ننتقل بشكل دقيق ومُنظم نحو تحديد العلاقة باسرائيل..عريقات في حوار شامل لدنيا الوطن يكشف شكل "الحكومة والبرلمان" القادمين

ننتقل بشكل دقيق ومُنظم نحو تحديد العلاقة باسرائيل..عريقات في حوار شامل لدنيا الوطن يكشف شكل "الحكومة والبرلمان" القادمين
رام الله - خاص دنيا الوطن
اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين د.صائب عريقات إعلان الرئيس أبو مازن في الامم المتحدة عن عدم التزام السلطة الوطنية الفلسطينية بالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل قبل أيام جزءا من "بدء تحديد العلاقة مع اسرائيل" عملا بقرارات المجلس المركزي الفلسطيني في آذار2015.

وقال عريقات في تصريحات خاصة بـ"دنيا الوطن" أن هذا الإعلان سبقه لقاءات مكثفة للرئيس محمود عباس مع غالبية الأطراف المعنية بعملية السلام وملف قضية الشرق الاوسط ،موضحا أن الرئيس أبو مازن أطلع جميع هذه الاطراف على ممارسات الحكومة الاسرائيلية وسياساتها المتعنتة . 

وأشار عريقات إلى أن الرئيس عباس قبل خطابه في الأمم المتحدة أجرى عدة لقاءات في  نيويورك وماقبلها ،حيث قام بتحضير العالم أجمع إلى أنه سينفذ قرارات المجلس المركزي في حل العلاقات مع اسرائيل .

وبين عريقات أن الرئيس أوضح لجميع الاطراف  أن الوضع الحالي لا يمكن استمراره لأن استراتيجية نتنياهو تقوم على أساس إبقاء الوضع على ما هو عليه في الضفة الغربية وإبقاء قطاع خارج الفضاء الفلسطيني ،و شرعنة البؤر الاستيطانية وتوسيع الاستيطان ومحاولات تهويد القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى .

 
ماذا يعني حل العلاقات مع اسرائيل؟

وحول تأثير إعلان الرئيس "حل العلاقات مع إسرائيل" على السلطة الوطنية ،بين عريقات أن هذا "لا يعني حل السلطة ".

وأشار عريقات إلى أن السلطة الوطنية هي "ثمرة كفاح الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن اسرائيل قامت بتدمير السلطة التي ولدت لنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال .

وأضاف عريقات أن الرئيس أبو مازن بعث برسالة إلى العالم أجمع من خلال خطابه بأنه "إما أن تكون لدينا سلطة ناقلة للشعب الفلسطيني من الاحتلال الى الاستقلال ضمن سقف زمني محدد وإما أن تتحمل إسرائيل كسلطة احتلال مسؤوليتها  كاملة ".

وبين عريقات أن "الرئيس أكد أن رفض اسرائيل لاحترام الاتفاقات و وقف الاستيطان و ترسيم الحدود أدى إلى ضرورة تحديد العلاقة مع اسرائيل في مجموعة من الخطوات بالتعاون مع المجتمع الدولي و اللجنة الرباعية" .

وأضاف عريقات أن الرئيس عباس دعا سكرتير عام الامم المتحدة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني حيث فشلت سلطة الاحتلال عملا بمواثيق جنيف بتوفير هذه الحماية، لافتا إلى أن فلسطين عضو في المحكمة الجنائية الدولية ،ولها 3 ملفات امام المجلس القضائي نأمل البت فيها في أسرع وقت ممكن .

وأشار عريقات إلى أن "تحديد العلاقة سيتم تنفيذه بالطرق التي تراها القيادة الفلسطينية بما يشمل تحديد العلاقات في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية".

وشدد عريقات على أن القيادة جادة في الخطوات التي اتخذتها ،متمما:" هذه ليست اقوال الوضع ليس بحاجة إلى تحليل البعض بالطرق التقليدية الذين اعتادوا ان يتصيدوا في المياه العكرة ممن يتخذون أنفسهم حراسا على اخطاء الاخرين".

