أصعب موسم للحج ينتهى خلال أيام

أصعب موسم للحج ينتهى خلال أيام
رام الله - دنيا الوطن-وكالات 
أيام قليلة ويسدل الستار على أصعب موسم للحج بعد عودة آخر حاج من الحجاج المصريين إلى أرض الوطن عقب انتهاء مناسك الحج. هذا الموسم الذى أطلق عليه الكثير أنه موسم الكوارث والأزمات نظرا لكثرة الحوادث التى وقعت خلاله، والتى بدأت بسقوط الرافعة وانتهت بفاجعة «منى»، وللأسف الشديد ضيوف الرحمن يدفعون الثمن.

هذه الحوادث وغيرها من الظواهر والإجراءات السلبية مثل تطبيق المسار الإلكترونى لأول مرة فى منظومة سفر واستقبال الحجاج دون أجراء أى تدريبات مسبقة لطواقم التشغيل، الأمر الذى أدى إلى الانتظار فى موانئ الوصول بالسعودية لأكثر من 15 ساعة بجانب ظاهرة الافتراش فى منى وعرفات، وهى ظاهرة قديمة لم تجد السلطات السعودية حلولاً ناجزة لها حتى الآن، بالإضافة إلى عدم التزام المطوفين بالاتفاقات الموقعة مع شركات السياحة فى المشاعر المقدسة بمنى وعرفات والتى تسببت فى انقطاع الكهرباء عن المخيمات لعدة ساعات فى درجة حرارة تزيد على 50 درجة مئوية، وهو ما كانت له آثار سلبية عديدة، وفى مقدمتها توقف أجهزة التكييف، والذى تسبب فى إجهاد الحجاج نتيجة ارتفاع درجة الحرارة يوم وقفة عرفات وفى مشعر منى.

وبالرغم من الجهود التى بذلتها بعثة الحج الرسمية المصرية برئاسة الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والبعثات النوعية المختلفة للخروج بالموسم إلى بر الأمان، فإن الموسم كما شهد إيجابيات تحسب لهم لم يخل من سلبيات عديدة لم يتم علاجها منذ أكثر من موسم مضى. وبالرغم من التوصيات الكثيرة التى يدونها الدكتور جمعة الذى احتفظ برئاسة البعثة الرسمية على مدى 3 سنوات متتالية، فإن هذه التوصيات ما زالت حبيسة الأدراج فى مجلس الوزراء، ولم يتم تفعيلها حتى الآن بالرغم من المخالفات الصارخة التى حدثت خلال العامين الماضيين من بعض البعثات.

ومن المؤكد أن موسم الحج هذا العام شهد العديد من الأخطاء والسلبيات وأيضا الإيجابيات، والتى يجب أن يتضمنها تقرير رئيس بعثة الحج الرسمية بشفافية ودون مجاملة لأية بعثة من البعثات الثلاث على حساب الحاج المصرى.

أولاً: هل يتذكر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس بعثة الحج الرسمية ما قرره مجلس الوزراء بضرورة التنسيق بين مجلس الوزراء ووزارة الأوقاف فى إعداد استمارة تقييم لأداء جميع البعثات والشركات المنظمة للحج تتضمن نقاطا وملاحظات حول جميع الخدمات التى تقدم للحجاج، ومن بينها خدمة السفر ذهابا وإيابا وخدمة المناسك والتنقل الداخلى بالمملكة العربية السعودية وسائر الخدمات.

وزير الأوقاف أكد أنه بناء على نتائج ذلك التقييم قد تقرر اللجنة العليا للحج برئاسة رئيس مجلس الوزراء إعادة توزيع الحصص وفق جودة الأداء أو عدمه.. والشطب لأى شركة أو مؤسسة أو جهة لا تفى بواجبها. والتزاماتها تجاه الحجاج.. إلا أن هذه التوصية بالذات لم يتم العمل بها بدون أى سبب.

