ملتقى الإشراف التربوي خطوة للانتقال من تعليم المحتوى إلى اكتشاف المعرفة

رام الله - دنيا الوطن
ضمن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد وفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين نوعية التعليم وتجويد مخرجاته، افتتحت وزارة التربية والتعليم العالي، ملتقى الإشراف التربوي، في بيت لحم، بحضور رؤساء أقسام الإشراف التربوي ومشرفي المرحلة الأساسية ومجموعات من معلمي المرحلة في الصفوف من (1-4) في المحافظات الشمالية ممن انخرطوا في هذا البرنامج والبالغ عددهم (150) مشاركاً.

بدورها، رحبت مديرة التربية والتعليم في بيت لحم نسرين عمرو بالحضور من الوزارة ومديريات التربية، مؤكدة أهمية عقد هذه اللقاءات التشاركية التي تجمع خبرات متنوعة من مختلف المحافظات للإسهام في تحسين نوعية التعليم والتعلم.

بدوره، أكد الوكيل المساعد للشؤون التعليمية، مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي ثروت زيد أهمية اللقاء باعتباره نقطة انطلاق لبداية عام دراسي جديد، مشيراً إلى أن غاية التعليم في المرحلة الأساسية الأولى ضمان التنشئة الشاملة المتوازنة عقليا وانفعاليا وجسديا، وتمكين الأطفال من إتقان المهارات الأساسية في اللغة العربية والحساب وتوظيفها في الحياة اليومية، ودعم القيم الوطنية والفكرية لديهم، ورعاية صحة الطفل البدنية، والتأكيد على أسس الديمقراطية وحقوق الإنسان وممارستها، باعتباره قاعدة أساسية للتعليم والتنمية. 

وفي اليوم الأول للملتقى قدم زيد عرضا شاملا تضمن الكفايات التي يجب أن يمتلكها المعلم متمثلة في القدرات البيداغوجية والمشاركة في اكتشاف المعرفة جماعيا ضمن بيئة تكنولوجية للوصول إلى إنتاجها وتوظيفها بالتركيز على استراتيجيات التعليم المتنوعة من خلال معرفة طبيعة المحتوى التعليمي والبيئة التعليمية والمناخات السائدة، والطلبة وخصائصهم، ونتاجات التعلم المخطط لها.

وتطرق العرض إلى الدراسة المسحية للاحتياجات المهنية لمعلمي المرحلة الأساسية للعام 2015 كسنة أساس والتي أشارت إلى حاجات المعلمين في توظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية التعلمية من خلال سياقات حياتية خاصة أن مؤشرات التغيير في الأداء تتطلب أن يكون المناخ التعليمي في المدرسة قائما على التعاون والاتصال والتواصل البينشخصي، واهتمام المعلم بجميع الطلبة واحترام خبراتهم.

وقد انبثقت عن جلسات الملتقى مجموعة من الإجراءات والنماذج التطبيقية الخاصة بتقديم وصف تطبيقي مرن لحصة صف نشط يتم فيها توظيف التكنولوجيا في التعليم ووحدات التعلم الفاعلة والتعلم بالموسيقى والدراما واللعب باستخدام التقويم الحقيقي من خلال أنشطة يقودها الطلبة، وكذلك التوافق على معايير حصة الصف النشط  بمؤشرات علمية وفق مستويات الأداء بتكامل وشمولية.

أدار الجلسة الأولى في اليوم الثاني د. عمر عطوان حيث بدأ بمراجعة فعاليات اليوم الأول، وقدم ملخصاً عن اليوم السابق، ثم قدّمت د. سهير قاسم عرضا حول التقويم الحقيقي والصفي وآليات العمل به وتطويره في هذه المرحلة التي تتطلب تكثيف الجهود للإسهام بتحسين نوعية التعليم.

وتم تشكيل مجموعات متخصصة تشاركية في اليوم الثاني انبثقت عن مجموعات اليوم الأول إذ تولت مهمات عمل جديدة وإعداد الخطوط المرجعية حول وصف الصف النشط الذي يستند إلى دمج التعلم باللعب والتعلم بالموسيقى والتعليم بالدراما وتوظيف التكنولوجيا على أن يتم دمجها في المقدمة والعرض والخاتمة مع مراعاة التعلم التعاوني وحل المشكلات والمنحى التكاملي وأنماط التقويم الحقيقي بأهداف معززة لقيمة معينة يتم محاكاتها في اللغة العربية والحساب بشكل رئيسي وتحمل عليها القيم الوطنية والخصوصية الفلسطينية مع مراعاة أن التقويم لا يعني المنافسة والأفضلية بقدر ما يهدف إلى تحديد مواقع القوة عند المتعلم وتعزيزها وتعميم الفائدة منها.

وقد دارت مناقشات حول مقومات نجاح الصف النشط في الصفوف (1-4) المتمثلة بامتلاك المعلم لكفايات ضرورية من أجل تشخيص طلبته، وتوزيعهم وفق مجموعات تنسجم وقدراتهم من خلال أنشطة فاعلة يتم فيها توظيف التكنولوجيا، وتنظيم الغرفة الصفية بطريقة تتيح للطلبة الحركة الواعية المنظمة المرتبطة بطبيعتهم، وتوظيف مصادر تعلم وأدوات في الغرفة الصفية لتكون البيئة معززة وحافزة للتعلّم، ومناخ تعليمي ومدرسي بكل ما فيه من نظم وعلاقات إيجابية، وتوفير البيئة التي تسمح بممارسة أنشطة صفية، تسهم إيجابيًا في انخراط الطلبة في المواقف التعليمية والتعاون بين الأسرة والمدرسة.

