موسكو: نحذر واشنطن من محاولات تضليل العالم بالخطر الروسي المزعوم

موسكو: نحذر واشنطن من محاولات تضليل العالم بالخطر الروسي المزعوم
رام الله - دنيا الوطن
حذرت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة من محاولات تخويف روسيا وتضليل العالم بالأوهام المتعلقة بالخطر الروسي المزعوم.

وذكر ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي عقدته في موسكو الخميس 3 سبتمبر/أيلول بتصريحات لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر تحدث فيها "عن الخطر الروسي".

وصرحت بأن واشنطن تواصل استعداداتها العسكرية في المناطق القريبة من حدود روسيا، قائلة: "تستمر الاستعدادات لنشر بطاريات تابعة للدرع الصاروخية الأمريكية في التشيك وبولندا بحلول عام 2018، علما بأن هذه البطاريات ليست قادرة على إطلاق ليس صواريخ الاعتراض فحسب، بل وصواريخ مجنحة ضاربة".

واعتبرت أن كل ذلك يأتي في سياق "نزعة تثير قلقا كبيرا، وتعيد إلى الأذهان حملة الولايات المتحدة العسكرية إبان الحرب الباردة".

وأضافت الدبلوماسية الروسية أن موسكو تضطر، لدى وضع خططها العسكرية، لأخذ هذه الاستعدادات الأمريكية بعين الاعتبار.

وشددت قائلة: "لن ينجحوا في تخويفنا. وحتى إذا تمكنوا من تضليل العالم بـ"الخطر لروسي"، فلن يستمر هذا التضليل إلا لفرة وجيزة".

وأعادت إلى الأذهان أن هناك مخاطر عالمية، يتعين على موسكو وواشنطن التعاون في التصدي لها، معربة عن أملها في أن تتذكر القيادة الأمريكية خطورة نهجها السياسي الذي يؤدي حتما إلى طريق مسدود.

وفي هذا السياق، أشارت زاخاروفا إلى المناورات البحرية الأوكرانية الأمريكية المشتركة التي تجري حاليا في البحر الأسود، واعتبرت أنها تمثل "إشارة خاطئة" قائلة: "إنها لا تساهم في التسوية السلمية في المنطقة".

موسكو تأمل في عقد اجتماع لـ"رباعية النورماندي" في القريب العاجل

هذا وقالت زاخاروفا إن موسكو اقترحت على شركائها في "رباعية النورماندي" (أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا) عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع في القريب العاجل لدعم عملية تسوية النزاع المسلح في جنوب شرق أوكرانيا إلى الأمام.

وأكدت أن كييف حسب اتفاقات مينسك السلمية ملزمة بإجراء إصلاح دستوري حقيقي، بدلا من الإصلاح الوهمي الذي تنتهجه أوكرانيا حاليا، مضيفة أن موسكو مستعدة لدعم العملية الدستورية في أوكرانيا بشتى الوسائل شريطة ألا تحل الشكليات محل مضمون الإصلاح.

وجددت الدبلوماسية رفض موسكو التفسير التعسفي أو تشويه اتفاقات مينسك التي وقع عليها يوم الـ12 من فبراير/شباط الماضي بعد مفاوضات استغرقت ساعات طويلة بين زعماء "رباعية النورماندي". وأعادت إلى الأذهان في هذا السياق أن جميع التعديلات على الدستور الأوكراني يجب تنسيقها مع منطقة دونباس، كما أنه يجب أن تتضمن تلك التعديلات بنودا معينة تؤدي إلى تخفيف مركزية السلطة في البلاد.

كما استغربت زاخاروفا من رفض كييف إجراء الانتخابات المحلية في أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد، ووصفت هذا النهج بأنه مناف للديمقراطية.

هذا وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية على ضرورة أن يسفر الاجتماع القادم لمجموعة الاتصال الخاصة بأوكرانيا المزمع عقده في يوم الـ8 من سبتمبر/أيلول، عن التوقيع على اتفاق ينص على سحب الأسلحة من عيار يقل عن 100 ملم من خط التماس بين طرفي النزاع في جنوب شرق أوكرانيا.

الخارجية الروسية: روسيا منعت من أي مشاركة تذكر في التحقيق في كارثة الماليزية


هذا وأكدت زاخاروفا أن موسكو تأسف لإبعادها عن التحقيق الدولي في كارثة الطائرة الماليزية في جنوب شرق أوكرانيا صيف عام 2014، إذ تم منعها من أي مشاركة تذكر في التحقيقات.

وأكدت أن الجانب الروسي مهتم بإجراء تحقيق دولي دقيق وموضوعي في الكارثة، كما أن لديه أسئلة جدية كثيرة بشأن جودة التحقيق، وخاصة بسبب ضعف قاعدة الأدلة التي يعتمد عليها المحققون.

هذا وجددت الدبلوماسية رفض موسكو لفكرة إقامة محكمة دولية لملاحقة المذنبين في تدمير الطائرة، التي يعتقد أنها أسقطت بواسطة صاروخ.

وقالت: "لدينا من أمثلة المحاكم الدولية ما يشير إلى عملها غير الفعال والمكلف، بالإضافة إلى كونه مسيسا للغاية وغير موضوعي"... "الأمر المهم في الوقت الراهن ليس الإسراع في إنشاء محكمة دولية مهما كان الثمن، بل إجراء تحقيق جيد في القضية".

يذكر أن طائرة "بوينغ" تابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت تقوم برحلة "MH17" من أمستردام إلى كوالالمبور في الـ17 من يوليو/تموز عام 2014،  تحطمت فوق أراضي مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا، في منطقة تجري فيها عمليات قتالية بين القوات الأوكرانية وقوات الدفاع الشعبي التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، وأسفرت الكارثة عن مقتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 283، إضافة إلى الطاقم المكون من 15 شخصا.

وفي الـ21 من يوليو/تموز عام 2014، أصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا دوليا طالب فيه بإجراء تحقيق شامل ومستقل في ملابسات الكارثة.

بيسكوف: لن نرد على العقيدة العسكرية الجديدة في أوكرانيا قبل إقرارها رسميا

من جانب آخر، قال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إن موسكو لن ترد على العقيدة العسكرية الجديدة، التي تعدها كييف حاليا، قبل تبنيها لهذه العقيدة رسميا.

ومن المتوقع أن تعلن كييف في عقيدتها الجديدة روسيا خصما لها.

وشدد بيسكوف على أن التسريبات عن مضمون العقيدة الجديدة، تبقى في الوقت الراهن على مستوى الشائعات.

يذكر أن مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا وافق الأربعاء الـ2 من سبتمبر/أيلول على مشروع العقيدة العسكرية الجديدة.

وقال الرئيس الأوكراني بيوترو بوروشينكو إن العقيدة الجديدة تختلف عن العقيدة الراهنة بما تتضمنه من تخلي أوكرانيا عن وضعها المحايد خارج الأحلاف، والعودة إلى النهج الاستراتيجي الرامي إلى التكامل الأوروبي والأطلسي.

أما رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسنيوك، فقال: "مشروع العقيدة الجديدة يحدد لأول مرة في تاريح أوكرانيا المستقلة الخصم والمعتدي وهو روسيا".

التعليقات