رئيس المجلس التنفيذي حزب الله هاشم صفي الدين .روحية المقاومة تكمن في التضحية بالخاص من أجل العام

رئيس المجلس التنفيذي حزب الله هاشم صفي الدين .روحية المقاومة تكمن في التضحية بالخاص من أجل العام
رام الله - دنيا الوطن - محمد درويش

‏برعاية رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، أقامت بلدية الخيام احتفالاً تكريمياً للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في ملعب بلدية الخيام في جنوب لبنان ، بحضور رئيس بلدية الخيام عباس عواضة،مسؤول حزب الله في منطقة الجنوب الأولى السيد أحمد صفي الدين، إلى جانب
عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي الطلاب المكرمين.

افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني
اللبناني، ومن ثم دخول موكب الخريجين والخريجات، وعرضٌ لتقرير مصوّر عن أهم إنجازات بلدية الخيام الإنمائية والصحية والتربوية والاجتماعية والخدماتية وغيرها خلال العام 2015.

رئيس بلدية الخيام عباس عواضة ألقى كلمة توجّه فيها للطلاب الناحجين بالقول "مبارك لكم النجاح الذي حققتموه، ونسأل الله أن تكون أيامكم وأوقاتكم كلها فرح وسرور ونجاح في طاعته، ومبارك لكم ولأهلكم ولأسركم ولمعلميكم وللمؤسسات التربوية ولكل الذين بذلوا جهداً كبيراً من أجلكم، ومبارك لنا جميعاً لأن نجاحكم وتفوقكم إذا ما اقترن بالأخلاق الكريمة والرفيعة فإنه يبشّر بمستقبل واعد لخدمة أهلنا ومجتمعنا ودولتنا لتكون دولة قادرة على حماية نفسها وشعبها ليَحي أبناؤنا بعزة وكرامة.

وقدّم المنشد علي العطار وفرقته باقة من الأناشيد الإسلامية التي تحكي عن انتصارات المقاومة وهزيمة العدو، قبل أن توزّع الشهادات التقديرية على الخريجين.

وكان قد سبق الاحتفال جولة للسيد صفي الدين يرافقه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. علي فياض، وعضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، بالإضافة لعدد من الفعاليات والشخصيات على عدة مشاريع أقامتها بلدية الخيام في البلدة، حيث افتتح السيد صفي الدين المنتجع السياحي الذي يضم مسبحاً وتراساً، ومن ثم توجّه والوفد المرافق إلى دار المسنين في
البلدة، حيث قصّ شريط الافتتاح وجال الجميع في أرجائه، متفقدين تجهيزاته وأدواته والخدمات الحياتية التي تقدّم للمسنّين، وبعدها افتتح السيد صفي الدين المكتبة العامة في البلدة والتي تضم عدداً من الكتب العلمية والثقافية والدينية وغيرها من الكتب الأدبية، ومن ثم توجه السيد صفي الدين إلى مكتب اشتراك الكهرباء الذي نفذته البلدية لتخفيف العبء عن الأهالي في ظل عدم توفر كهرباء الدولة، حيث اطلع على كيفية إجراء الفواتير الشهرية والتسهيلات التي تقدمها البلدية في هذا الشأن الذي يُعد
ضرورياً للأهالي.

واختتم السيد صفي الدين جولته بزيارة إلى دارة مفتي مرجعيون وحاصبيا الشيخ عبد الحسين العبد الله، حيث قدم السيد صفي الدين التهاني بحلول عيد الأضحى المبارك، راجياً الله سبحانه وتعالى أن يعيده على الجميع بالخير واليمن والبركات، وأن يرحم الشهداء الذين سقطوا في منى أثناء تأديهم لفريضة الحج.

وكان السيد صفي الدين القى كلمة كلمة شدد فيها على أن من أهم الواجبات والوظائف التي تتحمّلها الطبقة السياسية اليوم والتي فشلت على مدى أكثر من عقدين ونصف في تقديم الحلول للبنان، وجرّته من أزمة لأزمة، تكمن بفتح الطريق أمام جيل قادر ومتمكّن من إيجاد حلول جذرية وحقيقية لكل المشاكل
الاقتصادية والاجتماعية والإدارية التي يعانيها لبنان، وبفتح الباب أمام الأجيال الآتية المتعلمة والفاهمة والمقاومة والمقتدرة التي قدمت الانجازات، وذلك من خلال إقرار قانون انتخابات نسبي يتيح للجميع أن يتحمل المسؤولية أمام كل ما هو حاجة ضرورية لبلدنا ولوطننا ولمستقبلنا.

ورأى السيد صفي الدين أننا في لبنان أمام مشكلة ثقافية كبيرة جداً تجعل المعرفة دون فائدة مع وجودها، وتجعل النفط والمياه والإمكانات والعقول والطاقات عديمة الجدوى مع تحققها، وتبقي لبنان في هذا الجو الرديء من التخلّف في الوقت الذي نمتلك إمكانات هائلة، لافتاً إلى أن المشكلة الثقافية التي تنمّ عن تخلّف حقيقي في لبنان موجودة في أماكن متعددة منه وبالتحديد في عقول طبقة سياسية متخلّفة هي أكثر تخلّفاً من أي لبناني،
ولا تحب العلم وتتآمر على الجامعة اللبنانية، ولا تحب المعرفة وتتآمر على التربية ومستواها وعلى الشهادة اللبنانية، ولا تحب الرقي والتقدم وتتآمر على سبل الخلاص لهذا البلد، مشيراً إلى أن القيم التي توصل إلى النجاح من عقل ومعرفة وعلم وإبداع ووطنية وإنسانية وأخلاقية ومسؤولية يمكن أن نختصرها بكلمة واحدة ألا وهي روحية المقاومة، فالبلدية والوزارة والدولة
والمؤسسة التي تمتلك روحية مقاومة يمكن لها أن تحقق رُقياً وتقدّماً علمياً في كل مجال وعلى كل صعيد، وهذا هو الذي يفتقده لبنان اليوم.

وأوضح السيد صفي الدين أن روحية المقاومة تكمن في التضحية بالخاص من أجل العام، وحينما تكون الآية معكوسة سنصل إلى بلد معكوس مركوس، الأعلى فيه أسفل والأسفل فيه أعلى، كما حال لبنان اليوم، فشهداؤنا وعوائلهم والبلدات العزيزة ضحوا بفلذات أكبادهم من أجل أن يكون لبنان قوياً ومنيعاً ومحرراً
ومحصناً، وهذا الذي حصل، معتبراً أن بلدنا اليوم مقلوب رأساً على عقب لأن القيم فيه أصبحت معكوسة، ولأن الثقافة فيه باتت ضائعة وتائهة ولا تجد لها سبيلاً.


التعليقات