بيان استنكاري في شأن اعتزام برلمان السويد الاعتراف ب"جبهة البوليسار

رام الله - دنيا الوطن
 
في الوقت الذي يدعو فيه حكماء وعقلاء الأسرة البشرية إلى تكثيف الجهود وتنسيقها من أجل توحيد شعوب الكون بمختلف تنوعاتها الثقافية والفكرية وتسخير مقدرات وخيرات الأرض لفائدتها والعمل سويا من أجل ترسيخ ثقافة السلام والتآخي والتضامن والمحبة بين الناس والشعوب والعمل على استئصال معضلات الفقر والتخلف والجهل وتخليص الإنسان من أغلال الجهل والأمية والأوبئة الاجتماعية، تطل علينا كائنات سياسية من دولة السويد بلغة حقيرة نابعة من معدن الابتزاز والتألّه على جهود الأمم المتحدة في محاولة خسيسة  تسعى من خلالها النيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة سيرا على  نهج علي بابا والأربعون حراميا. 

وفي الوقت الذي تتوق فيه شعوب الكون إلى التوحّد والعيش بسلام جنبا إلى جنب في إطار الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه الخير للأسرة البشرية والتحرر من ثقافة التّشظي والتشرذم التي يغذيها لصوص الامبريالية وعبدة الدولار والأشرار وشياطين الأنس، فإن هذه الكائنات السياسية السويدية تعلن، وبكل وقاحة، عن اعتزامها الاعتراف بما سمته ب" جبهة البوليساريو" كممثل لـ"الشعب الصحراوي"، بعد أقل من شهر من قيام إخواننا المغاربة في الأقاليم الجنوبية من اختيار ممثليهم بكل حرية عبر صناديق الاقتراع يوم 04 شتنبر 2015.

إن قرار اعتزام من امتلأت بطونهم وأرصدتهم البنكية بدولارات بترول الشعب الجزائري الشقيق في السويد، الاعتراف بجمهورية وهمية ليس بالمستغرب بالنسبة لنا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية، لأننا نؤمن إيمانا راسخا بأن حياة أغلب ساسة أوربا وفي مقدمتهم ساسة السويد تقوم على اللصوصية والنهب والخداع والغدر والخيانة وسوء التقدير وتاريخهم يشهد عليهم ولا داعي لتذكير الشعوب بالتاريخ الدموي الذي عاشته أوروبا على امتداد مئات السنين،والمراحل الاستعمارية التي مارسوها في حق شعوب وأمم الأرض وما رافقها من نهب لمقدرات الشعوب وفظائعهم الإجرامية في حق الآمنين والتنكيل بهم.

إننا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة بقدر ما نعبر عن شجبنا واستنكارنا الشديدين للتدخل السافر في شؤون وحدتنا الترابية من طرف ساسة السويد في انتهاك صارخ لحرمة الأمم المتحدة وتسفيها لجهودها وشرعيتها واحتقارا لقراراتها  سيما القرار رقم 690، فإننا بالقدر نفسه نخشى من أن يكون هذا الجنون السويدي تم أيضا بتحريك من القوى الاستعمارية الغربية بما فيها الحكومات التي تزعم أنها صديقة وحليفة للمغرب، لأننا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية  لا نثق في أي حكومة غربية مهما تظاهرت بصداقتها للمغرب.

وعلى إثر هذه الحماقة السويدية المخالفة لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تسعى من خلالها إلى النيل من وحدتنا الترابية، فإننا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية نعلن للرأي العام مايلي:

أولا: ندعو جميع تنظيمات المجتمع المدني من المضيق ـ الفنيدق إلى الكويرة وتنظيمات الجالية المغربية إلى التعبئة الشاملة ضد حماقات ساسة السويد وكشف حقيقتهم في المحافل الدولية والأوربية  وفضح ارتزاقهم بمصائر الناس وسلمهم وسلامهم والتجنيد لملاحقتهم قضائيا بتهمة التحريض على الفتنة والإرهاب والاعتداء على مقررات الأمم المتحدة والاستخفاف بآلياتها وجهودها.

ثانيا:ندعو جميع التنظيمات الإعلامية (مدنية ومهنية) والمنابر الإعلامية بمختلف تلاوينها وتوجهاتها إلى التجنيد والتعبئة الشاملة ضد استخفاف ساسة السويد بالشعب المغربي ووحدته الترابية والوقوف صفا واحد للتصدي لكل من يسترزق على حساب وحدتنا الترابية وكشف فضائحهم وفسادهم وتعفنهم.

