بحرية الاحتلال تُجري تدريبًا واسعًا يُحاكي سيطرة حزب الله على منصّات الغاز

بحرية الاحتلال تُجري تدريبًا واسعًا يُحاكي سيطرة حزب الله على منصّات الغاز
رام الله - دنيا الوطن
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة النقاب عن أنّ الجيش الإسرائيليّ يستعدّ لتأمين المياه الإقليمية الإسرائيلية ومنصّات النفط، بُغية حمايتها . ونقل مُراسل الشؤون العسكريّة بالصحيفة، يوسي يهوشواع عن ضابط في سلاح البحريّة قوله إننّا نُقدّم ردّا على تهديدات حزب الله، حسبما قال. وبحسب الصحيفة، تُجرى تجهيزات في سلاح البحريّة الإسرائيليّ دفاعًا عن المناطق الإقليمية الخاصة بإسرائيل، وذلك عن طريق تحصين منصّات النفط من التهديدات الغفيرة المٌحتمَلة.

وتابعت قائلةً إنّه تمّ، في إحدى الجولات التي أقيمت من قبل سلاح البحريّة، استعراضُ التهديدات المُختلفة المُمكنة، منها الصواريخ الساحليّة الموجودة مُسبقًا بحوزة حزب الله، إلى جانب مُحاولات الاستيلاء على آبار التنقيب أو إلحاق الضرر بها عبر الزوارق السريعة التي تحمل موادّ متفجّرة. وكجزء من هذه التحضيرات، أقامت مؤخرًا وحدة "شايطيت 13" (وحدة الكوماندوز البحري)، إلى جانب التدريبات المكثّفة وغير الاعتياديّة، مناورةً حاكى فيها المُحاربون عمليّة استرجاع إحدى المنصّات من أيدي منظمة “إرهابيّة”، على حدّ تعبير المصادر العسكريّة الإسرائيليّة.

وتابعت المصادر عينها قائلةً: يملك سلاح البحريّة الإسرائيلي الكفاءة والقدرة على تحديد وإقصاء صواريخ من أنواع مُختلفة بواسطة صواريخ "باراك" التي تُطلق من السفن الحربيّة. كما قامت الوحدة "شايطيت 13" النخبويّة قبل بضعةِ أسابيع بالتدّرب على أداء سيناريو عمليّة الاستيلاء على منصة نفط، وذلك كجزء من التدريبات التي حاكَت طريقة استحواذ إحدى الجماعات الإرهابيّة المُسلّحة على نظام من هذا النوع، والذي يعمل به عادةً عشرات الأشخاص. وأوضحت المصادر عينها: يظهر المُقاتلون المُدجّجون، في صور من مُجريات التدريب، وهم يستردّون السيطرة والإشراف على المنصّة، على حدّ تعبيرها.

ونقل التلفزيون الإسرائيليّ الرسميّ (القناة الأولى) عن قائد قاعدة حيفا البحرية في الجيش الإسرائيلي، العقيد دافيد سلامي، قوله إنّ القطع البحرية في الجيش تتعامل مع الساحة الشمالية، أيْ سوريّة ولبنان، على أنّها تهديد محتمل بصواريخ (ياخونت)، مُشدّدًا على أنّ فرضية العمل الاستخبارية لدى الجيش، تشير إلى أنّ كلّ ما يُمكنه أنْ يهدد إسرائيل من الساحة السورية بات في حوزة حزب الله، مُضيفًا أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة هي التي تقوم بإرسال السلاح إلى سوريّة، كما تُرسله أيضًا إلى حزب الله في لبنان، على حدّ قوله.

وأشار الضابط الإسرائيليّ في سياق حديثه للتلفزيون العبريّ إلى أنّ الحرب المقبلة ضدّ حزب الله ستكون مغايرة للحرب الماضية، إذ أنّ حزب الله، بحسبه، لم يكن يملك وسائل قتالية متطورة تشكل تهديدًا مفصليًا وجوهريًا لإسرائيل في حرب 2006. أمّا اليوم، فأصبحت هذه القدرة موجودة لديه. بالإضافة إلى ذلك، لفت العقيد سلامي، إلى أنّ صواريخ بر- بحر الموجودة لدى سوريّة والحزب، زادت خلال السنوات الأخيرة من ناحية العدد ومن ناحية النجاعة العملياتية، ما لا يهدد فقط قطع البحرية الإسرائيلية، بل أيضًا المنصات البحرية العائمة للتنقيب عن الغاز الطبيعي في المتوسط، مًوضحًا في الوقت نفسه إنّ الـ"ياخونت" ليس سلاحًا بحريًا فقط، بل يصلح كي يكون صاروخًا موجهًا أيضًا ضدّ أهدافٍ بريّة، على حدّ قوله.

علاوة على ذلك، أشار الضابط الإسرائيليّ إلى أنّ الجبهة الشمالية، بشقيها اللبنانيّ والسوريّ، باتت موحدة في وجه إسرائيل، وقال: نحن لا نعرف كيف ستبدأ الحرب المقبلة، كذلك لا نعرف إذا كانت سوريّة ستقف على الحياد، ولا نعرف قوة هذه الحرب وشدّتها، واستدرك قائلاً: ولكن ما نعرفه أننّا نرى باستمرار تدفق السلاح، ونحن نتعامل فقط مع الأسلحة المتطورّة ذات القدرات العالية، ونعتقد أن إدخال هذه الأسلحة إلى لبنان سيظّل قضية تقُضّ مضاجعنا، بحسب وصفه. وأعاد الضابط التذكير بأنّ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، يتحدث عن المجال البحريّ بنحو واسع جدًا، وأكثر بكثير مما كان يفعل في الماضي، وهناك عدة أمور تُسهم في ذلك، ولا سيمّا فيما يتعلّق بالمياه الإقليميّة والمنطقة الاقتصاديّة الخاصّة، حيث توجد منصات غازية ونفطية عائمة وثابتة، تُعتبر هدفًا مشروعًا للهجوم، في حالة التصعيد مع حزب الله. إلى ذلك، أثارت مسألة اكتشاف شركة “إيني” الإيطالية، لحقل الغاز المصري الجديد، جدلاً واسعًا حول حقول الغاز الإسرائيلية.

التعليقات