‫"‬الفنتازيا الصحفية" بطعم الألم والمرح.. هنا "غزة" الساخرة من كل شيء !

‫"‬الفنتازيا الصحفية" بطعم الألم والمرح.. هنا "غزة" الساخرة من كل شيء !
رام الله - خاص دنيا الوطن
أثارت "بوستاته" رغم حداثة طريقها وفكرتها جدلا واسعا في الشارع الفلسطيني , وتناقلها العشرات من المهتمين والساخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي , ورغم اللقب الغريب الذي أطلقه على شخصيته الساخرة إلا أنه مصمم على ترسيخ ونشر ما يسميه بـ" الفنتازيا الصحفية" التي تمثل بمضمونها الفن السياسي الساخر والهادف للتشفي من الوضع المعيشي والحياتي الصعب في قطاع غزة.

"أبو دم تقيل" وهو الاسم الذي فضل الدكتور أكرم البياري استاذ الاعلام والكاتب الساخر إطلاقه على خربشاته في "الفنتازيا الصحفية" والتي تحمل في طياتها والأفكار التي يقوم بعرضها نقدا لبعض الظواهر الإجتماعية السائدة في المجتمع الفلسطيني وفقا لرؤيته وفكره ومضيفا لها بعض البصمات والتواقيع التي يسعى من خلالها لنشر هذا الفن في فلسطين.

ويقول البياري لصحيفة دنيا الوطن :" ان الفن السياسي الساخر أو "فنتازيا الصحافة" بدأ يشق طريقه حديثا في قطاع غزة , مشيرا الى أن هذا الفن معروف جيدا في مصر ويستخدمه كبار الكتاب والصحافيين لإيصال أفكارهم وانتقاد الظواهر السلبية في المجتمع".

وعبر البياري عن أمله في أن يأخذ هذا الفن مكانه في قطاع غزة لنتمكن نحن الصحافيين والكتاب والإعلاميين من إيصال بعض الرسائل التي قد لا نستطيع التعبير عنها بشكل صحفي مجرد إلى الجمهور المستهدف مؤكدا تصميمه على مواصلة طريقه حتى ترسيخ هذا الفن في الثقافة والعقل الفلسطيني.

ونشر البياري في آخر بوستاته ضمن هاشتاق #هي-رخامة نقدا لاذعا لمنظمات المرأة التي تناضل وفقا لتعبيره من فنادق قطاع غزة الفاخرة قائلا :" من فنادق غزة نسمع شعارات هدفها تحسين وضع المرأة في القرى المهمشة وتمكينها ومساعدتها في الانتخابات " مضيفا ورغم كل هذه الشعارات ما تزال المرأة الفلسطينية تُطعم الدجاج ويسعين بكل جهد لجمع 100 شيقل لشراء حقائب مدرسية لأطفالهن".

وانتقد البياري ضمن نشاطه على الفيسبوك لباس بعض الشباب وظاهرة التدخين لدى النساء متسائلا :"أين الأقصى والنشاط النضالي لهؤلاء الشباب وسط عمليات تهويد واغتصاب الارض في القدس والضفة".

ويسعى البياري وفقا لأقواله لتوعية الشباب والمجتمع بأهمية بعض السلوكيات الخاطئة والظواهر السيئة في المجتمع للدفع نحو تجنبها أو محاربتها للتوجه الصحيح نحو بناء مجتمع حضاري خالي من السلبيات والعنتريات التي لا تصنع مستقبلا.

وتنوعت ردود المعلقين والمتابعين لمثل هذا الفن الساخر بين مهاجما وداعما مع وجود أغلبية تؤكد تناغمها الكامل مع الأفكار والرسائل التي يطرحها فنانو "الفنتازيا الصحفية" مشيرين الى أنها تنبض بما يدور في داخلهم من أفكار مع مزجها بالمرح والنكتة وإيصال الرسالة بطريقة مختلفة وبسيطة وخالية من التعقيد والملل.

الكاتب الساخر المعروف عماد محسن أكد لدنيا الوطن أن ظاهرة النكتة السياسية أو التعليق السياسي الساخر أصبحت ظاهرة ولو على الأقل في شبكات التواصل الاجتماعي بسبب تراجع دور الاحزاب في التوعية الوطنية وانسداد كل أمل أمام الشباب الذي يعتبر الأكثر حضورا في تلك المواقع منوها إلى غياب الفرص وضعف المشاركة دفع الشباب الى البحث عن وسائل تفريغ فأنتجوا الدعابة السياسية التي تعتبر من أنجع الوسائل لهذا التفريغ.

وأشار محسن إلى وجود تناسب طردي بين حالة الانسان الثقافية واستحضاره للدعابة السياسية لما يشكله هذا الاسلوب من مرح ورغم أن المرارة تعلق به مضيفا :" هو أيضا نتاج طبقة مثقفة فكان في الماضي ناجي العلي الذي صادف أمس ذكرى استشهاده والذي كان متفردا وحالة فريدة في الواقع العربي ولكن مع مرور الوقت نشأت ظواهر كاريكاتورية لرسامين وبأشكال مختلفة للتعاطي مع المشهد السياسي الراهن بروح ساخة والتعليق على الأحداث".

وتوقع محسن أن يشق هذا الاسلوب طريقه كونه بدأ يستقطب جمهورا ولو محدودا ولكنه سينتشر ويصبح ذا اثر في مجتمعنا الفلسطيني مقدما نصيحته للقائمين بالاتصال والمنتجين لتلك الرسائل الساخرة بأن يبحثوا عن هم الناس الحقيقي في أشكال معاناتهم وأن يكون لها هدف حتى لا يتحول النقد إلى معول هدم وأن تحمل الدعابة المشكلة وروح الحل وهو ما يضمن لها التأثير الأكبر".



التعليقات