الحاج أبو علي أقدم صانعي سلات القصَاب بنابلس... وحكاية الحفاظ على إرث المصنوعات

الحاج أبو علي أقدم صانعي سلات القصَاب بنابلس... وحكاية الحفاظ على إرث المصنوعات
  نابلس- رحمة خالد- دنيا الوطن

خطوط يديه ترويان عراقة حكايته السبعينية مع نبتة القصاب، ولوحة بها تحد ومثابرة وحفاظ على إرث المصنوعات تنبثق كل فجر حين يبدأ الحاج أبو علي عمله في صناعة السلات بين أحضان الطبيعة الخلابة في مسقط رأسه قرية الباذان بمحافظة نابلس.

فالحاج عمر صلاحات البالغ من العمر ثمانين عقدا يعد من أقدم صانعي سلات القصاب في محافظة نابلس فيقول لمراسلة "دنيا الوطن" "لقد عملت بهذه الصناعة منذ أن كان عمري 10 سنوات، حيث علمني إياها زوج والدتي".

ويصف الحاج أبو علي خطورة هذه المهنة والتي يظنها البعض بأنها سهلة فيذكر "عملية تلقيط القصاب المنتشر بكثرة في وادي الباذان أمر ليس سهلا فتتعرض لنا الخنازير والحشرات الضارة إضافة لوعورة الطريق التي تحتاج لخبرة في اجتيازها".

ومن الجدير ذكره أن الحاج صلاحات واحد من سبع عائلات في الباذان يعملون بتلك المهنة.

وأما المراحل التي تمر بها صناعة السلات يذكرها أبوعلي "تلقيط القصاب بالمنجل هي المرحلة الأولى لصناعة السلات ومن ثم تبدأ عملية التجريد التي يقشر فيها ورق القصاب الأخضر وبعدها يقطع رأس أعواد القصاب بشكل طولي ومن ثم يتم تليين العقد فيها لتحضيرها لعملية التشكيل حيث تستغرق السلة الواحدة ساعة كاملة".

وما يميز الحاج أبو علي عن غيره هو إصراره على العمل رغم تشقق يديه ووخز القصاب لهما إذ سال الدم منهما فعلق مبتسما ندى الصباح يغسله، ويكمل حديثه أثناء انسجام أنامله بصنع السلة "تختلف أنواع السلات فمنها البيضاوية والفرش والسمك والقبعة بالإضافة للسلة المصرية التي يكثر الطلب عليها".

ولقد عمل الحاج صلاحات قديما في صنع االحصائر من القصاب بجانب السلات لكنه اعتزلها وظل على العمل بالسلات لأنها متعبة وبحاجة لمعاونة أفراد عائلته الذين شغلتهم أمور الحياة ومتطلباتها الأخرى .

ويعزي صلاحات أسباب قلة تردد فلسطينيي الداخل المحتل لشراء تلك الصناعات للانتفاضة التي غيرت الأوضاع فيقول "قبل الانتفاضة كنا نبيع السلات لأفراد من دالية الكرمل والرامة وغيرها من مدن وقرى الداخل لكن بعد الانتفاضة بدأت تنخفض الطلبات بسبب الأوضاع وصعوبة المواصلات".

ويضيف محمد أحد باعة السلات في الباذان "تتراوح أسعار السلات من 3-50 شيقل الأمر الذي يحافظ على دخل جيد لمن يصنعونها بكميات كبيرة وبخاصة أنها لا تحتاج لتكاليف تشغيلية".

وحول العوامل التي ساهمت في استمرارية صنع سلات القصاب في المنطقة يقول محمد "اختفاء الصناعة الآلية لسلات القصاب هو ما ساعد اهالي القرية على الاستمرار بتلك المهنة بدخل جيد، بالإضافة لغنى المنطقة بالقصاب المادة الخام لتلك الصناعة".

فالحاج أبو علي وضعه الله في جنة من بقاع أرضه ليستثمر كنوزها طيلة العقود الماضية علَ من يخلفه يدرك قيمة الحفاظ على تلك الصناعة الجميلة رغم صعابها.






التعليقات