وقد تم تقسيم المشاركين إلى (6) مجموعات عمل للخروج بتصورات واضحة حول استراتيجية تنفيذ حصة الصف النشط يتم فيها دمج البرامج الأخرى من التعلم باللعب والسياقات الحياتية والموسيقى والدراما وتوظيف التكنولوجيا في التعليم في حصة الصف النشط ضمن معايير تلك الحصة، كما ناقشت مجموعتي رؤساء أقسام الإشراف معايير أداء كل من المشرف التربوي، ومعايير تقييم أداء المعلم.

وأشاد زيد في جلسة الاختتام بالجهود المبذولة في هذا الملتقى، مشيراً إلى أهمية الجاهزية لتقديم البدائل المتاحة وفتح الآفاق أمام ذوي العلاقة في العملية التعليمية، وشكر مديرية تربية وتعليمبيت لحم بطواقمها كافة على تعاونهم.

وشارك في الملتقى وإدارة جلسات النقاش العامة، د. سهير قاسم ود. عمر عطوان و عايد عصفور، أما الجلسات التخصصية فقد أدارها كل من ختام سكر و أمراد عبد الغني و عاهد عياش واللجنة التحضيرية من المشرفين التربويين ورؤساء أقسام في الوزارة ومديريات التربية والتعليم. كما شارك في الملتقى عمر الجعفري رئيس قسم الإشراف التربوي السابق في مديرية التربية والتعليم برام الله وممثلين عن المجتمع المحلي ومؤسسات شريكة في برامج ذات علاقة بالمرحلة الاساسية الأولى.

وفي سياق متصل، افتتحت الوزراة والمجلس الثقافي البريطاني، في رام الله، ورشة حول التعلم بالغناء "صوت العالم" 2015 بمشاركة (40) مشرفاً ومعلم لغة إنجليزية من مديريات التربية والتعليم.

وأعرب زيد عن أهمية توظيف استراتيجيات متطورة في تعليم اللغة الإنجليزية خاصة أن الوزارة خاضت تجربة ناجحة في هذا المجال من خلال التعلم بالموسيقى وتوظيفها في التعليم في الصفوف (1-4) الأساسية حيث أثمرت عن مخرجات تعلمية إيجابية انسجمت والتوجهات العالمية التي تهتم بقدرة الطلبة على الربط وتوظيف التعلم في سياقات حياتية تواكب المستجدات وبتوظيف لمهارات القرن الواحد والعشرين دون الوقوف عند المحتوى التعليمي أو مجرد التركيز على العلامات والتحصيل  كغاية تربوية.

وأكد زيد أهمية أخذ العبر والإفادة من خبرات الآخرين التي تنادي بالاهتمام بجميع الطلبة دون ترك أي طفل وكذلك التركيز على تحسين التعلم وفق معايير واضحة تعنى بالثقافة التربوية والتغيير في البنية التحتية والاعلام والموارد البشرية، مشيراً إلى ضرورة التركيز على الإصلاح التربوي باستراتيجيات متنوعة ترتبط باقتصاد المعرفة في ظل تغير مسؤوليات المدرسة التي أصبحت تهتم بأدائها الكلي وليس فقط التركيز على أداء المعلم داخل الصف.

وقدم زيد شكره للمجلس الثقافي البريطاني والمدرب ريتشارد فروستيك، منوهاً إلى الشراكة الحقيقية بين الوزارة والمجلس الثقافي البريطاني ودوره في تدريب مشرفي ومعلمي اللغة الإنجليزية. كما أشاد بدور المشرفين التربويين والمعلمين في تحمل مسؤولية نقل الخبرات والمهارات للمعلمين أثناء التدريب اللوائي على مستوى المديريات.

 ونوّه فروستيك إلى أهمية هذا البرنامج وأهمية تبادل الخبرات ونقلها للغرفة الصفية بحيث تنعكس إيجابياً على تعلم الطلبة وإيجاد مناخات من المرح واللعب وفق أهداف تربوية تتلاءم والمنهاج، شاكراً وزارة التربية على جهودهم في التواصل الفعال مع الثقافات والإفادة منها ضمن الإمكانات المتاحة.

بدورها تحدثت سهى الخفش عن أهمية هذا البرنامج وما يتطلبه من تحضيرات مسبقة من قبل المعلمين بهدف إعداد أنشطة تعليمية تتوافق وأنشطة الكتاب المدرسي تسهم في تشويق وتحفيز الطلبة للتعلم في جو نفسي مريح مشيدة بدور الوزارة الفاعل في تطوير المعلمين.

وشارك في الافتتاح كل من د. سهير قاسم مديرة دائرة التدريب، و د. عمر عطوان مدير دائرة الإشراف التربوي، وينسق للبرنامج أيمن حمامرة من الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي.