هذه هي العلاقات الاردنية الفلسطينية

هذه هي العلاقات الاردنية الفلسطينية
بقلم : د . سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية

يعتبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية وعن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهو يحمل هم هذه القضية حيثما ارتحل وحيثما أقام وهي قضية أساسية في مواضيع محادثاته في كل عواصم العالم ومع كل الزعماء والقادة الذين يلتقيهم وهو يؤكد باستمرار عدالة القضية الفلسطينية ويدعو الى اعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في انهاء الاحتلال واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة في الأراضي الفلسطينية ضمن حدود الرابع من حزيران.
والرئيس محمود عباس يحرص على التنسيق المستمر مع العاهل الأردني في اطار التشاور والتناصح والتنسيق بين القيادتين الفلسطينية والأردنية وهو يطلع العاهل الأردني باستمرار على آخر تطورات القضية الفلسطينية وعلى نتائج الزيارات التي يقوم بها الى العواصم العربية والعالمية والزعيمان الفلسطيني والأردني يصدران توجيهاتهما الى حكومتيهما بالتنسيق والتعاون في كافة المجالات كما ان الاخوة الأردنيين يقدمون لنظائرهم الفلسطينيين ما لديهم من خبرات في المجالات كافة وذلك من أجل ارساء دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة.
ان الدعم المتواصل الذي تقدمه المملكة الاردنية الهاشمية ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني للشعب الفلسطيني تؤكد متانة العلاقات بين القيادتين الفلسطينية والاردنية والتنيسق والتشاور المستمر بينهما لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين عامة وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خاصة وسيظل الأردن المدافع الأول عن الشعب الفلسطيني وحقوقه وستظل العلاقات الأردنية الفلسطينية نموذجا يحتذى به في العلاقات بين الدول العربية ونحن واثقون من ان هذا الدعم الأردني الموصول للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة يلقى كل التقدير والشكر والثناء من القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
بعد الحرب الإسرائيلية الاولى على قطاع غزة وبتوجيهات مباشرة من الملك عبد الله الثاني أرسلت الحكومة الأردنية المستشفى الميداني العسكري الأردني إلى غزة إسهاماً من الأردن في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
ويعتبر العلاج قضية صعبة ومعاناة حقيقية لأبناء قطاع غزة الذين يضطرون للسفر إلى الخارج بتحويلات طبية حكومية فلسطينية من وزارة الصحة ولكن نفقات السفر والإقامة باهظة ومكلفة وبالتالي نجد أن أبناء قطاع غزة يواجهون ابسط الحقوق وهي العلاج بصعوبة بالغة ، إضافة لتعقيدات السفر والتي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات معقدة تستغرق من المريض شهوراً في رحلة استكمال إجراءات السفر .
وجاءت المبادرة الإنسانية الكريمة من الملك عبد الله الثاني بإرسال المستشفى الميداني العسكري الأردني إلى غزة لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني بدون أي ضجيج إعلامي والغاية الوحيدة للأردن هي رفع المعاناة عن الفلسطينيين بإطار السياسة الأردنية الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني منذ النكبة في عام 1948 وحتى الآن . وما فعله الأردن من دعم للشعب الفلسطيني لا ينكره إلا جاحد .
الأرقام تتحدث عن حقيقة الدعم الأردني في المجال الطبي لقطاع غزة .
ويشرفني ان اتناول في هذا المقال بعض الجهود والتبرعات التي ارسلها الاردن لقطاع غزة بتعليمات من جلالة الملك خلال الحرب الاسرائيلية في شهر تموز الماضي على قطاع غزة ، .
حيث كان جلالة الملك عبدالله الثاني اول ملك ورئيس دولة في العالم يتبرع بالدم لجرحى قطاع غزة. كما أوعز جلالته،إلى رئيس وزراءه ، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن، وإلى الهيئة الخيرية الهاشمية، بالاستمرار في العمل بأقصى الطاقات وتقديم المساعدات الإغاثية والطبية الأردنية للأهل في قطاع غزة.
وشدد التوجيه الملكي للحكومة ولكافة الأجهزة المعنية على ضرورة اتخاذ وتسهيل جميع الإجراءات اللازمة لإيصال قوافل المساعدات للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وكانت قد صدرت، توجيهات من جلالة الملك إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة بتعزيز طواقم المستشفى الميداني الأردني في غزة بكوادر طبية من الجراحين وأطباء العظام والتخدير ومختلف الاختصاصات، إضافة للمعدات والأجهزة الطبية والعلاجات وكميات كبيرة من وحدات الدم. وكان المستشفى استقبل منذ إقامته في غزة عام 2009 وحتى الآن اكثر من 929 ألف مريض، وأجرى أكثر 16 ألف عملية جراحية.
وبحسب أمين عام الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، أيمن المفلح، فقد سبق للهيئة أن سيرت اكثر من 365 قافلة محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة خلال السنوات الماضية.

