حتماً ؛ الاحتلال تلميذ غبي ؟؟!!

حتماً ؛ الاحتلال تلميذ غبي ؟؟!!
عدنان نعيم 

كاتب وباحث ، رام الله

في مسيرة الشعوب التي تعرضت للاحتلال لم يرضخ يوما شعب لإرادة المحتل، ودفعت الشعوب ثمنا باهظا لحريتها ،وتعرضت الشعوب  لشتى انواع القتل والتدمير سواء التدمير الفردي او الجماعي للشعب المحتل ؛وكل استعمار طالما قبل لنفسة استعمار شعب اخر يكون وضع نفسة في خانة الاحتلال الواجب مقاومته  من قبل الشعب الخاضع للاحتلال. و استخدم الاستعمار كل ما امكن من وسائل بطش حتى وصلت قتل المدنيين وتدمير مدن وقرى بأكملها معتقدا انه يدمر روح الشعب  وبنية المقاومة ويردعها ،ولكن تجارب الشعوب فيتنام والجزائر وكوبا وبوليفيا  مصر اليمن  جنوب افريقيا...الخ. وحتى حين قامت حكومة "فيشي " الفرنسية العميلة للاحتلال الالماني لم تستمر اكثر من 5 سنوات وانتهت تحت ضربات المقاومة الشعبية الفرنسية؛ واثبتت الشعوب دوما ان الاستعمار ليس قدرا مخلدا وان مقاومته وانهاءهُ حتمية لا محالة.

والاحتلال الاسرائيلي كباقي اشكال الاستعمار بل واكثرها شراسه، لا يتعلم من تجارب المحتلين الذين سبقوه ويعتقد انه باستمرار قمعة وقتلة للأبرياء وتكثيف الاستيطان وضرب أي مقاومة له بعنف كفيل بإخماد أي مقاومة، وكفيل بإطالة امد احتلاله .

اسرائيل اخذت من الاستعمار البريطاني (قانون الطوارئ) العنصري، واخذت منه اسلوب العقاب الجماعي للمواطنين الابرياء، ولكن تعلم وعلى عيونها غشاوة ان هذا الفعل الاجرامي يكون له رد فعل وان المواطنين الابرياء حتى لو كانوا ينشدون الامن والهدوء والاستقرار والعيش حياة بعيدة عن الاهانة والقمع يتحولون تلقائيا الى حاقدين والتجارب تقول انهم ينخرطوا في النضال على قاعدة (ان المحتل يقتلنا ويدمر حياتنا الشخصية والاجتماعية دون ان نفعل شي او نشترك باي شكل من المقاومة أي لا يوجد ما يخسروه )).

على الصعيد السياسي العام، ومنذ ان وافقت منظمة التحرير على حل الدولتين ومنذ مطلع اسلو واصلت القيادة الفلسطينية والفصائل عموما الالتزام بالالتزامات الدولية خصوصا ما تمخض عن اسلو اعتقادا ان التزامها يعطيها قوة ويحقق طموحات الشعب بدولة فلسطينية على اراضي عام 1967،بالمقابل كثف الاحتلال اسرائيلي الاستيطان بحيث بلغ ((قبل اسلو 105 الف مستوطن وعام 2013 بلغ  550 الف مستوطن )) وبناء عشرات المستوطنات اضافة الى التحكم بمقدرات شعبنا الموجودة على اراضي الضفة الغربية (اراضي الدولة المتفق عليها في اسلوا)،وفلتت عقال المستوطنين  وقامت بحمايتهم ليمارسوا يوميا التخريب والتدمير والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم .

وتعتقد اسرائيل كما قال (منظرها العنصري جابوتنسكي "مواصلة الاستيطان ومواصلة ضرب أي قوة مقاومة ببطش شديد حتى نجد قيادة تخرج من ضهرا نين  الفلسطينيين لتقول فقط اسمحوا لنا بالعيش بأمان كأفراد منزوعي القومية او السيادة الوطنية "" )،هذا الاعتقاد ترفضه نظرية مقاومة الاستعمار التاريخية كما يرفضه  منطق التاريخ بأن الاحتلال لم ولن يكون يوما ما قدرا مخلدا، كما وترفضه القيادة الفلسطينية من يمينها الى يسارها ولن يجدوا منا او فينا "كما قال الشهيد ابو عمار "من يفرط بالقدس والوطن "

فلم يكن من خيار لدى شعب حر ابي قاوم منذ عشرات السنين الاستعمار التركي والانجليزي والصهيوني سوى ان ينطلق في هبة شعبية مقدسية امتدت الى مدن وقرى ومخيمات الضفة، رافضا سياسات المحتل الغبي والذي يصر ان لا يتعلم من بقية الدول التي استعمرت  الشعوب واجبرت رغما عنها لانهاء احتلالها، معتبرا بغباء مطلق انه قدراً مخلداً معاندا منطق التاريخ بان أي شعب لم و لن يقبل ابدا بالمستعمر .