفاضة ثالثة، و اظهار لاستعدادات الشعب و الجماهيرية، لافتا الى ان طريق الحل السياسي مسدود بسبب سياسية التطرف و التعنت من قبل حكومة نتنياهو التي اغلقت كل الابواب. 

وقال زيدان: "ان جرائم الاحتلال و المستوطنين تتصاعد بشكل غير مسبوق تجاه الشعب الفلسطيني بالاضافة الى الاعتقالات، و تشديد الحصار على قطاع غزة، حيث ان ذلك يجعل الظروف مهيئة لاندلاع انتفاضة، و المطلوب ان يكون هناك انهاء للانتقسام الفلسطيني حتى يتوفر العامل الذاتي بطريقة اكبر و ان يكون هناك استراتيجية جديد أي ترجمة قرارات المجلس المركزي و ما تم في خطاب الرئيس بطريق عملية".

واضاف: "ان نتنياهو لديه حذر من الامم المتحدة حيث اعلن اجتماع للكابينت للرد او لتصعيد العدوان على الاقصى و القدس و الشعب الفلسطيني و المطلوب من الرئيس ابو مازن ان يدعو اللجنة التنفيذية لاجتماع للرد على هذا الموضوع بأخذ الاجراءات العملية التي تمكن من مواجهة فعالة من الشعب الفلسطيني تجاه هذا الوضع الخطير الذي تفرضه سياسة حكومة نتياهو اليمينية المتطرفة، كما ان المطلوب هو دعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لتشكيل حكومة وحدة وطنية  انهاء الانقسام بشكل فوري، و من اجل الاتفاق على برنامج سياسي موحد اساسه قرارات المجلس المركزي الفلسطيني و على ما قرار الرئيس بعدم الالتزام بالاتفاقات طالما ان اسرائيل لم تلتزم بها ، بالاضافة الى التحضير لانعقاد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة جميع القوى الوطنية و الفلسطينية".

وفيما اقددمت اسرائيل على اغتيال او اعتقال قادة فلسطينيين اكد زيدان ان ذلك لن يكسر ارادة الشعب الفلسطيني و انما سيزيده تصميما على مواصلة الكفاح في حقه المشروع لمواجهة الاحتلال، لافتا الى ان ذلك سيزيد الامور اشتعالا و سيشحن الوسائل الخاصة بالشعب في مواجهة الاحتلال و المستوطنين.

اما الجبهة الشعبية على لسان عضو اللجنة المركزية فيها د. ذو الفقار سويرجيو الذي قال: "القانون الطبيعي يقول انه كل تراكم كمي  يؤدي الى تغير نوعي، فالشعب الفلسطيني عانى من حالة تراكم كمي من الظلم و الضغط و التنكر لحقوقه لسنوات طويلة، و انتهت هذه العملية باعلان صريح بفشل العملية السياسية، و عليه فان الشعب الفلسطيني كما عودنا دائما له اساليبه في الابداع مع كل مواجهة قسوة الظروف و التغيرات التي تنتج عبر التاريخ بمواجهة هذه الحالات من الابداع التي سميت في مراحل سابقة بالانتفاضة الاولى و الثانية و الان نحن امام حالة جديد قد لا تحمل اسم انتفاضة ثالثة و لكن قد تحمل اسم اخر اكثر نوعيا و تطورا، بمعنى انها ستجمع بين كافة اساليب الاشتباك مع المحتل السياسي و الدبلوماسي المستمر".

واضاف: "كل ذلك سيتوج بهجمة عسكرية نوعية تأخذ الطابع الفردي او الطابع التنظيمي المنظم، ان الاوان  لهذه الاشكان ان تظهر الى العلن ليبدأ الشعب الفلسطيني بمرحلة جديدة من حياته بعد تنكر الجميع و ادارة الظهر لسنوات طويلة".