ثانيا: هل يعلم وزير الأوقاف أن الحج السياحى هو الوحيد الذى يحظى برقابة حكومية من وزارة السياحة ويمنح الحاج حقه فورا ويعاقب الشركات المخالفة بأقصى العقوبات؟ أما حج القرعة والجمعيات فلم نسمع عن أى عقوبات تم توقيعها على هاتين الجهتين الحكوميتين. حتى لا تكون الحكومة القاضى والجانى فى نفس الوقت.

أيضا يجب أن يكون هناك تفاهم بين أعضاء البعثة والتأكيد على أن الجميع يعمل لصالح جميع الحجاج المصريين فى مختلف البعثات «قرعة وسياحة وجمعيات»، وهو ما يشدد عليه وزير الأوقاف محمد مختار جمعة رئيس بعثة الحج الرسمية دائما. مؤكدا أن أهم ميزة فى الحج هذا العام هو التواصل والتنسيق غير المسبوق بين البعثات النوعية للحج وتكاملهم
لتحقيق هدف واحد وهو خدمة الحج المصرى بغض النظر عن البعثة التى ينتمى إليها. نأمل أن يتحقق ذلك بعيدا عن أى صراعات.

أما بالنسبة للتوصيات التى ما زالت حبيسة الأدراج، قال الوزير إن التوصيات الخاصة بموسم الحج تكون متضمنة فى تقرير البعثة الرسمية فى ختام الموسم، ويتم عرضها على رئيس الوزراء ومناقشتها مع الوزراء المعنيين. مؤكدا أن جميع التوصيات الخاصة بموسم الحج خلال العامين الماضيين تم الأخذ بها فى حدود المتاح للتنفيذ.

وشدد الوزير على متابعته بنفسه لحالة الحجاج المصريين جميعا، ويقوم بالمرور وأعضاء البعثة الرسمية على الحجاج وعلى أماكن سكنهم وسيقوم بمحاسبة أى مقصر. كما طلب وزير الأوقاف من المشرفين على البعثات الثلاث «قرعة ــ سياحة ــ جمعيات» تقديم تقارير شاملة من حجاج كل بعثة تتضمن الإيجابيات والسلبيات للموسم. كما طلب عقد اجتماع عاجل فور عودة رؤساء البعثات للقاهرة لبحث الأداء خلال الموسم ووضع تصور شامل للموسم المقبل.

أما عن أهم الخطوات الرئيسية التى يجب التغلب عليها اليوم قبل الغد، هى توعية وتثقيف الحجاج خاصة البسطاء ولذا يجب أن تسارع الوزارات والجهات المختلفة المنظمة للحج بتنظيم برامج توعية مباشرة للحاج قبل السفر يتم خلالها شرح المناسك والأسلوب الأمثل والأسهل لتأديتها، والذى يجنبهم التدافع والزحام بقدر المستطاع.

الكرة الآن فى ملعب اللجنة العليا للحج برئاسة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، التى يقع عليها العبء الأكبر فى نجاح الموسم منذ بداية التخطيط للموسم الجديد، والذى يجب أن يبدأ باختيار اللجنة التى تسافر إلى السعودية للاتفاق على الموسم الجديد، والتى يجب أن تضم عضوا فنيا من القطاع الخاص يقوم على مراجعة بنود الاتفاق، الذى يتم توقيعه مع مؤسسة الطوافة ووزارة الحج السعودية ليشمل بنودا تحفظ حقوق الحجاج فى حال عدم الالتزام بتقديم الخدمة المتفق عليها للحاج خلال تأدية المناسك خاصة فى مناطق المشاعر المقدسة فى عرفات ومنى.

ونأمل من المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء التى تتبعه اللجنة العليا للحج أن يعلن التقرير الذى سيرفعه وزير الأوقاف، وأن يأخذ بالتوصيات الذى يتضمنها حتى نضمن أن يكون الموسم المقبل أكثر نجاحا، ويؤكد الاستفادة من التقرير من خلال الوقوف على الأخطاء والعمل على تحويل السلبيات إلى إيجابيات لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن العام المقبل.

التعليقات