8 نصائح للوالدين قبل بلوغ أبنائهم سن التعليم: إقامة علاقة صداقة وثقة قوية مع الطفل

8 نصائح للوالدين قبل بلوغ أبنائهم سن التعليم: إقامة علاقة صداقة وثقة قوية مع الطفل
رام الله - دنيا الوطن
إلى جانب الشغف بنمو الطفل الجسدي وحالته الصحية، وحصوله على قدر من الرعاية الكافي، ينشغل الآباء بمستقبل أبنائهم حتى قبل لحظة ميلاد الصغار، فينسج الأبوان أحلام وردية لصغارهم، تتضمن أرفع الجوائز وأعلى الدرجات العلمية، ويتشوقان لوضعهم على الخطوة الأولى في سبيل النجاح، بوابة المدرسة الابتدائية. إلا أن المراحل الأولى من تعليم الصغار لا تخلو من المتاعب التي يعجز الأبوان عن حلها، ما بين نوبات ذعر يرفض الصغار معها الذهاب للمدرسة للمرة الأولى، أو تأخر دراسي غير مفهوم يظهر للسطح بعد التحاق الطفل بالمدرسة بأشهر قليلة، كما يصعب على الكثير من الآباء تحديد السن المناسب لإلحاق الصغار بالمدارس النظامية.

إلا أن كل التساؤلات تجيب عنها سلسلة من النصائح أعدتها «المصري لايت» في هذا التقرير بمساعدة أستاذ علم النفس التربوي بكلية الآداب جامعة الفيوم، الحملاوي صالح عبد المعتمد، لمساعدة الآباء على تحقيق أفضل النتائج المرجوة من عام طفلهم الدراسي الأول.

8. رياض الأطفال أولا 



في الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل، توضع اللبنات الأولى لشخصيته المُميزة و تتراكم خبراته الأولية، لذا يبدأ إعداد الصغير لمشواره الدراسي من عامه الـ4 وحتى الـ6 عن طريق إلحاقه برياض الأطفال. وعلى الرغم من  الجهد المطلوب من الأسرة لتحسن مهارات صغيرها، إلا أن «صالح» لا ينصح بحرمان الطفل من تجربة التعايش داخل روضة الأطفال، والتفاعل مع الأقران بمختلف صفاتهم وأمزجتهم.

وعلى عكس المتبع في بعض رياض الأطفال المصرية، يفضل عدم استخدام الطفل للقلم أو الاهتمام بتعليمه القراءة والكتابة قبل سن السادسة، فيوضح استاذ علم النفس أن بعض الأمهات يقيمن جودة روضة الأطفال بما تلقن الطفل من مبادىء القراءة، إلا أن تلك العادة غير صحيحة، حيث يجب أن ينصب اهتمام روضة الأطفال على تعليم الأطفال القواعد والانضباط عن طريق الأنشطة والألعاب المختلفة، وكذلك تنمية حواس اللمس والشم والإبصار لديهم مستغلين فضول الصغار الفطري.

7. تعزيزات قدرات الطفل


تستطيع الأسرة المساهمة في تعزيز قدرات الطفل على التعلم قبل عمر المدرسة، عن طريق الألعاب التعليمية الجذابة التي يعدد من بينها دكتور «صالح» أنشطة الرسم والتلوين المُرشحة بجدارة، وكذلك ألعاب الصلصال والقص واللصق المدعمة للقدرات الإبداعية.

وتظن بعض الأسر أن ادعاء الأطفال لعبًا تشيديهم أحد المباني بمكعبات الميكانو بوصفهم «مهندسين»، أو عنايتهم بدمية بوصفهم «آباء» أمر مضحك غير ذي أهمية، لكن «صالح» يرى أن فئة «الألعاب التخييلة» التي يتبنى خلالها الطفل أدوار ذويه أو شخصيات يألفها هامة، تساعده على تقوية مهارات التفكير المجرد، كما تنمي قدراته اللغوية.



