الأقصى أمام تصعيد جديد وواقع ميداني يتلاءم مع مخططات الاحتلال 

رام الله - دنيا الوطن - محمود أبو عطا 
كان واضحا بعد انتهاء شهر رمضان المبارك في العام الجاري، أن الاحتلال يعتزم تنفيذ تصعيد جديد بحق المسجد الأقصى، وذلك بعد نحو سنة من العمل المتواصل الظاهر والخفي، لضرب وتحييد كل نشاط ينتصر لقضية القدس والمسجد الأقصى. وحاول الاحتلال حينها خلق أجواء من "الهدوء" الموهوم ، بهدف "تخدير" ردة الفعل المحلية والعالمية على جرائمه والتي كان من نتائجها الواضحة على المستوى السياسي، إعادة السفير الأردني بتاريخ 2 فبراير الى إسرائيل ، وهو أمر على الصعيد السياسي والأمني فيها.
 
وبدت ملامح مرحلة التصعيد الاحتلالي الجديد في أحداث ما يسمى بذكرى خراب الهيكل بتاريخ 26/7/2015 ، وما رافقها من اقتحام مئات المستوطنين وافراد الجماعات اليهودية الاقصى ، وكذلك اقتحامه من قبل المئات من عناصر القوات الخاصة والاعتداء على المصلين وعلى أبنية المسجد الأقصى ، وكان أبرز هذه الاقتحامات اقتحام الوزير "أوري أريئيل" ،على الرغم من صدور قرار إسرائيلي يحظر ذلك على الشخصيات السياسية والقيادية.
 
كل الإشارات والقرائن في الأسبوعين الأخيرين تدلّ على نية الاحتلال رفع مستوى التصعيد في المسجد الأقصى ، خاصة فيما يسمى بموسم الأعياد اليهودية ، والتي تنطلق بتاريخ 13/9/2015 وتُستهل بعيد "راس السنة العبري" ، ثم عيد" كيبور"- الغفران" ، ثم عيد "العرش" – سوكوت"  ويختتم بما يسمى بـ "فرحة التوراة" بتاريخ 6/10/2015 ، بمعنى أننا سنكون في موسم أعياد يهودية تستمر لنحو شهر ، ومعلوم أن الجماعات والمنظمات اليهودية ومنها المستوطنون وكذلك الوزراء وأعضاء الكنيست ، يحاولون استثمار هذه الأعياد لمزيد من الاقتحامات ومحاولة فرض واقع جديد في المسجد الأقصى.
 
جملة من التصريحات وقرارات الاحتلال بأذرعه المختلفة تشير الى أن الأخير يعتزم التصعيد خلال الفترة المقبلة القريبة، لكنه يتخوّف من ردود الأفعال الممكنة على المستوى الشعبي والتي قد تشابه ردود الأفعال في السنة الماضية وما رافقها من عمليات طعن ودهس فردية. التحرك الميداني على الأرض دفع رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" لعقد اجتماع طارئ على المستوى الأمني بمشاركة وزير الجيش "موشي يعالون" ووزير الامن الداخلي والشرطة "جلعاد أردان" ووزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، ووزيرة القضاء أييلت شكيد ورئيس جهاز" الشاباك" يورام كوهين. وناقش الاجتماع الأمني الوضع في القدس المحتلة، وأشارت معلومات صحفية بأن الاجتماع أفضى الى الاتفاق على إضافة كتيبتين من قوات حرس الحدود و400 شرطي، هذا بالإضافة الى زيادة عدد وحدات القوات الخاصة التي أضيفت العام الماضي، ناهيك عن وجود القوات الخاصة التي تعمل حاليا وبشكل دائم في القدس المحتلة.
 
