1200 دولار.. ثمن حياة الطفل السوري أيلان

1200 دولار.. ثمن حياة الطفل السوري أيلان
رام الله - دنيا الوطن - وكالات
تحدّث والد الطفلين الغارقين، نتيجة انقلاب قارب يحمل المهاجرين، أيلان (3 أعوام) وغالب (5 أعوام) وذلك أثناء توجههم من تركيا إلى اليونان إلى وكالة "سبوتنيك" كيف وقعت المأساة. ودعا المجتمع الدولي إلى توحيد الجهود من أجل وضع حد للضحايا من الأبرياء الذي يبحثون عن ملجأ في الخارج.

لقد قلبت العاصفة والأمواج العالية القارب ولقي 12 شخصا حتفهم، منهم 8 أطفال. وكان من بينهم زوجة عبد الله وولداه الصغيران. وألقت الأمواج بجثة الابن الأصغر أيلان ذو الثالثة أعوام إلى شاطئ مدينة بوضروم التركية.

وتحدث عبد الله كردي عن حياة أسرته الصعبة والرحلة القاتلة، التي أصبحت الأخيرة لأسرته، قائلا "كنت أسكن مع أسرتي في دمشق حتى عام 2012. وقررنا الانتقال إلى مسقط رأسي عين العرب (كوباني) عندما بدأت الحرب. وسافرت إلى تركيا بعد فترة من الزمن من أجل العمل، بينما بقيت زوجتي وطفلي في كوباني. عملت في اسطنبول في مجال البناء.

وأضاف عبد الله "عندما هاجم "داعش" كوباني العام الماضي، نقلت أسرتي إلى اسطنبول على الفور. ولم تكن حياتنا هناك بالسهلة، إذ أن المرتب كان ضئيلا. شقيقتي الكبرى تقيم في سويسرا وشقيقي الأكبر في كندا. وعرضت علينا أختي الانتقال إليها ووافقنا".

وأخبر عبد الله "سبوتنيك" عن المهرّب الذي وعدهم بالوصول إلى أوروبا، قائلا "عثرت على شخص يعمل على نقل اللاجئين. وأرسلنا إلى بوضروم إلى أحد المهربين، الذي اقتادنا بدوره إلى منطقة جبلية، وقال إننا سننطلق من هنا. وأخذ 1200 دولار عن الشخص الواحد.
 وركبنا القارب قرابة منتصف الليل وأبحرنا عن الشاطئ. وكان على متن القارب معنا 13 شخصا. وبدأت الأمواج تتعالى بعد مرور قليل من الوقت، فقفز مرافقنا في البحر وسبح بعيدا. بينما بدأت الأمواج ترتفع أكثر فأكثر، ما أدى إلى انقلاب قاربنا. وصرخنا من الخوف. حاولت تهدئة الطفلين واقناعهما أن الأمور ستكون على ما يرام. تمكنت من إبقائهما فوق سطح الماء لمدة نصف ساعة، لكني فقدت قوتي في لحظة من اللحظات وغرقا، عندما تمكنت من إخراجهما كانا قد توفيا. وتمكن من يجيد السباحة من البقاء على قيد الحياة. بقيت في البحر لمدة 3 ساعات ونصف الساعة، حتى أخرجتني قوات خفر السواحل إلى الشاطئ.

وصرح عبد الله أنه يحاول العثور على المهرب الذي وعد بإيصال أسرته إلى اليونان. وقال "أريد أن يدفع ثمن مصرع أسرتي".

وحذر عبد الله العالم من الخطر، قائلا "كل ما أرجوه من العالم، هو العثور على وسيلة لإيقاف هذه الكارثة، ووضع حد لوفاة الأبرياء الذين يحاولون النجاة والعثور على ملجأ في الخارج. ابناي توفيا، لكن هناك أطفال آخرون يجب أن يعيشوا. على العالم وقف هذه المأساة".