هل يرى "المحللون" الأوضاع تتجه لانتفاضة ثالثة

هل يرى "المحللون" الأوضاع تتجه لانتفاضة ثالثة
رام الله -خاص دنيا الوطن- عبير مراد 

أجمع محللين سياسيين أن الاوضاع في الضفة لا تنذر باندلاع انتفاضة ثالثة مشيرين أن صمت السلطة الفلسطينية  تجاه العمليات الاخيرة انما هو جزء من الحالة العامة من الحياد الذي تتخذه السلطة نحو كل ما يجري في الضفة الغربية.

فقد أكد الأستاذ طلال عوكل الخبير والمحلل السياسي في حديث خاص لدنيا الوطن" أن الوضع الجاري في الضفة الغربية يؤكد ان الجانب الاسرائيلي لا يريد أية حلول ،هذا التصعيد على الأرض مقابله تصعيد في خطاب نتنياهو الذي تجاهل كل الموضوع الفلسطيني ووضع أولويات اخرى وقال أنا جاهز للقاء محمود عباس 

واعتقد عوكل في حديثه لدنيا الوطن "أن الذي يجري هو مكمل لخطاب الرئيس عباس في الأمم المتحدة بمعنى انه في عام 2000عاد الرئيس عرفات من كامب ديفيد واراد تحريك الشارع بالانتفاضة لبعض الوقت ولكن في عهد الرئيس الراحل عرفات فلتت الامور من يد السلطة ،في المقابل وفي هذا الوقت الرئيس محمود عباس على ما يبدو معني بتصعيد الأحداث حتى يكون هنالك تحرك سياسي ما ليكمل الرسالة التحذيرية التي اطلقها في الامم المتحدة  حتى يستعجل الاوروبيين في التحرك نحو حل القضية وتطبيقها" .

وتابع عوكل "يبدو أن السلطة بدأت تطبق ما قالته في الأمم المتحدة بحيث أنها لم تقم بإدانة العملية التي حدثت في نابلس ولم يبادر الى ادانتها الرئيس عباس ، مشيرا  ان عريقات نوه الى خطاب الرئيس لأن اسرائيل ليست ملتزمة ، وعليه فالسلطة يجب أن تراجع كل علاقاتها بما فيها العلاقات مع اسرائيل .

وأشار "لا يمكن أن تندلع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية لسبب واحد وهو الخلاف الفلسطيني الفلسطيني ،فحركة فتح حركة كبيرة ولها جمهورها في الضفة وكذلك حماس وهي حركة قوية لها جمهورها أيضا ،فغذا بقي الحال بين الفلسطينيين يتصيدون لبعضهم البعض وتتبادل الحركتان الاتهامات بالإضافة الى انعدام الثقة فكيف يمكن ان تقوم انتفاضة ثالثة شعبية تخرج بها كل الجماهير الفلسطينية لمواجهة المستعربة اسرائيل وبالتالي سيكون هنالك مشهد فلسطيني متناقض ،فالانقسام الفلسطيني هو العامل الناقص في المعادلة .

وشدد عوكل "أن الظروف الموضوعية على الأرض تُنذر بانتفاضة ثالثة والعامل الغائب الناقص هو العامل الفلسطيني لاشتعالها هو الانقسام .

وبين "أن الجهاد الاسلامي بإعلانها عن بداية انتفاضة انما تريد ان تتكون انتفاضة شعبية  ومستعدون لكن الظروف غير ناضجة وحسابات الواقع الفلسطيني ما بترشح اندلاع بداية انتفاضة شاملة ،بالإضافة الى ان الكتلتين صاحبتي القرار هما حماس وفتح في هذا الجانب .

وتوقع عوكل "استمرار العمليات الفردية لبعض الوقت وليس بالوقت الطويل ،مؤكدا أن بداية الأزمة ظهرت في الأمم المتحدة وانطلقت الى الشارع الفلسطيني وكذلك لان الاسرائيليون مصممون على التصعيد ،بينما قد يتدخل الأوروبيون وغيرهم في الوقت القريب لتهدئة الوضع وربما ستطرح الدول الكبيرة مبادرات أوروبية وغير اوروبية يمكن أن تُنتج عملية سلام .

بينما قال د. أكرم عطاالله المحلل السياسي "أن السلطة الفلسطينية لن تستطيع التعامل مع الاوضاع الامنية المشتعلة فهي وظيفتها التفاوض وتقديم خدمات للسكان، فاذا ما اشتعل الوضع فسيكون هذا الوضع غريب على السلطة وستبقى تتخذ الجانب الحيادي كسلطة بعيدا عن التدخل في هذا الموضوع فهي لا تستطيع ان تحاول تهدئة الامور في ظل الشارع المتفجر، ولا تستطيع اللحاق والاعلان عن تأييدها فهذا سيُدينها أمام العالم ،لكن ربما يلجأ افراد من السلطة ليكونوا جزء من الحالة العامة التي قد تنشئ كما حدث في ايام عرفات .

وتابع لدنيا الوطن "صمت السلطة عن العمليات التي جرت في الأيام الماضية هو جزء من الحياد الذي تتخذه موقف وحتى لا تُدين نفسها فهي لن تدخل بأي شأن عسكري يحدث في الضفة ،مؤكدا أن السلطة لا تسيطر على كثير من الأوضاع، فإسرائيل تنزع سيطرة السلطة عن مناطقها

وأوضح عطاالله "أن اسرائيل أغلقت كل منافذ الأمل أمام السلطة وهي تمارس كل الاستفزاز، ومن الطبيعي ان تكون ردة الفعل الفلسطيني بهذا الشكل ردا على السلوك المستفز الذي تمارسه اسرائيل في مناطق السلطة بالضفة ،مشيرا أن الوضع لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه ،فالأمور تندفع بهذا الاتجاه من التصعيد رغما عن السلطة .

وأكد "من الصعب الحديث عن انتفاضة ثالثة ستندلع قريبا ،فكل متطلبات الانتفاضة ناقصة منها التوحد والثقة بين الفصائل، موضحا ان الأجهزة الأمنية للسلطة ستسعى متعمدة لأن تكون متراخية في متابعة الأوضاع وربما يكون لها دورا اذا افترضنا ان الأمور قد تذهب الى انتفاضة ثالثة .

وأشار عطاالله "أن الجهاد الاسلامي بإعلانها عن بداية الانتفاضة انما تدفع بالتحريض على انتفاضة شعبية، مؤكدا أن الوضع يتجه نحو التصعيد أم لا مرتبط بالسلوك الاسرائيلي فلو استمرت الاقتحامات والانتقام والتصعيد فان الضفة ستكون أمام وضع اكبر من الانفجار ،مستبعدا أن تندفع الأمور نحو انتفاضة كبيرة ثالثة

وكل ما يمكن القول والتأكيد عليه "أن سلوك السلطة مرتبط بالتصعيد الاسرائيلي .