في ورشة عمل بغزة الجبهتان الديمقراطية والشعبية تدعوان إلى عقد مجلس وطني بدورة عادية

رام الله - دنيا الوطن
دعت الجبهتان الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين إلى ضرورة عقد مجلس وطني بدورة عادية بمشاركة الكل الفلسطيني، من خلال عقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية في أي دولة عربية للاتفاق على المكان والزمان والإعداد لجدول أعمال كامل يناقش العضوية والبرنامج السياسي والموقف الموحد، خلال ورشة عمل اليوم في مدينة غزة، بمشاركة واسعة من القوى السياسية وشخصيات وطنية واعتبارية وكتاب ومثقفين وأكاديميين وإعلاميين وعدد من قيادات وكوادر الجبهتين.

وأكدت الجبهتان انه في حال تعذر انعقاد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة يتم تشكيل لجنة تحضيرية تسبق اجتماع المجلس الوطني بدورته العادية من رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني وأعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل.

من جهته، دعا رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كافة الفصائل السياسية إلى  دعم موقف الجبهتين الديمقراطية والشعبية المشترك، في عقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني يضم الجميع المنوي عقدها بعد أسبوعين في رام الله، وشدد على أهمية  دعم هذا الموقف للجبهتين من أجل مصلحة الشعب والقضية الفلسطينية.

ورأى مهنا في كلمته أن دعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير باعتبارها الإطار القيادي المؤقت للقيام بمهامها المتفق عليه في القاهرة ضرورة هامة.

وبين مهنا أن كل انعقادات دورات المجلس الوطني السابقة في الخارج سواء في القاهرة أو عمان أو أي دولة كانت تعكس وجه سياسية خاصة ، مؤكداً ضرورة عقد دورة لمجلس وطني يوحد الشعب الفلسطيني .

وعن موقف الجبهة الشعبية من عقد دورة للمجلس الوطني  في الفترة القريبة برام الله بشكلها ومضمونها وتداعياتها  قال إنها خاطئة ويجب أن لا تحدث لأنها تعكس تفرد الرئيس الفلسطيني بها وتتم تحت حراب الاحتلال بما يعنى أنها تريد للبعض أن يحضر والبعض الآخر لا يحضر،  متسائلاً في الوقت نفسه هل هذه القيادة ستعكس مدى الجدية في تشكيل لجنة تحضيرية من الكل الوطني تعبر عن كل الفلسطيني وهذا نموذج لما تريده هذه القيادة .

وتساءل مهنا أن هذه الدورة للمجلس هل ستهم في حل قضية الانقسام الفلسطيني، ما يستدعي عقد مجلس وطني توحيدي مؤكداً أن جبهته  تناضل من أجل الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية التي يعتبرها أهم انجاز للشعب الفلسطيني.

بدوره، قال صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين  في كلمته أنه يتفق مع الرفيق رباح مهنا بدعوة جميع أعضاء المجلس الوطني للمشاركة في دورة المجلس، كي لا تتحول في غياب النصاب  إلى جلسة استثنائية تعيدنا إلى المربع الأول .

وأضاف ناصر: أن الجميع  يعلم أن عملية الإصلاح الديمقراطي والبرنامج السياسي الموحد هو السبيل لإنهاء هذه الفوضى في النظام السياسي الفلسطيني وأهمية معالجته، وعلى إثر ذلك  ارتأينا لاتخاذ عدة قرارات من الاتفاقات التي وقعت بين كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني من عام 2005 إلى عام 2013 عندما انعقد المجلس في جلسته الأخيرة واتفق على عقد مجلس وطني فلسطيني منتخب من كافة أعضائه  لكن هذه القرارات جميعها عُطلت لعدة أسباب كان من أبرزها الانقسام الفلسطيني الذي لم نخطو خطوة واحدة بعد لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة وهذا يستدعي الإصلاح الديمقراطي، والتي تحتاج إلى قوة دفع لوضعها موضع التنفيذ.

وأشار ناصر إلى أن الجبهة الديمقراطية ومنذ أن بدأ التسريب عن عقد دورة المجلس الوطني الفلسطيني في وسائل الإعلام تحركت بإجراء الاتصالات مع عدد من الفصائل والقوى الوطنية، حيث أصدر المكتب السياسي بيان في يوم 18 -8 -2015 يدعو إلى تطبيق الاتفاقات التي بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ، والمجلس الوطني الفلسطيني .

وأضاف ناصر أن الجبهة علمت عبر وسائل الإعلام، أن هناك استقالات قدمت من اللجنة التنفيذية تهدف للضغط للدعوة لعقد جلسة استثنائية فنحن بذلنا جهد مع مختلف الفصائل لأجل تعطيل هذه الدعوة لاعتبارها غير استثنائية وهدفها ملئ الشواغر فقط .

وأكمل ناصر حديثه أنه وفي ظل الانقسام دعونا إلى عقد دورة عادية للمجلس الوطني يتم التحضير لها عبر هيئة تسمى "الإطار القيادي" في مكان يسمح للجميع المشاركة به في أي دولة عربية للاتفاق على المكان والزمان والإعداد لجدول أعمال كامل يناقش العضوية والبرنامج السياسي والموقف الموحد وكل القضايا التي تضم الكل الفلسطيني .

وأردف ناصر قائلاً "  نريد من هذه الدورة العادية  ضرورة مشاركة كل الأعضاء لتعمل على البحث بشكل جدي تشكيل مجلس وطني جديد هدفه إعادة  اللحمة للساحة السياسية الفلسطينية ومراجعة الكثير من الاستحقاقات التي تواجه الشعب الفلسطيني من الاستيطان والاحتلال وتهويد القدس والأسرى واللاجئين، ووفق برنامج سياسي موحد وهذا ما نعمل عليه.

وجدد ناصر في نهاية كلمته الدعوة للمشاركة الفاعلة للجميع للخروج بمجلس وطني فلسطيني موحد يعيد الوحدة للشعب الفلسطيني وللبرنامج الوطني ككل .

وفي نهاية الورشة، فتح باب النقاش، حيث أكد المشاركون ضرورة عقد جلسة عادية للمجلس الوطني تعمل على حل أزمة الانقسام الفلسطيني، وأن يصب جهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال دعوة عقد المجلس الوطني لتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية كخطوة لتفعيل ملف الانقسام المرير، كما أكدوا على أهمية اعتبار أن فلسطين هي أكبر من الجميع. كما دعوا إلى الاتفاق على مواجهة الاحتلال والتصدي له بكافة الأشكال والإمكانيات .  

وأدارت الورشة الإعلامية سامية الزبيدي والمداخلات وأكدت أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير تتطلب جهد وطني بمشاركة الكل الفلسطيني للخروج من هذا المستنقع.