اتصال "كيري" .. هل سيُلغي فكرة "عدم ترشح الرئيس" للتنفيذية ..؟

اتصال "كيري" .. هل سيُلغي فكرة "عدم ترشح الرئيس" للتنفيذية ..؟
رام الله - دنيا الوطن-من تسنيم الزيان
 
شكل إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن نيته تقديم استقالته من مناصبه السياسية واعتزال العمل السياسي تحولاً كبيراً في الكثير من المواقف الرسمية والدولية خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، وهو ما دفع بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للاتصال بالرئيس أبو مازن لتعليق الاستقالة وبقاءه في منصبه حالياً.

وفي ذلك السياق قال المحلل السياسي هاني المصري : " إن اتصال جون كيري بالرئيس أبو مازن والطلب منه عدم الإستقاله  سيكون له  تأثير كبير في بقاء الرئيس خاصة ، أن موضوع تهديد الرئيس بإستقالته لم يكن موضوع نهائي ، وكأن الرئيس يقول للفلسطينيين ولفتح تحديدا إذا لم توافقوا على خطتي والتغيرات التي أريد أن أجريها فسوف أقوم بالإستقالة"، موضحا أنه ليست إستقالة بكل الأحوال ، وإنما تندرج تحت مسمى إستقالة إذا لم يحدث ما يريد الرئيس أبو مازن.

وأضاف المصري في حديثه لـ " دنيا الوطن" : " الإستقالة ستبقى قائمة إذا لم يستطيع الرئيس أبو مازن أن يحقق ما يرده ، بالمجلس الوطني أولا والأهم في مؤتمر فتح السابع ثانيا ، وذلك لأن لأن حركة فتح هي من تقرر من هو الذي سيقود منظمة التحرير ومن هو الذي سيخلف الرئيس بالرئاسة ، أي أنها العمود الفقري لمنظمة التحرير فهي من تقرر ذلك "، مشيرا إلى أنه قد تم الدعوة للمجلس الوطني لتحسين شروط الرئيس أبو مازن قبل أن يذهب إلى مؤتمر فتح السابع، ولإرضاء بعض الشخصيات في فتح حتى يقوموا بمساعدته في المؤتمر السابع .

ولفت إلى أن الأهم يكمن بما سوف يجري في فتح ، وما سوف يحدث بالمجلس الوطني الفلسطيني سيعطي إشارة حول قدرة الرئيس على تطبيق خطته أم لا، وحول استمراره أم لا، متمما: "  إذا تم تحقيق ما يريده الرئيس أبو مازن فسوف يبقى ، في حال لم يحقق ما يريده سيذهب ، وفي حال بين البينيين سيجوز كلا الوجهين ، وكل ذلك سيحدده المجلس الوطني الفلسطيني ".

وأكد المحلل السياسي أن طلب كيري من أبو مازن عدم الإستقاله سيقويه في المعركة التي سيخوضها ، منوها أنه رغم الدعم الأمريكي هناك إحتمال بعدم تحقيق ما يريده الرئيس أبو مازن وبالتالي يقدم إستقالته .

وأوضح أن الرئيس محمود عباس يريد أن يجري تغيرات من خمس الى سبع أعضاء باللجنة التنفيذية والأهم من ذلك إيجاد البديل لهم ، مضيفا: "  هناك إحتمالية في عدم تحقيق مايريد بإيجاد البديل عنهم ، فما جرى بالدورة الاستكمالية سابقا يثبت ذلك حيث أنه كان لايريد أحمد قريع ونجح أبو العلاء ، وكان كذلك لا يريد حنان عشراوي ونجحت كذلك عشراوي ".

وبين المصري معتقدا أن الرئيس أبو مازن هو من سيلقي الكلمة في شهر سبتمر في الأمم المتحدة، متابعا: "  إذا لم ينجح في المجلس الوطني سيقول بكلمته بأنه سيستقيل وسيضع مفاتيح السلطة  في عهدة الأمم المتحدة ، وذلك الأقل إحتمالية ، حيث أنه ممكن أن ينجح نجاحا جزئيا وليس كليا ، ومن الصعب أن يفشل كليا الرئيس أم ينجح كليا ،بالإضافة الى ما سينتج عن ذلك من مخاطر وتداعيات كبيرة على الحركة".

وأضاف المصري: "  أسوا ما يحدث حاليا أن الصراع أصبح من يحكم ومن يكون بالقيادة وليس الصراع على الطريق الذي يستطيع أن يحقق الأهداف والحقوق الفلسطينية  ، حيث أن الصراع داخلي وخارجي ولا مجال للفصل بينهما ، فالعنوان الرئيسي ليس الصراع على البرامج وإنما على المراكز ، أي أن النقاش لن يكون بكيفية تحقيق الحقوق الفلسطينية ومن هم الأشخاص المناسبين لذلك ،وما هي الطرق لذلك سواء بالكفاح المسلح أم بالأمم المتحدة أو بالمقاومة الشعبية أو بجمع بين عدة خيارات ضمن استراتيجية جديدة قادرة على تحقيق الحقوق الفلسطينية  ، فالنقاش لا يكمن هنا وإنما بمن سيذهب من اللجنة التنفيذية ومن سيأتي بديلا عنه ، هذا هو الصراع القائم حاليا"

وأوضح أنه لتلك الأسباب تم الإعتراض على دعوة المجلس الوطني بتلك الطريقة حيث يجب أن نحدد ما هو الطريق الذي نحتاجه بعد ذلك تحديد الأشخاص المناسبين لقيادة ذلك الطريق ، متمما: "  للأسف النقاش حاليا من سيدخل ومن سيتم خروجه حتى في الفصائل الأخرى الأمر ذاته ، أي أنهم لا يبحثون عن الطريق ، لذلك يجب الإصرار على دورة عادية تساهم في تحقيق الوحدة الوطنية  ويحضر لها جيدا بالمراجعة وببرنامج سياسي وتقرير للصندوق القومي كما ينص النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية".

ونوه المصري الى أن ما يدور بالشان الفلسطيني يعتبر أمر داخلي لمنظمة التحرير بفتح وأن الأطراف الخارجية لن تؤثر عليها كثيرا، متابعا: "  كيري أيد الرئيس وحذره من أن ذهابه سيؤدي الى سيطرة الردكالين على المنظمة، كما أن اتصال كيري سيساعد الرئيس أبو مازن فقط في تنفيذ خطته ، إذا تم نجاحه سيستمر ، ولن تلتغي الفكرة ولن يحسم الموقف  لمجرد أن كيري دعمه ، والسؤال هنا هل سيستطيع الرئيس ان ينفذ خطته وهي إجراء تغيرات كبيرة في اللجنة التنفيذية والمركزية وكل المستويات بفتح والمنظمة ، إذا استطاع سيبقى في حال فشل في ذلك سيرحل الرئيس أبو مازن ".