و يجب على الأم إقامة جسر بين الطفل وعادة القراءة، عن طريق قراءة الكتب الأطفال المصورة للطفل بصورة دورية، كي تساعده على اكتشاف العالم من حوله وتبني العادات والسلوكيات السليمة كاحترام الآخر والنظافة الشخصية، وذلك إلى جانب الرحلات الميدانية للأماكن الطبيعية والمتاحف المختلفة التي يمكن عن طريقها اكتشاف ميول الأطفال مبكرًا  وشغفهم بالطبيعة والعلوم والفنون وغيرها.

6. اليوم الدراسي الأول 



ولتجنب إصابة الطفل بالخوف والذعر لدى انفصاله عن والديه مع أول يوم دراسي، على الأسرة تمهيد انتقال الطفل للمدرسة بصورة تدريجية، تبدأ مع ترغيب الطفل في أدوات الدراسة كالملابس والحقيبة وغيرها من الأدوات، وكذلك الأنشطة المتوقع القيام بها في المدرسة، و تتطور مع  اتفاق محتمل ما بين الأم و المدرسة  بشأن بقائها فترات متناقصة إلى جوار الطفل خلال الاسبوع الأول من الدراسة وحتى ألفته لمعلمته و للمدرسة. أما في حال بكاء الطفل مع يومه الدراسي الأول ورفضه للذهاب للمدرسة، فيوصي دكتور «صالح» بقليل من الحزم  في إقناع الطفل بالذهاب، وتركه  مع مدرسته مهما كانت ردود فعله، حيث يؤدي التدليل إلى إضعاف العلاقة بين الطفل والمدرسة.

وعلى العكس في حال عزوف الطفل عن الذهاب للمدرسة بسبب مفاجئ وبعد مرور أسبوعه الأول، فعلى الوالدين الاستفهام عن سبب تغير مشاعر الطفل تجاه مدرسته، والذي ربما يرجع لقسوة أحد المعلمين أو الروتين الدراسي المرهق.

5. مهارات ضرورية



تفتح المدرسة الباب أمام تفاعل الطفل مع العالم الخارجي، متمثلاً في عشرات الأقران  والمعلمين والعمال وغيرهم، ولتجنب ما يمكن أن يلحق بالطفل من أضرار نفسية نتيجة للمضايقات المُختلفة، يجب أن يتعرف الطفل على« لغة الشارع»  -حسب وصف «صالح»-  فيميز الطفل بين عبارات المديح وعبارات الاستهزاء، كما يجب توطينه على الاحتجاج والشكوى حال إهانته من قبل أحد الأقران فيقول أستاذ علم النفس «حكاية إنك تقول للطفل اللي يشتمك (الله يسامحك) بتخلي الأنا عنده ضعيفة وممكن الطفل ينهار».

ولأن إيذاء الطفل ربما يسببه معلم قاسي أو أحد المسؤولين بوصفه «عقاب» عن طريق الضرب أو التعنيف المُهين يجب على الأم إقامة علاقة صداقة وثقة قوية بينها وبين الطفل، فتدفعه لإخبارها بتفاصيل يومه دون مواربة أو خجل مما يتيح للوالدين التدخل في الوقت المناسب حال حدوث أزمات، كما يجب على الأسرة من البداية حسن اختيار مدرسة الطفل بمستوى تعليمي لائق، ومدرسين أهل للثقة، حيث يعد اختيار المدرسة  أهم قرراتهم الأسرية.

4. تكنيك الاستذكار



ومنذ بداية مشواره، على الأسرة غرس أساليب وعادات الاستذكار السلمية في الطفل كي يحتفظ بها طوال مشواره الدراسي، ويضع  دكتور «صالح» جدول الحصص على قمة أولويات طفل، فعلى والديه تنبيهه لأهمية الجدول الدراسي وضرورة الالتزام به أثناء الاستذكار و تحضير أدواته لليوم التالي.

