"التعليم البيئي" ينفذ أنشطة للمنتديات النسوية في قلقيلية والفارعة وطوباس

"التعليم البيئي" ينفذ أنشطة للمنتديات النسوية في قلقيلية والفارعة وطوباس
رام الله - دنيا الوطن
نفّذ مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة سلسلة تدريبات وأنشطة لمنتديات: قلقيلية النسوي، والفارعة النسوي، والسنوسة البيئي بطوباس.

ففي قلقيلية نظّم المركز بالشراكة مع البلدية تدريبًا عمليًا للناشطات في المنتدى النسوي البيئي. واستعرض التمرين أفكاراً عملية لتجسيد مفاهيم تدوير الورق والبلاستيك والقماش، وإعادة تصنيع تحف ومقتنيات منزلية وحقائب وألعاب من مواد تالفة؛ لتشجيع توجهات الاهتمام بالبيئة وتقليل إنتاج النفايات المنزلية.

وتمرنت 16  ناشطة نسوية على مهارات مختلفة، وصنعن مجسمات وقطعًا من خامات تذهب بالعادة إلى حاويات النفايات. وتولت المتدربة المهندسة سماح أسعد نقل أفكار ومفاهيم أساسية في ابتكار تصاميم فنية تصلح للاستخدام المنزلي متعدّد الأوجه، واستعرضت نماذج عديدة جرى إنتاجها من ورق وقماش وبلاستيك مستعمل.

وحددت المشاركات قائمة مصنوعات يدوية معاد تدويرها، سيجري إنتاجها في الأسابيع المقبلة، ثم سيتم عرضها لطلبة المدارس وللمواطنين؛ لتشجيعهم على التوجهات البيئية. كما اقترحن تعميم التدريبات للمعلمات وطالبات المدارس؛ لأنهن يشكلن نسبة كبيرة في المجتمع، وبوسعهن تغيير الممارسات البيئية نحو الأفضل.

فيما أشارت مسؤولة النوع الاجتماعي في البلدية نهاية عفانة إلى أن المنتدى النسوي البيئي سبق وأن عقد أربع لقاءات توعوية بمرضي أنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الخنازير، ونظم نشاطًا لغرس الأشجار في حديقة الحيوانات لمناسبة يوم البيئة الفلسطيني، إضافة إلى فتح حوار مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي، ناقشت خلاله الناشطات التحديات البيئية في مدينتهن.

وأكدت أن التدريب والتوعية بالمهارات البيئية مسألة مهمة، وتعزز من دور النساء ومشاركتهن المجتمعية.

فيما استعرض رئيس البلدية عثمان داود، على هامش التدريب، التحديات الكبيرة التي تواجه البلدية في مساعي الحفاظ على المدينة نظيفة وخالية من النفايات العشوائية وتأسيس ثقافة تراعي البيئة وتحافظ على عناصرها.

وأشار إلى ما تسببه العديد من الممارسات غير البيئية في تعامل شريحة من المواطنين مع النفايات، وعدم الالتزام بالنظافة، من تداعيات صحية واقتصادية أيضاً.

وقال داود إن تكلفة العمل في جمع النفايات مرة ثانية في اليوم الواحد تحتاج إلى 3 ملايين شيقل سنويًا، وهو مبلغ بوسعه بناء نصف مدرسة حديثة تنقص المدينة، دون الحاجة لانتظار مانحين أو ممولين.

وحث المواطنين على مساندة البلدية في التقليل من النفايات، وتبني توجهات التّدوير، ودعم المنتجات المحلية، وتغيير العادات الاجتماعية في تقديم المشروبات الغازية في الأفراح، لصالح ما يتم إنتاجه محليًا من ألبان.

وذكر داود بأن البلدية تحرص على الاهتمام بالبيئة، وتدعم جهود المنتدى النسوي وترعى مبادراته الخضراء.

في سياق متصل، نفذ المركز تدريباً مماثلاً لثلاث وعشرين ناشطة في منتدى الفارعة النسوي بمقر المركز الاجتماعي بمخيم الفارعة.

