مصر: حقل الغاز الجديد لن يقوض استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل وقبرص

مصر: حقل الغاز الجديد لن يقوض استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل وقبرص
رام الله - دنيا الوطن
يشكل اكتشاف حقل الغاز الطبيعي "ظهر" قبالة السواحل المصرية تحولا في سيناريو الطاقة في مصر ما يدعو للتساؤل عن مدى قدرتها على تلبية احتياجاتها من الغاز واستغنائها عن استيراده.

وقد استبعد وزير النفط المصري شريف إسماعيل يوم الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول أن يؤثر كشف الغاز العملاق في البحر المتوسط على مفاوضات تجريها شركات القطاع الخاص لاستيراد الغاز من منتجين في المنطقة كإسرائيل وقبرص، حيث قال: "لسنا في تنافس مع آخرين، وأي مباحثات بين الشركات الخاصة في مصر وفي شرق البحر المتوسط وأعني بهذا إسرائيل وقبرص لم تتوقف. هذه المفاوضات والاتفاقيات المبدئية مستمرة ولم تتوقف".

وأضاف الوزير المصري: "السوق المصرية سوق كبيرة وحجم الاستهلاك فيها ضخم ونحن لدينا تسهيلات للغاز المسال ولتصديره يمكن الاستفادة منها".

وكانت شركة الطاقة الإيطالية "إيني" قد أعلنت يوم الأحد الماضي أنها حققت ما قد يصبح واحدا من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم، إذ أعلنت عن اكتشاف حقل "ظهر" في امتياز "شروق" وذلك في المياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط. ويحتوي الاكتشاف الجديد على احتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي (تعادل حوالي 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي)، كما يغطي الاكتشاف مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع.

ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج من حقل "ظهر" في مطلع عام 2018 بمستوى إنتاج يتراوح بين 2.5 مليار و3 مليارات قدم مكعبة يوميا، وسيخصص إنتاج الحقل بالكامل للسوق المحلي.

وستبلغ الاستثمارات المبدئية في تطوير الكشف الغازي الضخم نحو 3.5 مليار دولار ومع اكتمال عملية التنمية بالكامل للحقل ستزيد الاستثمارات إلى 7 مليارات دولار. وسيتم تقاسم الغاز المستخرج بنسبة 40% لـ "إيني" لاسترداد التكاليف بينما سيتم تقسيم نسبة 60% الباقية بين "إيني" بنسبة 35% و65% للشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية "إيجاس"، وبعد الانتهاء من عملية استرداد "إيني" لتكاليف الاستثمار ستؤول نسبة الـ 40% لـ "إيجاس".

وألقى الكشف العملاق بظلاله على الاكتشافات التي حققتها إسرائيل قبالة سواحلها خلال السنوات الأخيرة إذ يوازي تقريبا مثلي حجم حقل "لوثيان" للغاز قبالة سواحل إسرائيل وحقل "تمار" الذي تبلغ احتياطياته 10 تريليونات قدم مكعبة.

وكان لخبر اكتشاف الحقل وقع كبير على شركات الطاقة الإسرائيلية التي تحوز أصول الغاز على وجه الخصوص، حيث تتفاوض إسرائيل مع شركات خاصة في مصر بشأن تصدير الغاز الإسرائيلي إلى السوق المصرية.

لكن شريف قال: "مع إعلان خبر اكتشاف حقل ظهر ظنت إسرائيل أننا سنمانع في استيراد الغاز من الخارج... لكننا لم نتعرض لخطط الشركات الخاصة التي تهدف إلى استيراد الغاز الطبيعي من دول شرق البحر المتوسط... أهلا وسهلا بمن يريد تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر ليستخدمه في السوق المحلي أو ليستخدمه في تسهيلات إسالة الغاز المصرية لتصديره مرة أخرى".

ووفقا لتقديرات وزير النفط المصري فإن احتياطيات مصر من الغاز تبلغ نحو 90 تريليون قدم مكعبة بما فيها حقل "ظهر".

وستختلف صورة الاقتصاد المصري وخاصة قطاع الطاقة خلال السنوات القادمة بعد الاكتشاف الجديد وإطلاق قناة السويس الجديد.

التعليقات