45 شابا تسللوا من غزة خلال أسبوعين وبعضهم عاد بعد أيام..لماذا يقرر الشبان الذهاب إلى إسرائيل؟

45 شابا تسللوا من غزة خلال أسبوعين وبعضهم عاد بعد أيام..لماذا يقرر الشبان الذهاب إلى إسرائيل؟
غزة - خاص دنيا الوطن -حمزة أبوالطرابيش
بصيص الأمل الضعيف الذي بقي في حياة الشاب م.ع المتعطل عن العمل والقاطن شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، هو القفز من فوق السياج الحدودي المرتفع، ليتمكن من الدخول إلى أراضي الخط الاخضر، لعله يجد فرصة يرسم حياته الذي يريدها بعناية.  

في إحدى الليالي الحارة التي طالت القطاع مؤخرأ، انطلق الشاب (19 عاما) بمساعدة صديق له باتجاه السور المحصن الذي يفصل إسرائيل عن غزة. 

وصل الشابين السور بعد مسيرة نصف ساعة بين البراري والخوف يحيطهم، وبمساعدة بعضهما البعض تمكنا من القفز. دقائق وكانا على موعد مع إطلاق نار من كل الاتجاهات مصحوبة بالقنابل الضوئية. حاصرتهم قوة إسرائيلية.

 أمروهم بالجلوس دون أي حركة ثم اعتقلوهما. يقول م.ع بعد أن عاد إلى منزله المتواضع في المخيم والذي يعيش فيه بين 7 أفراد، : " لجوئي للهرب لعدم إيجادي فرصة عمل، حياتي في غزة نوم فقط". وجرى اعتقال المتسلل من قبل الجهات الأمنية لمدة يومين قبل إطلاق سراحه.

 "غزة سجن كبير. سجن هنا أو سجن هناك كله واحد، لذلك لم أخف من السجن". يختم حديثه  (م.ع).

الشاب محمد ، من بين عشرات الشباب الذي جازفوا بالقفز من هناك. علما أنه في الأسبوعين الأخرين من وقت صياغة هذا النص، كان قد تسلل قرابة 45 شابا إلى إسرائيل من مناطق متفرقة بالقطاع، هذا العدد حسب ما صرح به مصدر امني لمراسل "دنيا الوطن".

رغم تزايد عدد المتسللين من الصعب أن نصف هذه الخطوات بالظاهرة العامة، لكن لا يكاد اسبوع يمر لتجد تقارير صحافية أما إن كانت محلية أو إسرائيلية تتحدث عن ضبط محاولة تسلل لأحد الشباب وربما أكثر.

"الفقر وضعف الفرص المتاحة لشباب غزة هو من دفعنا إلى الدخول في مجازفات خطيرة. وزاد هذا بشكل خاص بعد الحرب الثالثة من العام المنصرم، التي شوهت كل معلم حياتي بغزة"يقول م.ع.

 وحسب تقرير جديد لصحيفة " هأرتس " العبرية أظهر أنه ومع انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة، وصلت نسبة الشباب المتسللين من القطاع إلى الأراضي المحتلة إلى 25%، حيث تسلل حوالي 170 فلسطينياً منذ بداية عام 2014 وحتى نهاية العام. 

أما بالنسبة لإحصائيات الجانب الفلسطيني فرصد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان اعتقال نحو 185 فلسطيني منذ مطلع العام 2014 حاولوا التسلل إلى الجانب الإسرائيلي, وفي عام 2015 رٌصد لشهر مارس فقط 16 عملية إطلاق نار على أشخاص فلسطينيين على الحدود أسفرت عن 5 إصابات.

رغم هذا الحديث والإحصائيات وما ادلى به الشاب م.ع عن سبب لجوئه لهذه الخطوة، إلا ان مواقع التواصل الإجتماعي والناشطين الشباب اعتبروا أن هذا امرا غريب يحطيه عدة تساؤلات، واضعين بعض المتسللين تحت إطار " العمالة" أو شيئا من هذا القبيل.

وكانت قد تسللت عائلتان فلسطينيتان مكونتان من تسعة أشخاص هم امرأتان وستة أطفال، عبر الحدود الشرقية لمدينة خان يونس إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، في حدث هو الأول من نوعه. 

وكشف مصدر أمني كبير مطلع لموقع "المجد الأمني" التابع لحركة حماس تفاصيل تسلل العائلتين إلى السياج الفاصل واستقبالهم من قبل جنود الاحتلال واقتيادهم إلى الداخل المحتل.

 ردا على هذا الحديث جاء على لسان ضابط في الفرقة الإسرائيلية المعنية بشؤون غزة حين قال إن معظم القافزين على السياج مراهقون عزل يتطلعون للعمل أو الفرار من الأسرة؛ بل إن البعض قد يفضل السجن على العيش في غزة إذ ستتوفر له ثلاث وجبات في اليوم وستسنح له فرصة التعليم.

 وراج أيضا في مواقع التواصل الإجتماعي، أن الذي يساعد هؤلاء المتسللين على الهرب، هو الشارع الذي أقامته حماس القريب من الشريط الحدودي والذي اسمته الحركة " شارع جكر". 

المصدر الامني التي توصلت إليه دنيا الوطن رد على هذه الاتهامات، قائلا : " لا يمكننا إيقاف أي حد في تلك المناطق، فالذي يقترب من هناك ، أما لصيد أو رحلات برية". مؤكدا أن ذلك الشارع الحدودي لأعمال يخدم جهاز الضبط الميداني.

ولحماس أسباب تدفعها لمحاولة منع التسلل للحفاظ على تحركاتها على الشريط لحدودي لذلك شددت من الإجراءات الأمنية على الحدود وفقا لما ذكره إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة في حديث لوكالة رويترز.  

وأقر البزم بزيادة الأعداد خلال العامين الأخيرين وقال إن معظم من تم إيقافهم على جانب غزة من الحددود تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما. وأضاف "هؤلاء لديهم مستوى تعليمي ضعيف ويظنون أن هناك حياة أفضل خلف السلك."  

وحذر الناطق باسم الداخلية في حديث سابق لدنيا الوطن أي شاب من الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة، وأن أي شخص يشرع بذلك يوضع تحت دائرة المراقبة والمتابعة من قبل الداخلية كونه أصبح تحت خطر أن يكون قد أسقط من قبل الاحتلال الإسرائيلي.