ودأبت الهيئة الخيرية الهاشمية، وتنفيذاً للتوجيهات الملكية، منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحالي على تسيير مايزيد عن 190 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وطبية وغذائية إلى قطاع غزة، فضلاً عن تسهيل إيصال مساعدات عربية وأخرى من هيئات إغاثة دولية ومدنية للأشقاء الفلسطينيين في القطاع.

من جانبه، قال رئيس لجنة 'شريان الحياة' الأردنية إن الدفعة الأولى من المساعدات الطبية والإغاثية التي جمعتها اللجنة لصالح الشعب الفلسطيني في القطاع وصلت إلى غزة وهي عبارة عن أدوية ومواد غذائية وإغاثية أخرى بلغت قيمتها 350 ألف دولار أمريكي وتم نقلها بواسطة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
وكانت قد أرسلت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتعاون والتنسيق مع القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية عدد من قوافل المساعدات الانسانية ومواد تموينية إلى قطاع غزة، وذلك بهدف تقديم العون والمساعدة لأهالي القطاع.
ووصل حجم التبرعات التي جمعتها اذاعة القوات المسلحة الاردنية 'راديوهلا ' في يومها المفتوح لدعم قطاع غزة 170 الف دينار اردني . وكانت اذاعة القوات المسلحة الأردنية 'راديوهلا ' دعت الى يوم مفتوح لإستقبال التبرعات للأهل في قطاع غزة ضمن برامجها بالتعاون مع ' الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية' على الهواء مباشرة .يشار ان هذا المبلغ كان مجموع التبرعات التي وصلت الى الاذاعة مباشرة ، فيما سيتم الاعلان عن المساعدات التي وصلت الى الحساب البنكي ، والى الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية ، في وقت لاحق

هذا الانجاز الأردني الكبير يستحق الثناء والتقدير للأردن ملكً وحكومةً وشعباً . ولا نرى تفسيراً لهذا الدعم الأردني سوى انه يأتي في إطار العلاقات التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني وسياسة ثابتة للملك عبد الله الثاني سليل الدوحة الهاشمية .
الواقع يتحدث والأرقام تتحدث كما أن قوافل الخير الأردنية التي تصل لقطاع غزة تباعا منذ بدء الحصار الإسرائيلي والتي تنظمها الهيئة الخيرية الأردنية والتي تزود أبناء قطاع غزة باحتياجاتهم الإنسانية من موارد غذائية وتموينية .
هذا الواقع أقوى من بعض الفرقعات الإعلامية التي تحاول النيل من العلاقة الأردنية الفلسطينية ، فالأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين ولا تستطيع مزاعم الوطن البديل أو مزاعم تتحدث عن دور أردني النيل من هذه العلاقة ، فالعلاقة بين الشعبين أقوى من الدسائس الإعلامية الإسرائيلية . فالملك عبد الله الثاني أقوى المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في الاستقلال والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية ، بل أن الملك عبد الله الثاني وضع على جدول مباحثاته دائما مع قادة العالم إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس كأولى الأولويات وهذا الموقف الأردني كان وما زال كالصخرة صامداً داعماً للموقف السياسي الفلسطيني .

[email protected]