المجلس الوطني الفلسطيني تصحيح المسار

المجلس الوطني الفلسطيني   تصحيح المسار
بقلم / المهندس نهاد الخطيب 
مهندس وباحث في العلاقات الدولية

المجلس الوطني الفلسطيني   تصحيح المسار

         لم يتعود الفلسطينيون على انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ، أو ما يسمى بالبرلمان الفلسطيني في المنفى بصورة دورية،كما يحصل في كل برلمانات العالم .فالمجلس الوطني الفلسطيني ينعقد دائماً في أوقات أو محطات مفصلية ،لإعلان شرعية ،أو تأكيد شرعية  ،أو تغيير مسار ،أو الإعلان عن خطة سياسية ،تتضمن غالبا جرأة في الحديث عن تنازلات مؤلمة  الى أخر ذلك من مفاصل العمل الوطني الفلسطيني .

    والإنعقاد القريب المنتظر ، لا يشكل خروجاً من هذا السياق  ، فالمقاربة السياسية لحل القضية الفلسطينية فشلت بل أضاعت وقتاً طويلاً  ، استغله العدو في تكريس مشاريعه الاستيطانية بالإضافة الى مشروعه الكولونيالي الأصلي، والأمريكان أصبحوا أكثر انشغالاً بقضايا  أكثر الحاحاً بالنسبة لهم في المنطقة  ، الحالة الإيرانية وصعود الاسلام الجهادي بقوة الى واجهة الأحاث وربما المتاعب والتحديات التي تسببها كلاً من روسيا  والصين لإستمرار النفوذ الأمريكي في مناطق مختلفة من العالم ، وكذلك العرب ممزقون وضائعون ومثقلون بهمومهم ،وهم طبعاً في وضع لا يمكنهم من التفكير في القضية الفلسطينية .

   وعلى الجانب الخر لا يبدو أن خيار المقاومة يملك فرصة  حقيقية  للنجاح ، إذن نحن أما ظرف يتطلب وقفة وطنية واعية وإعادة التقييم   والبحث عن بدائل للوسائل والاستراتيجيات التي ثبت عدم نجاعتها ، وربما يستلزم ذلك وجوهاً جديدة ودماء جديدة ، لإستمرار مسيرة الكفاح والتحرير التي لن تتوقف بإذن الله.

    يجب أن يكون ما بعد انعقاد المجلس الوطني ليس كما ما قبله ،   حتى لا نستمر في دائرة الفشل والضياع الوطنيين وهذا اللي ما بعد ، لابد أن يشمل بالضرورة اعادة الحياة لمؤسسات منظمة التحرير بصيغتها التمثيلية لكل الفلسطينيين في الداخل والشتات ، وكذلك تمثيل فصائل الاسلام السياسي الفلسطيني وباي شكل كان .

     وأنا هنا أدعو اخواننا في فصائل الاسلام السياسي أن لا يتوقفوا طويلاً أمام حجم تمثيلهم في المجلس ، فقرارات المجلس توافقية ، وعدد قليل منهم يكفي لتوصيل رسالتهم الى الشعب الفلسطيني ، وقوة موقفهم تأتي من خلال التفاف الفلسطينيون حولهم وليس من خلال عدد الأشخاص الذين يمثلونهم في المجلس ، فعليهم أن يتخلصوا من الكبرياء التنظيمي المقيت لأجل الوطن إن كان للوطن شأن كبير عندهم .

       يجب أن يؤذن اجتماع المجلس هذا بالخروج من المرحلة التي تم اختزال القضية الفلسطينية فيها بالسلطة الوطنية في الضفة والقطاع ، والتي كادت أن تضيع القضية في دهاليز مشاكلها وأزماتها والضغوطات التي يتم اخضاعها لها ، والعودة الى البدايات ، الى خيمة المنظمة القوية و الفاعلة التي تضم الفلسطينيون جميعاً، والتي تعيد لقضيتنا الوطنية ألقها  وزخمها      يرحمكم الله