وبين سويرجيو ان المطلوب الان هو الحفاظ على خطاب وحدوي و توحيدي من الجميع، و تشكيل قيادة فلسطينية موحدة في كافة مناطق الضفة الغربية و قطاع غزة و التي ستضع خطط عملية في المواجهة مع الاحتلال و المحافظة و حماية الشعب الفلسطيني و ممتلكاته و العمل على تطوير هذه الحالة من الاشتباك لتصل الى ذروتها، و تتحول الى ثورة عارمة تحرق الاخضر و اليابس و تشكل حالة من الضغط على دورة الاحتلال و المجتمع الدولي ليقبل بالاعتراف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه الثابتة و على رأسها اقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس.

واشار سويرجيو الى ان اسرائيل بلا شك ستواجه هذه الحالة الفلسطينية باجراءات قمعية و حالات من الابتزاز و الضغط سواء الداخلي او الخارجي و الذي قد يأخذ اشكال عديدة قد تصل الى الاغتيال و الاستهداف بحق قيادات العمل الوطني و الاسلامي و القيادات الميدانية و العسكرية، بالاضالة الى حالة من الابتزاز الاقتصادي بمنع اموال الضرائب الخاصة بالسلطة و حرمان الشعب من مستحقاته، بالاضافة الى حصار المدن و زيادة عدد الحواجز، لافتا الى ان الشعب الفلسطيني على يقين بكل ذلك و سيعمل على خلق المناخات و ظروف الصمود و المواجهة من اجل كسر هذه العنجهية و الااجراءات.

ومن جهته اكد الناطق باسم الوية الناصر صلاح الدين ابو مجاهد ان الانتفاضة الثالثة قد بدأت، مشيرا الى ان حالة الثورة قد انطلقت في الضفة في جنين و رام الله و بيت لحم و نابلس و الخليل، و امتدت الى ضواحي القدس ، و ما يحدث في الضفة من تصعيد ممنهج من قبل الامستوطنين الذين عربدوا على ابناء الشعب الفلسطيني و في مناطق القدس، لافتا الى انهم يريديون ان يفرضوا واقعا جديدا على الشعب.

وقال ابو مجاهد: "ليس امام شعبنا الفلسطيني في مواجهة هؤلاء سوى الاستمرار في الانتفاضة و الثورة نصرة للمسجد الاقصى و للثكالى والمكلومين الذين مسهم عربدة هؤلاء المستوطنون في كل المناطق التي يتواجدون فيها في الضفة و القدس المحتلة". 

واضاف: "نحن امام انتفاضة ثالثة لن يستطيع ن يوقفها احد وعلى الجميع ان ينصر نتهذه الانتفاضة و التي هي انتصارا لارادة الشعب الفلسطيني صاحب هذه الانتفاضة و هذه البوصلة".

واكد ابو مجاهد ان جميع الخيارات مفتوحة امام الشعب الفلسطيني وهذه المقاومة التي وجدت لحماية الشعب ولاستكمال مشروع الاحتلال، لافتا الى ان الشعب الفلسطيني امام محور وطريق واضح للوصول الى القدس.

وقال: "ليس هناك منطقة او محافظة تعيش بمنآى عن الاخرى ، حيث نعيش وحدة حال معا في انتفاضة واحدة و سنحمي جهد هؤلاء الابطال من ابناء الشعب الفلسطيني، حيث اننا نواجه مصيرا واحدا وبالتالي ليس امامنا من خيار سوى ان نواجه هذا المصير معا".

واضاف: "نحن طالبنا ونؤكد ان السلطة و ابناء الشعب الفلسطيني و المؤسسات المجتمعية كلها في مركب واحد و تعيش في استراتيجية واحدة ويجب ان نبحث عن الية واحدة تقود هذا المشروع المتكامل،وهذا يعني اننا نقف امام اعتى حكومة يمينية متطرفة نحتاج فيها الى تكاتف كل الجهود و تنفيذ كافة القرارات الفلسطينية الموحدة بما فيها قرارات المجلس المركز الفلسطيني و انهاء التنسيق الامني".