وعلى الأم القيام بدور توجيهي فقط للطفل أثناء قيامه بواجباته المنزلية، فلا تقوم بأداء الواجبات بدلا منه في حال إرهاقه، ولا تمكث إلى جواره طوال فترة العمل، لتجنب حدوث «ارتباط شرطي» بين الاستذكار وتواجد الأم في الجوار، مما يساعد الطفل على الاستقلال. وذلك إلى جانب توطين الطفل على الالتزام بأداء الواجبات في موعدها المحدد وعدم تأجيلها مهما شعر بالتعب، حيث تخصص الأسرة بضعة ساعات من اليوم للاستذكار فقط، بفواصل راحة قصيرة يبلغ كلاً منها 10 دقائق على أقصى تقدير، فيؤدي ذلك التخصيص لحدوث حالة صفاء ذهني وتأهب لدى الطفل كلما حان موعد الاستذكار.

3. مكافحة التلقين  



لاعتماد نظام التعليم المصري على قدرة الطالب المصري على الحفظ والتلقين مع تجاهل القدرة على النقد والإبداع والتفكير، يصف دكتور «صالح» نظام التقييم بـ«العقيم»، لذلك يتوجب على الأسرة إمداد الطفل بمهارات التفكير النقدي والتساؤل ومصادر المعرفة الحرة، عن طريق  تعريف الطفل بالأنشطة  الرياضية والأدبية والفنية والعلمية منذ سن مبكرة عن طريق المكتبات العامة وقصور الثقافة، وكذلك أنشطة الكشافة وجماعات العلوم في بعض المدارس.

ويقوم التلفاز بدور هام في تعرف الطفل على العالم الخارجي، خاصة من خلال البرامج العلمية والوثائقية حد ترشيح أستاذ علم النفس التربوي. ويقع على عاتق الأسرة تشجيع الطفل على اقتناء المجلات، وبث الثقة في نفسه، وتولية اهتمام كامل لميوله وهواياته مهما بلغت غرابتها، كما على الأسرة أن توضح للطفل حقيقة مجتمعه «غير الوردية»، وضرورة التعلم من الفشل لتجنب اليأس والصدمة لدى الاحتكاك بالآخرين.

2. تراجع المستوى 

وفي حال ظهور ضعف في مستوى الطالب الدراسي، وقصور في أداء مهامه، على الأسرة تقصي مسببات ذلك الضعف، والتأكد أنها لا تعود لأسباب صحية وجسدية، كضعف السمع الذي يؤثر على فهم الطالب لشرح الأساتذة وضعف البصر الذي يحرمه تبين الأمثلة، وكذلك الأنميا وغيرها من الأمراض التي تؤثر سلبًا على قدرة الطالب على الفهم.

ويمكن إرجاع تدني مستوى الطفل الدراسي لقسوة أحد معلميه أو ضعف قدراته التعليمية، بصورة تدفع الطفل لربط شعوره السلبي تجاه المعلم بالمادة الدراسية. غير أن ضعف مستوى الطفل الدراسي في كافة مواده يُرشح إصابة الطفل بصعوبات التعلم، والتي تستدعي جهود إضافية لدمج الطفل في محيطه الدراسي، وتحسين أدائه دون إرهاقة بتطلعات كُبرى.

1. درس الأم الخصوصية

«أفضل مدرس للطفل هو الأم»، هكذا ينصح دكتور «صالح» بتجنب استدعاء مدرس خاص للطفل داخل المنزل، مرشحًا الأم للمهمة بجدارة. غير أنه يستثني من ذلك وقوع  حادث للطفل أو إصابته بمرض يمنعه من متابعة دروسه لفترات طويلة، مما يستوجب  مساعدة  مدرس خاص يعين الطفل على اللحاق بركب زملائه.

التعليقات