مؤتمر "مواطن" الـ21 يناقش التشريعات الفلسطينية خلال الانقسام

مؤتمر "مواطن" الـ21 يناقش التشريعات الفلسطينية خلال الانقسام
رام الله - دنيا الوطن
تنظّم مؤسسة "مواطن" لدراسات الديمقراطية، على مدار يومين (الجمعة والسبت)،مؤتمرها الـ21، والذي يناقش "التشريع في زمن الانقسام.. الصالح العام أم الصالح الخاص"، بمشاركة حقوقيين وسياسيين وأكاديميين، وذلك في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة.

وتحدّث في بداية الجلسة الأولى رئيس مجلس أمناء مؤسسة مواطن، ممدوح العكر، مشخصًا حالة النظام السياسي الفلسطيني، والتي يرى أنها حالة "معقدة ومركبة"، ومن أبرز أعراضها، أن هناك خلل في العقل السياسي تمثّل بالدخول في اتفاقات أوسلو، وثانيها هو فقدان الإرادة؛ فرغم أن الدلائل تشير إلى فشل المسار التفاوضيّ، إلّا أنّه ليس هناك إرادة جادّة لتغيير المسار، إضافة إلى فقدان الرؤية وبوصلة تحديد الاتجاهات والأولويات وتمثّل ذلك بالانحدار المتسارع نحو الاستبداد، وتغوّل أجهزة الأمن في مناحي الحياة، وتراجع استقلال القضاء ونزاهته، وتراجع حريات الصحافة.

وفي مداخلته، تحدّث مدير عام مؤسسة مواطن، وأستاذ الفلسفة بجامعة بيرزيت، جورج جقمان، عن "المسكوت عنه في الوضع الفلسطيني الراهن" فيما يتعلّق بالتشريعات والقوانين التي أنجزت منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007، وتمسّ مناحي الحياة المختلفة. ويرى جقمان أن ذلك أسهم في اجتماع السلطتين التشريعية والتنفيذية، ومنع ذلك المجلس التشريعي من الاجتماع لإقرار التشريعات، والمراقبة على أداء السلطة التنفيذية.

ويتساءل جقمان عن السبب الذي يمنع النواب من القيام بمهامهم، فالنائب يمثّل من انتخبه لا السلطة التنفيذية. ويشير جقمان أيضًا، إلى أداء ممثلي حماس في البرلمان، والذين أقرّوا تشريعات جديدة دون توفر نصاب، وأيضًا بتعارض في الأدوار والمصالح.

وتحّدث الحقوقي عمار دويك عن "فوضى التشريعات بين السياسة والقانون"، لافتًا إلى أن هناك تشريعات لا تصدر عن الجهات التي يفترض بها أن تشرّع القوانين.

وقدّم عرضًا عن مراحل التشريع في فلسطين، ابتداءً من عام 94 حتى عام 96 حيث كان المشرّعون في هذه الفترة هم وزراء السلطة برئاسة ياسر عرفات، وصدر في تلك الفترة 22 قانونًا، أبرزها قانون المطبوعات والنشر، والانتخابات، وقانون الاتصالات، وقانون تشجيع الاستثمار. وتحدّث أيضًا عن الفترة منذ عام 96 وحتى عام 2007، والتي صدر خلالها 90 قانونًا عن المجلس التشريعي الفلسطيني، وأخيرًا عن الفترة منذ حصول الانقسام الفلسطيني عام 2007، وأصدر خلالها الرئيس محمود عباس 130 قانونًا، وتعرف باسم "القرارات بقانون" وفق ما تخوّله المادة 43 من الدستور.

ويرى دويك أن مرحلة الانقسام شهدت نشاطًا تشريعيًا ملحوظًا، صدرت خلاله تشريعات "لم تكن ضرورية"، إضافة إلى أن التشريعات تعلقت بأشخاص وتعيينهم أو نقلهم من منصابهم، لا سيما تلك المتعلقة بديوان الرقابة، وكذلك مكافحة الفساد، ورفع الحصانة عن النائب محمد دحلان، والمصادقة على إقرار الموازنة، مشيرًا إلى أن قطاع الحكم شهد أعلى نسبة إقرار قوانين، ومن ثم في الموضوع الاقتصادي.

ويضيف الدويك أن فترة الانقسام شهدت ضعف التشاور الداخلي مع الفئات التشريعية ذات العلاقة، وعدم الالتزام بالخطة التشريعية، وعدائية السلطة تجاه مؤسسات المجتمع المدني.

وحول تأثير "القرارات بقانون" على مبدأ الفصل بين السلطات، يرى عزمي الشعيبي، المختص في مجال الحكم الصالح ومكافحة الفساد أن كل طرف أقر قوانين، تخدم سياساته وتعزز مكانته ووجوده، فمثًلا حركة حماس أقرّت في غزة 54 قانونًا منذ الانقسام، مثل قوانين الزكاة والتكافل الاجتماعي. فيما في الضفة، يقر الرئيس أو يمنع مرور التشريعات، وذلك لتمكينه لتنفيذ رؤيته وسياساته.

وأشار الشعيبي إلى أن الرئيس ياسر عرفات كان يمتلك رؤية واضحة، وقد عطّل القانون الأساسي لسنتين .. "كان يعرف ماذا يريد"، لافتًا إلى أن المرحلة الحالية تفتقر للرؤية والاستراتيجية الواضحة.