وفد من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون يزور برنامج غزة للصحة النفسية

رام الله - دنيا الوطن
زار أمس برنامج غزة للصحة النفسية وفد رفيع المستوى من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون والمكون من سته أشخاص يترأسه السيد/ توماس أورتلر رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالوكالة، وبحضور د. محمد أبوشهلا رئيس مجلس ادارة برنامج غزة، والدكتور ياسر أبوجامع المدير العام للبرنامج، وعدد من مدراء الدوائر والوحدات بالبرنامج، اضافة إلى السيدة/ مريم زقوت مدير جمعية الثقافة والفكر الحر، وعدد من العاملات بالمركز، وذلك في قاعة الاجتماعات بمركز غزة المجتمعي التابع للبرنامج بغزة.

وفي بداية اللقاء تحدث السيد/ توماس حول العلاقة المميزة التي تربط المؤسسة السويسرية مع برنامج غزة طوال السنوات الماضية، معبراً عن فخره الشديد بالخدمات التي يقدمها البرنامج من أجل خدمة المجتمع الفلسطيني.

وبدوره رحب د. أبو شهلا بالوفد الضيف، معرباً عن سعادته بهذه الزيارة لقطاع غزة، خاصة في ظل الصعوبات التى يواجهونها خلال هذه الزيارة بسبب الحصار وإغلاق المعابر، والتي تعبر عن مدى التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني.

وشدد أبو شهلا على الدور الذي تقوم به الوكالة السويسرية من خلال الدعم المتواصل، للاستمرار في تقديم الخدمات لابناء شعبنا، الأمر الذي يعطينا أمل في مستقبل أفضل، مؤكداً على إلتزام البرنامج بتقديم خدمات نوعية ومميزة للمجتمع الفلسطيني في مجال الصحة النفسية المجتمعية، والاستمرار في تطوير عمله المهني والاداري، وذلك رغم التحديات والمعيقات التى تواجهه على اكثر من صعيد.

وقدم د. أبو جامع عرضاً تفصيلياً عن الخدمات النوعية المتخصصة التي يقدمها البرنامج للمجتمع الفلسطيني بفئاته المختلفة، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة والفقر والبطالة والحصار والانقسام اضافة الى الحروب المتواصلة على الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي وكان آخرها العام الماضي، وتأثيرات ذلك كله على الأوضاع النفسية للشعب الفلسطيني، الأمر الذي نتج عنه شعور بالخوف والعجز وعدم الأمان والفقدان، موضحاً ما قام به البرنامج من خدمات بعد الحرب الاخيرة عبر تقديم الاسعاف النفسي الأولي للآلاف من  المواطنيين وتدريب المئات من المهنيين العاملين في مؤسسات مختلفة لتقديم هذه الخدمات، شاكراً الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون على دعمهم لخطة الطوارئ التي نفذها البرنامج في هذا الاطار.

 واستعرض د. أبو جامع بعض نتائج الدراسات التي قام بها البرنامج ودراسات أخري قامت بها مؤسسات دولية مثل اليونيسيف حول الصحة النفسية والتي تنذر بخطر شديد، وتؤكد على ازدياد الحاجة الماسة لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني، مبيناً الحضور المتميز للبرنامج على المستوى المحلي والدولي، ومشاركته الفاعلة في الخطة الوطنية للصحة النفسية وكذلك المشاركة في الائتلافات المحلية والدولية مع مؤسسات المجتمع المدني للعمل على تطوير خدمات الصحة النفسية والربط بينها وبين حقوق الانسان.

وتحدثت السيدة/ مريم زقوت مدير جمعية الثقافة والفكر الحر عن دور الجمعية في تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني، خاصة المناطق الجنوبية، كاستجابة للحاجة الماسة لهذه الخدمات نتيجة الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة بحق أبناء شعبنا، وآخرها الحرب الأخيرة 2014 وما خلفته من دمار كبير على كافة المستويات ومنها نزوح مئات العائلات، حيث تم تقديم خدمات عاجلة لهذه العائلات داخل مراكز الايواء، عبر تجنيد العشرات من المتطوعين للتدخل النفسي والاجتماعي الذين هم بحاجة إليه.

كما قامت جمعية الثقافة والفكر الحر بعرض فيلم وثائقي حول قصة نجاح لحالة تمت متابعتها من خلال الجمعية بعد الحرب، وكذلك تم استعراض بعض رسومات لأطفال استفادو من خدمات الجمعية.

وخلال اللقاء قام فريق البرنامج وجمعية الثقافة بالرد على استفسارات الوفد الضيف، وتقديم بعض النماذج التى تمت متابعتها من قبل أخصائيي البرنامج خلال النشاطات المختلفة.

 كما قام الوفد خلال الزيارة بالاطلاع على الوحدات المختلفة داخل مركز غزة المجتمعي والخدمات التي تقدم من خلاله، وكذلك الاطلاع على المعرض الدائم لرسومات الاطفال داخل المركز.

وفي ختام الزيارة شكر الوفد الضيف برنامج غزة للصحة النفسية وجمعية الثقافة والفكر الحر على جهودهم وما يقومون به من خدمات نوعية ومتميزة لخدمة المجتمع الفلسطيني.

والجدير ذكره أن الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون تعتبر أحد أعضاء تجمع الممولين الدائمين للبرنامج.