وأضاف:" هؤلاء يجب أن يدركوا ان القضية الفلسطينية تمر بمنعطف حقيقي ،الأمر الذي يتطلب تعزيز وحدتنا الوطنية ،و انهاء الانقسام من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على أن تواجه الاعباء القادمة"، لافتا إلى أن هذه الحكومة لن تكون تقليدية وستكون مسؤوليتها مواجهة تحديات الحكومة الاسرائيلية وإفرازاتها".

 
خطوات تحديد العلاقة

 وحول الخطوات التي تنوي القيادة الفلسطينية اتخاذها لتحديد العلاقة مع اسرائيل ،أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين أن أولى هذه الخطوات هي "تحديد العلاقات السياسية والاقتصادية والامنية ،كرزمة واحدة ".

وأضاف عريقات أن "هناك من يقول بأن أبو مازن سيسلم المفاتيح ،لكن المفاتيح في يد نتنياهو ،هذه الحقيقة لمن لم يدرك بعد أن سلطة الاحتلال ألغت الاتفاقات بالكامل كما أكد الرئيس حين قال (أنا لن أكون الوحيد الذي سيلتزم بالاتفاقات)".

وأشار عريقات إلى أن نتنياهو ألغى مناطق "أ "و "ب" وتراجع عن إعادة الانتشار ،ولازال يشرعن تمركز البؤر الاستيطانية ،ويسعى لفصل الضفة عن قطاع غزة ،ولا يزال يمضي في حصار غزة وتهويد القدس".

وأضاف :"لا يوجد اتفاقات إلا ما يقرره الاحتلال صبيحة كل يوم في رفع أو تخفيض عدد الحواجز ،وشل حركة المرور وخنق المواطنين".

وأكد عريقات ان هناك اجراءات قانونية دقيقة جدا بصدد إعدادها بالكامل ،لإخراجها بالشكل القانوني بما يتناسب مع "القانون الدولي" و"القانون الدولي الانساني" حتى يتم إعادة تحديد العلاقات ،لافتا إلى أن "هذا لا يعيق عملنا الداخلي".

وأضاف: "علينا ان نعقد المؤتمر السابع لحركة فتح والمجلس الوطني الفلسطيني ،قبل نهاية العام الحالي ونأمل مشاركة حماس والجهاد ".

وبين أن فلسطين كدولة مراقبة للأمم المتحدة بصدد "إعلان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية كحكومة مؤقتة وهنا يكمن الانتقال من حكومة السلطة الى حكومة دولة فلسطين ،حيث يكون بذلك برلمان دولة فلسطين هو المجلس الوطني ،وأعضاء المجلس التشريعي جزء من المجلس الوطني وهذا يتطلب اجراءات قانونية غاية في الدقة وغاية في التحديد".

وتابع عريقات: "هذا ما هو نحن بصدد إعداده وسينتهي خلال عدة أسابيع"، مضيفا: "نحن امام مرحلة جديدة كاملة ،وهذا ما يعجز البعض عن قراءته وتحليله الى الان".

وأشار إلى أن "هذا ما كانت تعول عليه القيادة لعقد المجلس الوطني وهو ما يتم التحضير له الان ".

و وصف عريقات الإجراءات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية بأنها "نقل دقيق ومنظم أعلنا عنه أكثر من مرة في دراسات مكتوبه وبيانات ،كما أن خطاب الرئيس واضح ومحدد ومن يقرأه بعناية تامه يعرف ماهي الخطوات القادمة ".

واعتبر عريقات أن تصريحات نتنياهو تأتي في إطار "العلاقات العامة " ،لافتا أن نتنياهو يجتمع مع كيري في نيويورك وفي ذات الوقت يشرعن البؤر الاستيطانية و يستمر في تدمير خيار الدولتين .

وأضاف: "نتنياهو لديه برنامج واستراتيجية واحدة وهي دولة واحدة بنظامين "الأبرتايد" وهو يسعى لإخراج قطاع غزة خارج الفضاء الفلسطيني" .


مساعي توني بلير

وحول مساعي توني بلير ،قال نتنياهو :"نحن نعرف اللقاءات التي تتم هنا وهناك، توني بلير يقوم بتصدير الوهم حول ميناء لتعزيز الانقسام وتعزيز أن هناك في العالم من سيعترف بإماراة فلسطينية في قطاع غزة ،هذا كله اوهام كاذبة يجب ان تتوقف فورا لأن المكان الطبيعي لكل مكونات الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني" ،مؤكدا على "وجوب انعقاده بأسرع وقت ممكن بمشاركة حماس والجهاد حتى يكون لدينا مجلس وطني يؤسس لشراكة سياسية كاملة ، شراكة في الاقتراع تؤسس للانتقال السلمي ". 

