أغنية "يويا" لا تموت .. "أبو نسرين" لدنيا الوطن: برامج الهواة صهيونية ولا يوجد صوت فلسطيني يُطربني

أغنية "يويا" لا تموت  .. "أبو نسرين" لدنيا الوطن: برامج الهواة صهيونية ولا يوجد صوت فلسطيني يُطربني
رام الله - خاص دنيا الوطن
في سبعينيات القرن الماضي، بدأ الفنان الفلسطيني الشعبي محمد أبو هلال المعروف بإسم "أبو نسرين"، عمله الفني في الغناء والمسرح من الكويت، حيث أسس فرقة "ترشيحا" للفنون الشعبية، واستمرت الفرقة حتى بداية التسعينيات.

إشتهر بأغانيه عن النكبة واللجوء، وقد اكتسبت هذه الأغاني شعبية كبيرة، وصارت الـ "يويا" العنوان البارز لحفلاته.

كانت مشكلته الأكبر دوما " الإنتاج" حيث كان يُنتج أغانيه بنفسه ولكنه لم يعد قادرا "ماديا " على ذلك .


دنيا الوطن التقت "أبو نسرين" الغائب الحاضر دائما في ذهن الفلسطينيين و وجدانهم ،والذي فتح لنا قلبه في الحوار التالي:

1.    أنت فنان عريق بدأت من السبعينيات , ولا زلت تُواجه مشكلة "الإنتاج" .. ألم تُفكر بخطوة جدية أو مُبادرة رسمية تبدأ بها أنت لحل هذه المشكلة؟

  أنا الآن في صدد علاج هذا الموضوع ولكن ضمن إمكانياتي المُتاحة , حيث بدأت تأسيس مركز ثقافي يُعني في طرح الفن البديل وحفظ ما تبقى لنا من مكونات الإنسان الفلسطيني , وأيضا وضع الثقافة الفلسطينية المُهملة على الخط الصحيح في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها .

2.    أمضيت حياتك الفنية في الكويت حيث بدأت, ثم عدت إلى فلسطين .. إلى أي مدى ترى اليوم أن قرارك بالعودة كان صائبا ؟

كانت ولا تزال بوصلتي فلسطين , وبعد خروجي من الكويت قمت بأعمال فنية في عدة بلدان وعواصم أوروبية , ولكن بغض النظر عن المحطات التي مررت بها إلا أنني أحمل دائما الفكرة المقتنع بها خاصة أنني أقدم رسالة واقعية عن الفن وأتمنى أن أبقى على تواصل مع جمهوري بإمكانياتي المحدودة خاصة في ظل الهجمة التي يتعرض لها المُنتمي لهوية الفن الفلسطيني , والفنان المُلتزم يبقى بحاجة لرعاية واهتمام لأن العمل الملتزم مُحارب وأصبح من الماضي .

3.    حين غنيت "يويا" .. لم تكن الأوضاع تطورت للأسوأ ولم تعد النكبة مشكلة الشعب الوحيدة .. ماذا ستُضيف إليها إذا أُتيحت لك فرصة لتجديد كلماتها؟

أعتقد أنها أغنية لا تموت , وستبقى حية , وأنا أفكر حقا بتجديدها بالتوزيع الموسيقي وإدخال لوحات من الواقع الفلسطيني الجديد مثل "المحاسيم الموجودة داخل مفترقات المدن والقمع ", وفي النهاية الأغنية لن تتجدد في مضمونها وستبقى الأغنية الرائدة فيما قُدم من أعمال وطنية.

4.    مر وقت طويل على محاولتك لتأسيس فرقة "البيدر" .. هل لا زلت تأمل بتأسيسها ؟ وما العوائق التي تقف في طريقك؟

العوائق هي "المادة" والكادر الإنساني , لا ألوم أحد ولكني أفتقر للإنسان المُنتمي للفكرة واستمراريتها , فأنا فنان رسالة ومُلتزم بالتعبير عن آلام شعبي الفلسطيني , وحين تأسست الفرقة في الأردن كان هناك واقع زمني مُختلف عن الآن, وتكوين فرقة تُعبر عن تاريخ وحضارة شعب يحتاج إلى دولة ومؤسسة تتبناه ناس معنية بتفعيل الدور الثقافي للوطن .

5.    إذا ماذا تقترح؟

أقترح وجود كادر موسيقي مُتكامل , يُفترض أن يكون هناك اتحاد يجمع الفنانين , لأن الصحافة والاتحاد والفنان جميعهم عناصر مُكملة لبعضها ويجب أن تتواصل في ظل وجود هجمة شرسة أيضا على التواصل , لأن الناس أصبحوا يتوجهون إلى المادة , فأنا حين أعمل على أغنية أتعذب من أجل تسجيلها وتوفير موسيقيين لعزفها , ولدي أعمال جديدة من 4 سنوات لم أجد أحد من المؤسسات الرسمية أو غير الرسمية لإنتاجه وتوصيله للناس.

6.    اعتبرت أن "الفن المُلتزم" مظلوم في فلسطين .. ألا ترى أن حكمك ليس صحيحا وأن الوضع ينطبق على " الفن الفلسطيني" بشكل عام؟

صحيح الفن بشكل عام ولكني قصدت أن الفن الملتزم على تواصل وتماس مع حالة فلسطين , أما الفن الآخر لا علاقة له بالهوية الفلسطينية , الفن الفلسطيني بكافة أنواعه مظلوم ومُحارب ومُغيب .


7.    إذا كنت تعتقد أن "الفن المُلتزم" لم يأخذ حقه .. ألم تُفكر بغناء ألوان أخرى عاداه؟

هناك من يُسوَق للفن المُكتسب وغير مُنتسب لهويتنا , ولذا لن أغني غير الملتزم ولكني فكرت في تطوير الأغنية الشعبية لتصل إلى مستوى الأغنية العربية , وقد انتهيت جديدا من أغنية "الأمثال الشعبية الفلسطينية" من كلمات الأديب الفلسطيني محمود الضميدي, ولكن لا يوجد من يُنفذها , وأريد أن يفهم الجميع أنه رغم أننا شعب مُحتل ومُحارب ومُضطهد إلا أننا نُحب ونكره ونُغني مثل باقي البشر .

8.    هل ترى أن برامج المواهب أعطت فرصة لفلسطين للظهور فنيا لم تكن لتحصل عليها بطريقة أخرى؟

هي كـ"فكرة" جيدة ولكنها لم تخدم المواهب الفلسطينية , وبرأيي الشخصي هي مؤسسات امبريالية صهيونية وُضعت للإلهاء , ولها أهداف سياسية حيث وُجدت في ظل واقع مؤلم , وهي هجمة فكرية حضارية لتغييب الوجود الإنساني اختلقت لنا من البرامج ما يرعى إلهاء الناس وإبعادهم عن قضيتهم الأساسية .

9.    قلت في إحدى اللقاءات " لا أحد يُطربني في الأصوات الفلسطينية".. أما زلت كذلك خاصة في ظل ظهور الكثير من الأصوات الفلسطينية المميزة؟

لا زلت أقول أن لا أحد يُطربني , من يُطربني هو من يحكي عن مُعاناتي ويشعر بها , أي يكون عمل فني يعكس آراء الشارع .

هناك أصوات فلسطينية جميلة جدا ولكنها لم تتوظف بالشكل الصحيح وبطريقة إيجابية وقد يكون هناك صوت له مساحات موسيقية ولكنه يفتقد الإحساس والعكس صحيح وفي النهاية "بطل" العمل هو الفكرة وليس الصوت .

 

التعليقات