مقترحات إسرائيل الأربعة لـ"ميناء غزة" : أسباب وأهداف ونتائج .. ماذا بعد !؟

مقترحات إسرائيل الأربعة لـ"ميناء غزة" : أسباب وأهداف ونتائج .. ماذا بعد !؟
رام الله - خاص دنيا الوطن - احمد العشي

تحدثت صحيفة يديعوت احرانوت عن ان هناك اربعة بدائل تطرحها اسرائيل فيما يتعلق بانشاء الميناء البحري في قطاع غزة وهي: الاول، اقامة منارة خاصة بغزة في ميناء اسدود، والثاني، اقامة ميناء في العريض يخدم القطاع، والثالث، اقامة ميناء في قبرص أو اليونان والرابع اقامة منارة عائمة في المياه العميقة تبعد عدد من الكيلومترات عن شاطئ القطاع أو جزيرة اصطناعية مع تواصل بري مع القطاع.

ولكن ما هو موقف الفصائل من هذه الفصائل منها و ما هو الحل؟؟

اكد البروفسور عبد الستار قاسم  ان عدد من الفلسطينيين شنوا حملة ضد اللقاءات التي حصلت مع توني بلير  لانه كان دائما سيفا مسلطا على رقاب الفلسطينين ، لافتا الى انه بريطاني حيث ان بريطانيا هي سبب مأساة الشعب الفلسطيني.

و قال قاسم لـ"دنيا الوطن": "هل يعقل ان نؤمن للذين كانوا سبب ورطتنا ؟ حيث كانت هناك حملة كبيرة على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بسبب لقائه  لتوني بلير، فضلا عن ان عناصر كثيرة من حركة حماس انتقدت ما كان يجري".

ورأى قاسم ان مشعل غير راضي عن نفسه و اراد ان يبقى في السليم، لافتا الى ان السليم هو ان بلير ليس عنوانا.

وحول البدائل الاربعة التي طرحتها اسرائيل لانشاء الميناء البحري بيّن قاسم ان كل هذه البدائل تستند على قضية واحدة و هي امن اسرائيل اولا، مبينا ان الميناء اذا اقيم في قبرص او في اسدود فان اسرائيل سيكون لها حق الرقابة الامنية و التفتيش وقتما شاءت، بالاضافة الى انها ستضع شروط امنية على حركة حماس حول ماذا يجب ان تفعل ولا تفعل، على حد تعبيره.

وفسر ان حماس ستتحول الى اداة امنية في يد اسرائيل، حيث قال: "اذا لم نكن قادرين على تحدي اسرائيل و اقامة ميناء خاص بنا لا يمكن الا ان نقع تحت طائلة الاوامر الاسرائيلية الامنية، حتى الان فان حماس لا يوجد لديها استعداد لذلك، ولكن السلطة عندها استعداد لذلك، مثلما حدث في المطار حيث كان الامن بيد اسرائيل ولكن العاملين كانوا فلسطينيين".

ولفت الى ان كل هذه المشاريع في النهاية اذا تم احدها فان ذلك يعني المزيد من التنازلات للقضايا الامنية من الجانب الفلسطيني ستطرأ.

واوضح قاسم ان اسرائيل لن تتراجع عن الاتفاقات السابقة بخصوص الميناء البحري، مشيرا الى انها واثقة بانه اذا اقيم الميناء في أي مكان حتى لو كان في مصر ايضا سيكون لها حق الرقابة الامنية.

وقال: "اذا شعروا بان الميناء سيهدد امن اسرائيل فانها قادرة على هدمه بخمسة دقائق، لذلك فاذا كانت اسرائيل قادرة على حماية امنها فلا مانع من ان تقيم الميناء ولكن اذا وجدت ان هناك ثغرات امنية فهذا لن يحدث".

وحول موقف الفصائل، رأى ان حماس و الجهاد لن يقبلا لان الشروط الامنية ستكون قاسية، لافتا الى ان اسرائيل ترغب في تجنيد حماس و الجهاد الاسلامي من اجل ضبط عناصر الفصائل الاخرى كما يحدث في الضفة الغربية، على حد وصفه.

اشار البروفسور قاسم ان لدى الجانب الفلسطنيي حل وهو استيراد كل الاحتياجات من بضائع عبر ميناء العقبة بحيث يتم ادخالها من الاردن الى الضفة الغربية.

وقال: "هناك فرق بين ان تقوم اسرائيل بالتفتيش و بين ان يقوم الفلسطيني بالتفتيش نيابة عنها، فمن المرفوض ان يكون الفلسطيني هو وكيل الاحتلال في التفتيش".

واضاف: "وحسب اتفاقية باريس الاقتصادية فانه بامكاننا ان نستورد من أي دولة في العالم اذا لماذا نحن مصرين على الاعتماد على البضائع الاسرائيلية؟ هذا لان لدينا قيادات لا تريد ان تعمل".

وعقب قاسم على تفضيل اسرائيل اقامة منارة خاصة بقطاع غزة في ميناء اسدود قائلا: "لان ميناء اسدود في متناول يدها دائما وهو ضمن حدود سيادتها، وبالتالي اسهل عليها ان تراقب كل ما يجري في الميناء".

