حر الصيف يشتد ومعاناة أهالي الكرفانات بغزة مازالت مستمرة

حر الصيف يشتد ومعاناة أهالي الكرفانات بغزة مازالت  مستمرة
غزة – دنيا الوطن – رويدا عامر

العديد  من المواطنين  ذاقوا مرارة انقطاع الكهرباء التي جعلت حسرتهم تكيد ألما في قلوبهم حين يروا أطفالهم لا تتحمل أجسادهم الصغيرة  حرارة الصيف الملتهب في ظل هذه الأجواء الحارة والموجات المتتالية في ظل عدم انتظام الكهرباء .

هذا حال كل مواطن غزي في ظل انقطاع الكهرباء ولكن هناك مواطنين يندرجون تحت قائمة الحالات الخاصة الذين فقدوا بيوتهم ويعيشون الآن في بيوت متنقلة تسمى كرفانات ، لا يوجد  بها منفس للهواء بل عبارة عن مجسم مغلق من جميع النواحي أخذته أصحاب البيوت المهدمة كحل مؤقت لهم دون أن يعلموا أن الكرفان لا يصلح للعيش الآدمي .

أجرت دنيا الوطن مقابلات عدة مع أصحاب الكرفانات المنتشرة في أماكن مختلفة بشمال قطاع غزة وجنوبه حيث شهدت بلدة خزاعة مواجهات صعبة مع الاحتلال مما أدى إلى مسح المنطقة بشكل كامل تقريبا وشردت العائلات ،  حيث تم تسليمهم بيوت مؤقتة للعيش بها لكن المسنة أم احمد لم تشكر الوضع التي هي عليه أبدا حيث كشفت أنها مريضة قلب ولا تتحمل حرارة الشمس العالية حيث تسخن الكرفان وتجعله فرن مشعل بهم  .

كما و أضافت المسنة أم احمد إلى حديثها " لا استطيع الجلوس في الكرفان أبدا  فانا  اخرج إلى أي مكان لان حرارته لا يتحملها جسدي ولا استطيع التنفس أبدا فالرطوبة العالية تؤذيني ، الكرفان فرن لشوي الناس "

لم يتوقف الحال على هذه المسنة بل اشتكى المواطن محمد النجار من قسوة الحياة بالكرفان حيث تشتد الحرارة بشكل مضاعف خلال ساعات النهار ، مما يجعلهم لا يمكثون فيه وينتفضون للخروج منه ولكن لا يوجد بديل عن ذلك فبيوتهم هدمت والمؤسسات الخيرية عوضتهم بهذا البديل المؤقت .

كما واشتكى أبو أيمن النجار من عدم وجود مأوى لعائلته سوا هذا المكان بخلاف بعض المواطنين الذين هربوا  من الصفيح الذي يعيشون به إلى أماكن أخرى من بيوت أو مناطق مفتوحة ، حيث أكد أبو أيمن أن الكرفانات عبارة عن فرن بالصيف وثلاجات بالشتاء فلا يستطيع العيش بكل الحالتين في الكرفان .

متابعا حديثه بان عائلته كبيرة جدا ويحتاجون لمكان للعيش ولكن ظروفه المادية تجعله عاجز أمام ذلك لاستئجار منزل بدلا من الكرفان الذي لا يستطيعوا المكوث فيه لدقائق معدودة .

العديد من المواطنين يخرجون من الكرفان لعمل مظلة من القماش والجلوس بها وذلك للهروب من حرارة الكرفان العالية التي أطلقوا عليها مسمى فقاسات الدجاج .

حيث صرخ العديد من المواطنين قهرا من حياتهم وحزنا على أبنائهم الذين لا يرون النوم وتبدو عليهم علامات الإرهاق وقلة النوم ، وذلك يرجع لعدم وجود مأوى مناسب يحميهم من حرارة الشمس الضارة خلال الموجات الاستثنائية .

هكذا يبقى مسلسل معاناة أهالي البيوت المهدمة متواصلة تحمل حلقاته حزن وغضب شديدين يجسد حياة المواطنين وأطفالهم الذين جعلوا من خراطيم المياه صديق لهم خلال النهار من حالة الحر الشديدة .

التعليقات