ووضعت المشاركات لائحة  طويلة من منتجات وتحف منزلية بدأن يعملن لإنتاجها من خامات ورقية وبلاستكية وقماش مهمل، كان يشق طريقه نحو حاويات القمامة.

واستعرضت السبعينية فاطمة صبح للناشطات اهتمام النساء بالتدوير في القرى المدمرة قبل النكبة، حين كن يضعن الألبان والعسل والزيت وسائر المحاصيل في أوعية من الفخار أو الزجاج، كما حرصن على صناعة الدمى من القماش المستعمل والتالف، وكن يتجنبن استعمال الأكياس البلاستيكية لصالح القماش والقش. فيما حرصن على استخدام الفخار للمياه والزيت.

وقالت رئيس الهيئة الإدارية للمركز النسوي ليلى سعيد إن مخرجات الورشة التدريبية ستعرض للنساء في المخيم لتشجيعهن على إنتاج نماذج مماثلة، وللمساهمة في تقليل استخدام المواد البلاستكية التي تستعمل مرة واحدة.

وأضافت إن المرحلة المتقدمة من التدريب ستدعم فرص تشغيل ذاتي للنساء، من خلال تقديم لمسات فنية على تحف ومقتنيات منزلية وملابس، بجانب أهمية التوعية البيئية وخفض إنتاج النفايات الصلبة.

وفي طوباس، شاركت ناشطات من منتدى السوسنة البيئي في صناعة  وجبات طعام تراثية لأطفال روضة طوباس الصديقة للبيئة، وشرحن لهم مخاطر الوجبات السريعة والأطعمة غير الصحية المليئة بالأصباغ والألوان والمواد المثبتة.

 وتناول  نحو 150 طفلاً وجبات شعبية باتت عرضة للاندثار في المطبخ الفلسطيني، وتعرفوا عن قرب على طريقة تجهيزها، وما أرتبط بها من مناسبات اجتماعية كالمجدرة، والمفروكة، والزلابية.

وقالت رئيس جمعية طوباس الخيرة مها دراغمة إن الروضة الخضراء، التي انطلقت قبل أربع سنوات بالشراكة مع "التعليم البيئي" فرضت حظرًا على الكثير من الأطعمة والمسليات المليئة بالمواد الحافظة والملونة، كما نقلت الكثير من المفاهيم البيئية للصغار، ونظمت عدة رحلات للطبيعة، وأشركت الأمهات في جهودها التوعوية، وبدأت منذ أسابيع في تعليم الأطفال طريقة إنتاج الأسمدة العضوية.

وأشارت منتهى توفيق، الأم لطفلين في الروضة، إن صغارها بدأوا بالفعل بالإقلاع عن النقانق والمرتديلا والمسليات، لصالح تناول الأطعمة التقليدية كالزعتر والألبان والأجبان والعسل والترمس والفول والحمص المسلوق وغيرها.

بدوره، أشار المدير التنفيذي لمركز التعليم البيئي سيمون عوض إلى أن المنتديات النسوية التي أطلقت العام الماضي، نفذت  فعاليات وتدريبات خضراء في محافظات: نابلس، وطولكرم، وطوباس، وجنين، وبيت لحم، وقلقيلية، وسعت إلى تطوير وعي النساء البيئي، ولتشجيعهن على المشاركة المجتمعية، وتحفيزهن على تنفيذ مبادرات وأعمال تطوعية.

وأضاف: فتحت النساء في المنتديات حوارات مع محافظين ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس محلية، وطالبت من جهات الاختصاص القيام بدورها تجاه البيئة وعناصرها، كما نقلن للمسؤولين تداعيات غياب الاهتمام بالبيئة على جودة الحياة، وضرورة بذل جهود إضافية لتغيير الواقع الصعب لبيئتنا.

وذكر عوض أن المنتديات الطلابية أطلقت منذ تأسيسها أنشطة مجتمعية في نابلس وجنين وطولكرم وبيت لحم، وشارك الطلبة في غرس أشجار وحملات نظافة وتوعية بمخاطر النفايات الصلبة، إضافة إلى تدريبات على مهارات مختلفة، وعروض توعوية بالتنوع الحيوي في فلسطين، وجولات تعريفية بتحجيل الطيور ومراقبتها.