كتالونيا الاسبانية بعد الانتخابات...إلى أين؟!!

كتالونيا الاسبانية بعد الانتخابات...إلى أين؟!!
بقلم الأستاذ الدكتور رياض علي العيلة

تعد مقاطعة كتالونيا من المقاطعات الغنية اقتصاديا ورياضيا في أسبانيا...حيث تتكون المقاطعة من أربعة مدن رئيسه تقع على الساحل المقابل لفرنسا وإيطاليا هي....برشلونة العاصمة...خيرونا...ليريدا....وتراغونا....حيث تسعى الأحزاب السياسية القومية فيها إلى الانفصال والاستقلال عن مملكة اسبانيا...وإعلان كتالونيا دولة مستقلة...وبما أن الدستور الاسباني لعام 1976 لا يسمح للمقاطعات الاسبانية بالانفصال...فإن القوميين الكتلانيين برئاسة الحزب القومي الكتلاني الذي يتزعمه (آرثر ماس)...يسعون من خلال الانتخابات التشريعية المحلية في المقاطعة بالدعوة إلى إجراء استفتاء شعبي للانفصال عن اسبانيا...وحيث أن الانتخابات جرت يوم 27 سبتمبر...قبل موعدها المحدد بأربعة عشر شهرا أي يوم 25 ديسمبر 2016م...لاختيار 135 نائبا يمثلون المدن الأربعة حسب عدد السكان وبنسبة حسم لمشاركة القوائم الحزبية ب 1% من أجمالي أعداد الناخبين المسجلين في كشوف الناخبين والذي يصل عددهم إلى 5.510.798 ناخبا من أصل 7.518.903 مواطن يحق لهم الانتخاب...قد تم الموافقة على دخول المنافسة في الانتخابات لأثنى عشر قائمة وأتلافات حزبية،..وقد فازت منها ستة قوائم حزبية كما أعلنت عنها لجنة الانتخابات المركزية...على النحو التالي: قائمة يترأسها الحزب القومي الكتلاني وهي إتلاف بين أحزاب قومية وقد حصلت على 62 مقعدا أي بنسبة 39.57% وقائمة المواطنون وحصلت على 25 مقعدا أي بنسبة %17.91 وقائمة الحزب الاشتراكي الكتالوني وحصلت على 16 مقعدا أي بنسبة %12.72 وقائمة إتلاف اليسار الاشتراكي على 11 مقعدا أي بنسبة %12.93 وقائمة الحزب الشعبي الحاكم في اسبانيا 11 مقعدا أي بنسبة %8.50 وقائمة اليسار الكتالوني وحصل على 10 مقاعد أي بنسبة %8.21 ....

في ضوء ما تقدم...وفي ضوء النتائج نرى أن القوميون برئاسة (آرثر ماس) رئيس الحكومة المحلية...قد حصلت قائمتهم على نحو 1.616.962 صوتا بنسبة 39.57% بواقع 62 مقعدا... ولا يمكن بمفرده أن يشكل حكومة...ولا يكون قادرا على الدعوة لإجراء الاستفتاء لاستقلال إقليم كتالونيا إلا بتشكيل تحالف مع قائمة اليسار الكاتلوني ( CUP) الذي حصل على 335.520 صوتا بنسبة 8.21% بواقع 10 مقاعد لكي يشكل أغلبية 72 مقعد بواقع 78و47% من أجمالي أصوات الناخبين المسجلين في كشوف الناخبين...بمعنى أن عدد مقاعدهم الكثيرة لا تشكل نصف أصوات الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات...وماذا إذا أضفنا أصوات الناخبين الذي يحق لهم التصويت ولم يسجلوا في السجل الانتخابي والذي يصل عددهم إلى 7.518.903 ناخبا...بمعنى لا تصل نسبتهم من الإجمالي إلى 38.5%...وفي حال ذهب القوميون للاستفتاء حول استقلال وانفصال كتالونيا...ستكون الصدمة.... وسيكون لها الأثر السلبي على سياسة الأحزاب القومية التي تسعى لانفصال واستقلال كتالونيا...إضافة إلى أن الأمانة العامة للاتحاد الأوروبي حذرت كتالونيا بسبب التوجه القومي الانفصالي الكتالوني......من أنها لن تعترف بها كدولة أو إقليم مستقل...ويترتب عليها الخروج من الاتحاد ومن دائرة دول اليورو...إضافة إلى أنها في حالة طلبها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يترتب عليها إتباع الخطوات التي تسمح بانضمام دولة جديدة للاتحاد الأوروبي...وبما أن الانضمام يتطلب الإجماع..فلن يكون هناك إجماع وخاصة من أسبانيا...إلى جانب أن كثير من الشركات المقيمة في كتالونيا تستعد للرحيل إلى المقاطعات الاسبانية الأخرى بما فيها شركات كتالونية كبيرة.... وهذا يساعد الأحزاب السياسية الكتلونية المؤيدة لبقاء كتالونيا ضمن وحدة مقاطعات اسبانيا...التي تطالب بمنح كتالونيا مكانة أفضل داخل اسبانيا...فإلى متى ستستمر أحزاب القومية في كتالونيا في الدعوة للانتخابات قبل موعدها المحدد في القانون...ألا يكفي تجاربها في عام 2010...وعام 2012 ...وعام 2015....فمشوار الانتخابات يرهق موازنة المقاطعة وتترك أثرا اقتصاديا سيئا على الكتالونيين... فلتستمر كتالونيا ضمن مملكة اسبانيا وتطالب بتحسين موقعها داخل اسبانيا...وتضم صوتها إلى باقي المقاطعات بتحويل اسبانيا إلى دولة فدرالية اتحادية ...مما يمنح للمقاطعات حرية اقتصادية واجتماعية وثقافية أفضل...وتستمر اسبانيا واحدة موحدة...حيث دفعت ألاف القتلى والجرحى والمبعدين والمعتقلين للحفاظ عليها كدولة واحدة... وأن كنا نحن الفلسطينيون نسعى لأن نحصل على الاستقلال...ولكن نسعى بعد الاستقلال أن نكون اتحادا مع دول الجوار العربي... وعليه.. وكلمة أوجهها إلى القوميين واليساريين الكتالينين المناديين... باستقلال كتالونيا...سيصبح ريال مدريد الفريق الملكي بدون منافس بطل اسبانيا وأوروبا وربما العالم...وسيخرج البرشا فريق نادي برشلونة من حلبة المنافسة... وخارج الإطار الأوروبي...فالنصيحة أبقوا في إطار اسبانيا للحفاظ على كينونة كتالونيا...وإبقاء المنافسة الشريفة بين البرشا والملكي...وكانت بداية العلاقات الدبلوماسية للصين الشعبية - الأمريكية فريق البنج يونج (كرة تنس الطاولة)...والرياضة عنوان...ولتكن النتيجة برشا...ملكي مدريد...وحدة كتالونيا ضمن اسبانيا... ففي الاتحاد قوة...وفي التفكك ضعف...أننا نأمل من الكتلانيين...أن يستمروا في الاتحاد..ويحولوا مطالبهم إلى أن تصبح اسبانيا اتحادا فدراليا...فهو بمنح قدرا كبيرا من الحرية الاقتصادية...وختاما...هلا مدريد...هلا البرشا