المطران نصار يطرد ابن بريح عن المذبح في الرميلة

المطران نصار يطرد ابن بريح عن المذبح في الرميلة
رام الله - دنيا الوطن
في الـ2006 عُين المطران الياس نصار راعٍ لأبرشية صيدا وبيت الدين للموارنة. منذ ذاك الحين، وخلافاته مع الكهنة وابناء الابرشية على مرأى ومسمع الجميع فضلاً عن دخوله في زواريب السياسة والسلطة، هذا عدا عن ارتباط اسمه بملفاتٍ وقرارات إدارية تتعلق بمخالفات مالية وعمليات احتيال وتزوير.

ثمة من يقول ان المطران نصار يغرد بتصرفاته وافعاله خارج السرب محاولاً بشتى الطرق التضييق على ابنائه وحتى تهجيرهم من اراضيهم في ظل تقدم البعض بشكاوى عدة بحقه، فيما يطالب البعض الاخر بنزع صفته الكنسية والبدء بمحاسبته فوراً بعد ان بت سيد الصرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قضيته شهر اذار الفائت، غير أن الصمت يخيّم في ارجاء الصرح البطريركي وعلى من في الداخل، والتكتم حول ما نوقش في ملف نصار وموقف الصرح من الدعاوى المرفوعة بحقه سيد الموقف.

ما حدث منذ ايام قليلة في الرميلة الشوفية خيرُ دليل على خلافات نصار مع ابناء رعيته والكهنة فيها، بعد أن عمد الاخير خلال ترأسه إكليلاً في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في الرميلة، الى طرد الكاهن جان خوري ابن بريح الشوفية عن المذبح ومنعه من تلاوة إحدى القراءات وهو في حالة شبه هيسترية يتخللها الانفعال الشديد والتذمر حتى كاد يفقد نصار صوابه بمجرد رؤية الاب خوري واقفاً أمامه ما دفع بالاخير الى الانسحاب والترجل عن المذبح احتراماً لقدسية المكان وألوهيته وعدم تأجج الامور أكثر.

علماً ان حالة الهرج والمرج التي سادت بلدة الرميلة عموماً، وبلدة بريح خصوصاً، كادت ان لا تنتهي على خير أو تمر مرور الكرام لو لا تدخل بعض فعاليات المنطقة. إلا أن الحادثة ما لبست ان تكررت في أقل من 48 ساعة، وذلك خلال مشاركة المطران نصار في مراسم جنازة السيدة بهجات زوجة كاهن الرعيّة السّابق الاب الياس إيليا. فما ان دخل الاب جان وحاول الجلوس في المكان المخصص له كونه راعي الابرشية حتى اقترب منه احد الكهنة مانعاً اياه الجلوس او حتى حضور المراسيم بناءً على أوامر المطران التي تقضي بعدم السماح له بالتواجد او حتى الظهور في المكان عينه، ما ادى الى حصول تلاسن وبلبلة بينهما، في ظل ايقاف مراسم الدفن وعدم استكمالها إلا بعد خروج الاب جان من المكان، ليعمد مرة اخرى على فض الاشكال والخروج برفقة الكاهن سمعان بولس من حرم المكان المقدس وسط اجواء من الفوضى والتوتر.

وتوفرت معلومات لموقع "ليبانون ديبايت" في هذا الصدد أن عدداً من الأباء من بينهم جوزيف القزي ونمر بولس توجهوا عقب الحادثة الى بكركي وتقدموا بشكوى بحق المطران نصار مستنكرين بشدة التعرض لكاهن واهانته بهذه الطريقة وامام الجميع وهم الآن في انتظار قرار الصرح البطريركي بعد ان تلقوا وعوداً بمعالجة القضية ومتابعتها مع العلم ان دعاوى عدّة سبق وان رُفعت ضدّه من قبل أبناء أبرشيّته.

مع الاشارة إلى ان علاقة المطران بالكهنة الذي يصل عددهم الى ما يقارب الـ 38 كاهناً في المنطقة غير مستقرة ومتشجنة باستثناء إثنان منهم فقط في حين أن الاغلبية الساحقة تتذمر من تصرفات المذكور.

وفي اطار المتابعة لمعرفة ملابسات القضية، تبين لـ "ليبانون ديبايت"، ان سبب الخلاف بين الطرفين تعدّى انزعاج المطران من تواجد الاب في المكان عينه إلى حقد دفين على الاخير نتيجة تراكمات في العلاقة المتوترة منذ سنوات على خلفية قضايا مختلفة منها كانت سياسية بحتة فيما الاخرى لها علاقة بتصرفات المطران وأعماله المخالفة لتعاليم الكنيسة وبعض الملفات التي ارتبطت باسمه حسبما اشارت اليه مصادر خاصة لموقع ليبانون ديبايت.

ووفق المصادر، اتضح ان نصار حاول في السابق مراراً وتكراراً اخراج الاب وعائلته من المنزل الذي يأويهم بالقوة وهو من تقدمة الرعية لاسكان عائلة من الجنسية السورية مقابل مبلغ مادي معين، ما دفع بالاب على الاثر الى مواجهة الاخير قائلاً له: "ولو يا سيدنا انا خوري رعيتك كيف هالحكي؟ بدك تكبني انا وعيلتي على الطريق؟".

هذا ويتناقل معظم اهالي المنطقة عن لسان المطران نصار انه يعمد الى تأجير اراضي الوقف والمنازل في الرميلة وسائر المناطق للسوريّين نظراً للمبالغ المرتفعة التي يدفعونها مقابل ايجادهم مكان يأويهم ويحميهم.

وبموازاة ذلك، اعتبر احد وجهاء البلدة ان التعرض لابن بلدة بريح الاب جان خوري اﻹنسان المخلص لربه، لوطنه وشعبه، هو تعرض لابناء البلدة اجمعين والمس بكرامتهم، الذين تحملوا التهجير لاكثر من 30 سنة بسبب مواقفهم التي ترفض التعدي على ايٍّ من ابناء بريح سواء في الكهنوت او في الحياة المدنية.

وأكد ان ابناء الابرشية لن يتغاضوا عن تلك الافعال المشينة فكما هي الرميلة، هي بريح أهلها أبناء الدفاع وليسو عبيداً، لذا سيتابعون القضية حتى النهاية خصوصاً ان بحق المطران العديد من الملفات التي تصب في خانة الفساد فيما يجددون وعدهم بالوقوف وراء شعاراً موحداً وهو انتظار بكركي وسيد الصرح لوضع حد لغايات مجهولة ومحاولة خبيثة لتهجيرهم من جديد من قبل مطران لا يعلم أقله كيف يكون الراعي الصالح. 

أمام هذه الوقائع، يبدو أن بريح الشوفية التي لم يكفيها ما عاناه اهلها وناسها من تهجير طوال 30 سنة اثر المجزرة التي وقعت انذاك داخل كنيستهم، ها هو شبح التهجير يطاردهم من جديد ولكن هذه المرة على يد راعٍ كان من المفترض ان يكون لخدمتهم، كما يقول معظم ابناء المنطقة.

التعليقات