وعلى صعيد التصريحات فقد طالب " أردان" من "يعالون" حظر منظمتي "المرابطون والمرابطات" علما انه لا يوجد شيء من هذا القبيل على أرض الواقع، لكن والمهم في هذا التصريح ما أعقبه من ممارسات احتلالية خطيرة ميدانياً على مستوى المسجد الأقصى خلال الأسبوعين الأخيرين ابتداءً من تاريخ 23/8/2015 ، تمثلت فيما يلي .
1- إغلاق عدة أبواب من أبواب المسجد الأقصى في الفترة الصباحية ( 7:30/11.00) ،  وإبقاء على ثلاث أو أربع أبواب مفتوحة ، بالإضافة الى فتح باب المغاربة الذي يخصصه الاحتلال لاقتحامات المستوطنين ودخول السياح الأجانب .

2- تكثيف عدد عناصر قوات الاحتلال بتشكيلاتهم المختلفة عند جميع الأبواب.

3- نصب الحواجز العسكرية الحديدية في النقاط والأزقة الواصلة الى أبواب الأقصى، بالإضافة الى الحواجز الدائمة عند البوابات نفسها.

4-منع دخول النساء من جميع الأجيال الى المسجد الأقصى من الساعة 7:30 صباحاً وحتى الساعة 11:00 ظهرا.

5- منع حراس المسجد الأقصى من الاقتراب من مجموعات المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى في الفترتين الصباحية، وما بعد الظهر ( 13:00-14:30) .

6- حجز البطاقات الشخصية للرجال الداخلين الى الأقصى، وتهديدهم بتحويل بطاقاتهم الى مركز التحقيق الشرطي في " القشلة" في حال قيامهم بأي نشاط ضد اقتحامات المستوطنين، ومن ضمنه تحذيرهم من التكبيرات.

7-اقتحام المستوطنين بمجموعات وتنظيم كل مجموعة جولة في مسار طويل في الأقصى ( باب المغاربة ، منطقة المتحف الإسلامي ، قبالة المصلى القبلي، الميضأة ، سطح المرواني جنوب شرق ، سطح المرواني الشرقي ، المنطقة الشرقية ، منطقة باب الرحمة ، الجهة والبوائك الشمالية ، المنطقة الغربية ( سبيل قايتباي والخروج من باب السلسلة) .

8- الجولة مطولة تخللها محطات وقوف وشرح واحيانا تأدية صلوات يهودية صامتة وأخرى مع تحريك الوجه واليدين.

9-تخصيص وتحديد منطقة عازلة في منطقة شارع باب السلسلة، وحصر المصلين الممنوعين من دخول الأقصى خاصة النساء في هذه المنطقة، وتحديد مسار لخروج المستوطنين المقتحمين للأقصى من باب السلسلة الى منطقة باب الواد وليس الى منطقة شارع السلسلة ومنطقة البراق.    

10- الاعتداء اللفظي والجسدي على المرابطات خاصة عند منطقة باب السلسلة، وكذلك على المرابطين من الرجال.

11- الاشتراط على النساء الداخلات الى الأقصى بعد الساعة 11:00 بتسليم بطاقاتهن الشخصية عند البوابات ، خاصة الداخلات من باب السلسلة .

12- التضييق غير المسبوق على الطواقم الصحفية، وتغريم عدد من المصورين من قبل بلدية الاحتلال، بادعاء وضع حاملة الكاميرا " ترايبود" في وسط الطريق، وإعاقة المرور.

13- تحريض إعلامي مستمر على المرابطين في المسجد الأقصى، وعلى كل ناشط في قضية الدفاع عنه.

14- استفزازات مستمرة من قبل المجموعات اليهودية التي تقتحم المسجد الأقصى بشتى الطرق.

15 الاعتقالات المستمرة والابعادات عن القدس والمسجد الأقصى ، بحق النساء والرجال ، وصلت الى  حدّ اعتقال النساء من بيوتهنّ ليلاً ، وتحويلهن مباشرة الى التحقيق في أروقة المخابرات.

16-إبعاد ستة حراس عن المسجد الأقصى لمدة شهرين، بسبب اقترابهم من المستوطنين خلال اقتحاماتهم للأقصى.