هيئة الأسرى: الأسير أبو شادي الطوس يدخل عامة الثلاثون في الأسر

هيئة الأسرى: الأسير أبو شادي الطوس يدخل عامة الثلاثون في الأسر
رام الله - دنيا الوطن
ذكر تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسير محمد أحمد عبد الحميد الطوس (أبو شادي( 57 عاما)، من سكان قرية الجبعة قضاء الخليل، والمعتقل بتاريخ 6/10/1985 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، يدخل غدا الثلاثاء، عامه الثلاثون في الأسر.

وقالت الهيئة، إن حكاية الأسير الطوس تشبه الأسطورة، وهو بعد ربع قرن من اعتقاله لا يصدق أنه ما يزال حيا، بعد أن نُصب له ولزملائه في مجموعته العسكرية كمين محكم، وأطلقت عليهم زخات من الرصاص لإعدامهم، فسقط الجميع شهداء باستثناء محمد الطوس الذي أصيب بجراح بليغة وقتها.

ابو شادي كان ضمن مجموعة تسمى "جبل الخليل"، ضمت خمسة مناضلين هم محمد حسن سعيد ومحمد عدوان ومحمود النجار وعلي خلايلة إضافة الى محمد الطوس، تعرضت
لمجزرة وقتل بدم بارد، عندما حاولت المغادرة الى خارج البلاد بالاتفاق مع أحد الأدلاء، حيث نصب كمين موت لهم في الطريق قرب الحدود مع الأردن، استخدمت فيه الطائرات وكل أنواع الأسلحة.

وجاء في تقرير الهيئة، أن الأسير محمد الطوس كان عامل بناء، لم تتح الفرصة له لاستكمال تعليمه، فخرج من المدرسة ليعمل كي يساعد أسرته على سد رمق عيشها، فاعتقل عام 1982 وكان عمره 18 عاما، وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر.

محمد الطوس يتذكر اللحظات الأولى عندما انصب الرصاص والقنابل فوق رؤوسهم داخل السيارة التي كانوا يستلقونها، ويقول إنه كان بالإمكان إلقاء القبض عليهم، إلا أن الاحتلال أراد إعدامهم.

لم يستيقظ الأسير الطوس إلا بعد مدة طويلة في المستشفى، ومن هناك اقتادوه مصابا للتحقيق؛ ليخضع لفترة قاسية من العذاب، بعد أن كانت الدماء تنزف من جروحه، وكانت الصدمة صعبة عليه بعد أن علم أن كافة رفاقه قد استشهدوا.

وقالت عائلته أنهم لم يعلموا أن أبو شادي على قيد الحياة إلا بعد ستة شهور، فكافة الأخبار وخاصة الإسرائيلية أعلنت أنها قتلت كافة أفراد المجموعة، وجرى تعتيم واسع، ولم يسمح لهم ولا للصليب الأحمر الدولي معرفة ما جرى، ما جعلنا نعيش في حالة نفسية صعبة.

للأسير أبو شادي الطوس ولدان وبنت، من زوجته المربية الفاضلة أمنة الطوس التي فارقت الحياة بتاريخ 3/1/2015، بعد عام من الغيبوبة، ورحلة طويلة جدا مع العذابات وآلام الغياب.

أبو شادي الذي حكم عليه مدى الحياة، لم يقف أمام القاضي في المحكمة، معلنا أنه لا يعترف بشرعية وقانونية هذه المحكمة الظالمة، تنقل من زنزانة إلى أخرى، وما يزال بعد 30 عاما من اعتقاله صامداً كالجبال.

وطالبت الهيئة في بيانها جميع المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم، بضرورة التدخل للضغط على سلطات التطرف الإسرائيلي، للإفراج عن كافة الأسرى المعتقلين قبل أوسلو والبالغ عددهم 30 أسيرا، نكثت إسرائيل بتعهد الإفراج عنهم في الدفعة الرابعة مطلع العام الماضي.

التعليقات