واعتبر عريقات أن "البعض الذي يصر على الانقسام هو يحاول إيجاد صيغة بديلة للمشروع الوطني الفلسطيني"،مشيرا إلى أن "هدف توني بلير هو ابقاء قطاع غزة منفصل عن الضفة الغربية".

وقال عريقات "إن لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا احد ،لنضع النقاط على الحروف ،ولتضع حركة حماس كل المعطيات أمامها "،داعيا إلى "الرد على برنامج اسرائيل بتدمير خيار حل الدولتين عبر تعزيز ركائز الهوية الفلسطينية من خلال الشراكة السياسية الكاملة عبر إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد و المشاركة في المجلس الوطني واللجنة التنفيذية بمشاركة حماس والجهاد أسوة بباقي الفصائل".

 وأضاف عريقات:"إذا أردنا الحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني لن نستطيع القيام بذلك بعقلية الماضي ،نحن بحاجة الى التجديد سياسيا وفكريا ،الامور مع نتنياهو لن تتغير ،فحكومة اسرائيل الحالية جاءت لهدف واحد هو تحقيق مبدأ الدولة بنظامين أي تكريس مبدأ "الابرتايد"".

وتابع عريقات:" اسرائيل لو انتظرت الف عام لن تجد في الشعب الفلسطيني من يتساوق مع هذه المشاريع "،متمما:"لا مجال لحسن النوايا ،ولا مجال للارتباك والتخبط او التردد ،نحن الان بحاجة الى نبذ الاصوات الشاذة التي اعتادت ان تبحث عن  تمزيقنا وتفتيتنا ". 


مبادرات جديدة

وحول إمكانية مشاركة حماس والجهاد الإسلامي في المجلس الوطني المزمع عقده،قال عريقات أن مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح عزام الاحمد يجري اتصالات مكثفة مع حركتي حماس والجهاد للتحضير لعقد المجلس الوطني "،لافتا إلى أن"هناك عروض قدمت امام حركة حماس فيما يتعلق بحكومة الوحدة الوطنية في الفترة الحالية ومن ثم  الانتقال الى عقد المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة حماس والجهاد لإشراكهما في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير"  والتي ستكون حكومة الشعب الفلسطيني .

وبين عريقات أن "العروض هي شراكة سياسية كاملة "،مؤكدا أن تفاصيل هذه العروض هي في الاتفاقات التي وقعت في الدوحة والقاهرة والشاطئ .
 

رئيس الحكومة

وحول إمكانية أن يتولى رئيس اللجنة التنفيذية رئاسة الحكومة في الفترة المقبلة ،قال عريقات أن منصب رئيس الحكومة سيتحدد في المجلس الوطني القادم لكن اللجنة التنفيذية هي حكومة دولة فلسطين ،والبرلمان الفلسطيني هو المجلس الوطني الفلسطيني وفقا لقرارات المجلس المركزي الفلسطيني .


المجلس الوطني والمؤتمر السابع

وحول موعد عقد المجلس الوطني ،قال عريقات أن المجلس سيعقد بعد مؤتمر فتح السابع قبل نهاية العام ،مؤكدا على قرار اللجنة المركزية لفتح بعقد مؤتمر الحركة في 29 نوفمبر القادم .


التصعيد الإسرائيلي

وحول التصعيد الإسرائيلي المتوقع ردا على الخطوات التي ستتخذها القيادة الفلسطينية ،قال عريقات أن التصعيد الاسرائيلي بدأ في بالمسجد الاقصى المبارك من خلال التقسيم الزماني ،وهو يجري في الضفة الغربية اليوم ،وفي قطاع غزة من خلال الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال".

وأشار عريقات إلى أن "التصعيد الاسرائيلي مستمر ولكن اسرائيل حددت ماذا تريد"،لافتا إلى أن "إسرائيل تريد دولة بنظامين (ابرتهايد) ".