معركة صنعاء بدأت ،ولا موعد محدد لنهايتها

معركة صنعاء بدأت ،ولا موعد محدد لنهايتها
رام الله - دنيا الوطن-عبير مراد 

صار الحديث عن اقتراب معركة صنعاء أمر من الماضي فقد أجمع محللون سياسيون أن العملية العسكرية في صنعاء بدأت وأن نهايتها مرتبطة بالعملية السياسية .

فقد قال الدكتور مروان الغفوري المحلل السياسي اليمني في حديث خاص لدنيا الوطن "أن معركة صنعاء مستمرة وانها بدأت فعليا عبر استراتيجيات ثلاثية كلها تصب في قالب استسلام الحوثيين في صنعاء موضحا انها كالتالي أولا السيطرة على الشريط الساحلي الكامل لليمن بما فيا حضر موت وتعز ،وبقيت الحديدية بيد الحوثيين ،التي تقترب منها القوات الدولية الان .

أما الاستراتيجية الثانية المتبعة في خطة تحرير اليمن فهي عملية قطع لخطوط السير والمواصلات وعمليا قامت قوات التحالف بتدمير خطوط النقل بين صنعاء والحديدية وبين صنعاء ومأرب . 

وتابع الغفوري" بينما الاستراتيجية الثالثة التي يستخدمها التحالف للتحرير فهي تنفيذ الغارات المستمرة طوال اليوم فوق صنعاء وما حولها، وقد دمرت هذه الغارات خطوط الاتصالات ومخازن الذخيرة، واماكن التدريب ،ودمرت البنية الأمنية والعسكرية بما في ذلك مقرات وزارتي الدفاع والداخلية كمحاولة لتجريد صنعاء من عناصر المقاومة العسكرية بهذه الطريقة تجري عملية حصار صنعاء من أجل دفعها للاستسلام.

وأضاف "معركة صنعاء مستمرة ،وسقوطها سؤال سياسي أكثر منه عسكريا وبالتالي لا يوجد موعد محدد لانتهاء العملية العسكرية، بالإضافة الى أن الباب ما زال مفتوح امام الحوثيين ليستجيبوا للتفاوض وهو ما أشار إليه الرئيس هادي في نيويورك قبل ايام عندما ذكر أن فرصة الحل السياسي لا تزال متوفرة، وحاليا كل ما يجري عن الحل السياسي في اليمن يُقصد به استسلام الحوثيين ،ولن تعود السياسة لليمن الا عندما تتفرغ من الحوثيين وهذا هدف عملية التحرير .

وأكد الغفوري "أن العملية العسكرية خلفت ضحايا أبرياء سقطوا عن طريق الاستهداف الخاطئ من قبل التحالف ، ومن قبل جماعات الحوثي التي استخدمتها في عدن وتعز عن طريق خلق استراتيجية الأرض المحروقة ،فكانت تحاصر المدينة ثم تهاجمها عشوائيا لتدفع بالمواطنين للهرب كما حدث في عدن .

وأوضح الغفوري "أن قوى التحالف العربي الاسلامي التي تقود العملية العسكرية هي السعودية ومعها بشكل رمزي باكستان، المغرب، مصر ،الأردن السنغال والسودان لكن المفارقة أن السعودية التي تقود هذا التحالف قد سوت وضع اللاجئين اليمنيين وأرسلت سفن العلاج واطنان من الاغاثة التي تفوقت على اعداد الغارات التي قامت بها 

وقد فتحت السعودية حدودها في الشمال والجنوب لاستقبال اليمنيين، وبالتالي الحديث ان المملكة تضرب اليمن وانها عدو هو ليس دقيقا بقدر ما أن السعودية هدفها القضاء على الحوثيين .

واشار الغفوري "ما بعد العملية العسكرية هذه هي الانتقال للحياة السياسية عن طريق تطبيع العلاقات الاجتماعية، والاتفاق على دالة وطنية سياسية تمكن اليمنيين من ان يعيشوا كدولة واحدة ومجتمع واحد .

وختم حديثه الخاص بالقول "لا يمكن لأحد أن يتنبأ بموعد انتهاء العملية العسكرية ،ولا يمكن أن نستثني عنصر المفاجئات في هذه المعركة، والحديث عن القضاء على الحوثيين هو صعب لا سيما أن مثل هذه الجماعات ستهرب الى الجبال والسهول .

الأمر مرتبط بالعملية العسكرية وتبعاتها السياسية ونتائجها التي بدأت تخلق لدى الحوثيين أن أحلامهم قد انتهت ومستقبلهم صار غامضا .