أحلام الثروة والدولة

أحلام الثروة والدولة
بقلم :عبدالله عيسى
رئيس التحرير

في ثمانينات القرن الماضي أرسل الجيش التونسي عدد من الجنود الى أمريكا للقيام بدورة تدريبية .. وخلال فترة الدورة التدريبية العسكرية اهتم احد الجنود برتبة مساعد باليانصيب الأمريكي واشترى بطاقة ووضع عنوانه البريدي في تونس .

وبعد عودته وصلته رسالة تقول:" إذا كنت الفائز الأول ستحصل من اليانصيب على مليون دولار ".

فرح الشاب التونسي فرحا كبيرا ولم يصدق ما حصل فأسرع الى صحيفة تونسية ونشر الخبر انه الفائز الأول بمبلغ مليون دولار .

وعلى مدى أسابيع والصحافة التونسية تلاحقه من مكان الى اخر وتسأله عن مشاريعه وكيف سيتصرف بالمليون دولار وتوجهت إحدى الصحف الى مصلحة الضرائب التي حسبت مبلغ الضريبة على المليون دولار ونشرت الأرقام .

بعد أسابيع والرأي العام التونسي منشغل بفوز الشاب بمليون دولار فتوجه صاحبنا إلى السفارة الأمريكية بتونس طلبا تأشيرة كي يذهب الى أمريكا لاستلام جائزته .

قرأ موظف السفارة الأمريكية رسالة اليانصيب الأمريكي وقال للشاب :"لم تقرا الرسالة جيدا انك لست بفائز حتى الان فالرسالة تقول : "اذا" كنت الفائز الأول تربح مبلغ مليون دولار وأنت لم تنتبه الى كلمة "إذا " .

أغمي على الشاب على باب السفارة ونقل الى المستشفى ولحقت به الصحافة ورفض الإدلاء باي حديث صحفي وروى فقط ما حصل في السفارة .. وانهارت أحلامه بالثروة على باب السفارة الأمريكية .

ما حصل مع الشاب المسكين حصل مع دول عربية بما فيها القيادة الفلسطينية فمنذ هزيمة حزيران 1967 والعرب يطالبون إسرائيل بتطبيق قرار مجلس الأمن 242 والذي ينص على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.. وعندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بقرار 242 قالت أمريكا وإسرائيل لاتفرحوا كثيرا يا جماعة القرار بنص على الانسحاب من أراض عربية محتلة علم 67 وليس الانسحاب من الأراضي العربية .

عندها قال ابو اياد منذ صدور قرار مجلس الامن 242 ونحن نعارض القرار ولم نقراه الا مؤخرا .

ومن بين الجندي التونسي والعرب كان لديه خطا في القراءة لكلمة اذا بينما العرب كان لديهم خطا في حرف اللام أي ال التعريف فإسرائيل ما زالت تفسر القرار على انه أراض والعرب يقولون الأراضي العربية .

التعليقات