وفي السياق اكد ان الدول الاوروبية اصلا تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة، حيث ان لمنظمة التحرير مكاتب منتشرة في الدول الاوروبية، لافتا الى ان اسرائيل نفسها تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبين ان المسألة هي انه في اعترافهم بحماس، فانهم سيؤثرون على منظمة التحرير لان حماس و الجهاد يصبحان جزءا من المنظمة، مشيرا الى ان هناك نقص كبير وهو ان حماس و الجهاد الاسلامي ليستا جزءا من منظمة التحرير، معتبرا ذلك بانه لا يجوز، لافتا الى ان هذان الفصيلان يشكلان جزءا كبيرا من الشعب الفلسطيني.

وبين ان منظمة التحرير هي عبارة عن مظلة للشعب الفلسطيني بأكمله و ليس جزءا منه.

وتعقيبا على تصريحات منسق الاعمال في المناطق يوآف مردخاي الذي قال فيه انه بدون التعاون مع ابو مازن و التأييد المصري لا يمكن تنفيذ خطة في غزة اكد ان اسرائيل حتى تنفذ أي شيء لغزة لابد ان يكون هناك تعاون مع السلطة الفلسطينة و التي لها اعينها و اجهزتها الامنية في قطاع غزة، فاسرائيل اذا ارادت ان تحقق اكبر المكاسب فان عليها التعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية.

من جانبه اوضح المحلل السياسي جهاد حرب انه لايوجد معلومات واضحة حول ما تم تداوله فيما يتعلق بانهار وساطة توني بلير، لافتا الى ان هذه المعلومات تدخل في اطار الشك، سواء كان هناك اتفاق او عدم وجود اتفاق.

واشار الى ان الاسرائيليين يتحدثون انه لا يوجد محادثات او اطراف لهذه المحادثات، فيما كانت حماس تتحدث عن وجود وساطات تركية و قطرية، مبينا ان انهيار مثل هذه المحادثات تتم في أي لحظة.

وحول السبب في انهيار هذه المحادثات، قال: "هناك عوامل ذاتية و عوامل موضوعية، بالنسبة للعوامل الذاتية فان اسرائيل تحدثت خلال الاعوام الماضية انها تريد ازالة حكم حماس من خلال الحروب التي خاضتها، اما اليوم فان الحكومة الاسرائيلية تمنح الشرعية لحماس بالمفهوم الاسرائيلي".

واضاف: "يبدو ان حركة حماس تراجعت فيما يتعلق بالوصول الى هذه التغيرات الاقليمية و حدة الرفض الفلسطيني الداخلي الذي قد يؤدي الى انهيار مثل هذه المحادثات، و انهيار المشروع الوطني الفلسطيني من خلال عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية و القدس".

وبين حرب ان البدائل الاربعة التي طرحتها اسرائيل لإنشاء ميناء بحري في القطاع تخضع تحت السيطرة الاسرائيلية وبالتالي يبقى القطاع تحت رحمة اسرائيل، بمعنى ان اسرائيل ستشدد سيطرتها على هذه الحواجز او الموانئ المقترحة او الخيارات، وبالتالي لا جديد في انهاء السيطرة الاسرائيلية على القطاع، على حد تعبيره.

واوضح حرب ان اسرائيل تفضل اقامة منارة خاصة بقطاع غزة في ميناء اسدود بسبب قرب الميناء من قطاع غزة، مشيرا الى ان اسرائيل تريد فرض سيطرة اكثر والا يحاسبها احد من المجتمع الدولي.

وحول تصريحات منسق الاعمال في المناطق يوآف مردخاي اكد انه اذا لم يكن هناك تعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية فان هذا يعني ان اسرائيل قررت انهاء اتفاقية اوسلو.

واكد ان الذي يمثل الشعب الفلسطيني في المجتمع الدولي هو منظمة التحرير الفلسطينية، لافتا الى ان عدم التعامل مع منظمة التحرير فان هذا يعني ان أي اتفاق يبرم مع أي جهة غير منظمة التحرير فانه لا يمثل الشعب الفلسطيني، مضيفا ان مصر هي جزء من القوى الاقليمية وان عدم التعاون مع مصر فان هذا يعني رمي الكرة في الملعب الاسرائيلي، مبينا ان اسرائيل منذ زمن طويل تريد رمي قطاع غزة في حجر مصر لذلك بدون تعاون اقليمي بطبيعته الامنية و السياسية لا يمكن ان يكون هناك اتفاق بين الجانب الاسرائيلي و قطاع غزة.

وحول موقف الفصائل من البدائل الاربعة، اكد ان الفصائل رفضت مبدأ المحادثة بين اسرائيل و حماس و ان هناك تخوفات تتعلق بفصل غزة عن المشروع الوطني و عن الضفة، مؤكدا ان الخيارات الاربعة لن تكون مقبولة لدى الفصائل الفلسطينية.