ثالثا: نشيد ونثمن بقرار الحكومة المغربية القاضي بمقاطعة السويد اقتصاديا وتجاريا  والإقلاع عن منتوجاتها وخدماتها بكل أشكالها وأنواعها ونطالب بسحب الودائع المغربية مهما كان حجمها وقيمتها من البنوك السويدية.

رابعا: إننا في النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية نؤمن إيمانا راسخا بان ما يسمى ب"جبهة البوليزاريو" الوهمية هي جلطة دموية فاسدة ومتعفنة زرعها العقل الاستعماري في جسد الوطن المغاربي للحيلولة دون تحقيق بناء وحدة الاتحاد المغاربي، ويتم تمويلها للأسف الشديد من أموال الشعب الجزائري الشقيق، وأن أول من سيكتوي بداء ووباء هذه الجلطة الدموية السرطانية هو الشعب الجزائري نفسه، لأن البيدق يظل بيدقا ويتحرك وفق خطط صانعه، كما أنه لدينا قناعة راسخة بأن هذه الجلطة السرطانية هي مقدمة سيندس من خلالها  هذا الغرب الاستعماري لتفكيك شمال إفريقيا والقضاء على حلم بناء وحدة الاتحاد المغاربي ومحاولة إعادتنا إلى العصور الوسطى  .

خامسا: نطالب الحكومة المغربية بتقوية وتعزيز الجهاز الدبلوماسي المغربي بكفاءات علمية ومعرفية قوية من ذوي الحنكة والخبرة والمواقف الصلبة والشجاعة قادرة على الدفاع عن الوحدة الترابية المغربية وقادرة على تعزيز جسور التواصل مع الجالية المغربية بمختلف أرجاء المعمور وتعبئتها بشكل منتظم ومتواصل وتسويق ثقافة المغرب وتاريخه وصورته الحقيقية بالشكل الذي يؤثر في شعوب الكون ورصد تحركات الاشرار .

سادسا:  نطالب وبأعلى صوت الاسرة الاعلامية في الوطن العربي بمختلف مكوناتها الثقافية وتوجهاتها الفكرية والسياسية إلى الاقلاع عن التراشق الاعلامي والتلاسن الكلامي وتصويب أسلحة أقلامهم نحو العدو المشترك المتمثل في القوى الاستعمارية والامبريالية التي تستفرد بأقطار الوطن العربي واحدا تلو الآخر بهدف تفكيك المفكك وتجزيئ المجزء وتقسيم المقسم ( الصومال والعراق وليبيا على سبيل المثال) تحت ذرائع متنوعة، تارة تحت ذريعة التدخل الانساني وتارة تحت ذريعة حماية المذنيين وتارة تحت مزاعم الديمقراطية وتارة تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل وتارة تحت ذريعة محاربة الارهاب وتارة تحت ذريعة "حماية اليابسة من خطر المحيطات".

 إن محاولة ساسة السويد النيل من الوحدة الترابية للمغرب لا علاقة لها بإقرار الديمقراطية أو بإعمال حقوق الإنسان، بل هي سياسة لصوصية ابتزازية وتجارة في مصائر الناس الآمنين، وهي استخفافا بجهود الامم المتحدة وتحقيرا لقراراتها وهيبتها. وعلى المجتمع الحقوقي والديمقراطي الدولي أن يدرك جيدا  بأن  تحقيق العدالة الانسانية على أساس الديمقراطية لا يمكن له أن يتحقق إلا من خلال توطيد أواصر المجتمع ومؤسسته وتعزيز آليات الديمقراطية الصحيحة المبنية على أساس الكفاءات والاستحقاق واحترام الكرامة الانسانية وتعزيز الحرية المسؤولة، وهذا ما نتطلع إلى المساهمة فيه من خلال النقابة الديمقراطية للصحافة المغربية بجهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة لدعم المسار الديمقراطي الذي قطع فيه المغرب أشواطا مهمة والمسيرة مستمرة، وستظل كذلك، ولا يمكن لقرارات مجنونة  تصدر عن مجانين في دولة السويد أن تغير من مسار النهضة الديمقراطية المغربية أي شيء..