الفصائل ترفض عرض حماس بتشكيل لجنة لإدارة غزة وفتح تدعوها للتفكير بجدية والمشاركة بـ"الوطني"

الفصائل ترفض عرض حماس بتشكيل لجنة لإدارة غزة وفتح تدعوها للتفكير بجدية والمشاركة بـ"الوطني"
غزة - خاص دنيا الوطن - احمد العشي

صرح زياد الظاظا عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان حركته تفكر بتشكيل لجنة لإدارة غزة , جاءت هذه التصريحات بعد شهرين من تصريحات مماثلة أطلقها عضو المكتب السياسي لحماس .

في السياق ذاته أشار القيادي البارز في حركة حماس اسماعيل الاشقر في حوار مطول مع دنيا الوطن ان حركته لن تصمت كثيرا على ما أسماه تنكر "عباس والحمدلله" للمصالحة ولقطاع غزة معتقدا ان حركة حماس مُطالبة بابتداع الحلول وعدم الركن إلى التنكر للقطاع المستمر .

في هذا السياق رأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذوالفقار سويرجو ان التصريحات التي ادلى بها عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا انها تصريحات قديمة و مر عليها زمن طويل، لافتا الى انه كان يقصد انه في الاشهر الماضية عندما كان قطاع غزة يمر في مرحلة مد و جذر فيما يخص موضوع المصالحة و ادخال الوقود من الضفة ووفد الحكومة و رئيس الوزراء.

وقال سويرجيو لدنيا الوطن: "اما في الفترة القليلة الماضية لم يحدث شيء من هذا القبيل و لم يتم عرض أي قضية بهذا السياق على الفصائل ، و نقول اننا تخطينا هذه المرحلة و لا نستطيع ان نقول الان عن ادارة تقود غزة، و انما لابد الحديث عن كيف نتدارك حالة الانحدار التي تمر فيها القضية الفلسطينية بسبب استمرار حالة الانقسام و بسبب الدعوة لانعقاد المجلس الوطني بطريقة غير مقبولة وطنيا و لا يوجد أي اجماع وطني عليها وبعيدا عما تم الاتفاق عليه في القاهرة حيث تم الاتفاق على دعوة الاطار القيادي المؤقت لوضع خطة انقاذ وطني خلال 6 اشهر و بعدها يتم الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية و مجلس وطني، هذا ما يجب الحديث "، لافتا الى ان ذلك هو المدخل الصحيح نحو انهاء الحالة الفلسطينية اما الحديث عن لجنة لإدارة القطاع فان ذلك خارج عن السياق و لا يناسب طبيعة المرحلة، على حد تعبيره.

شدد سويرجيو على ضرورة البحث في القضايا الاخرى التي تساعد الشعب الفلسطيني في انهاء حالة الانقسام و تسليم المعابر و تمكين حكومة الوفاق في غزة على اسس الشراكة الوطنية الكاملة.

وفي السياق اكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ان حركته لن تكون جزءا من أي هيئة تكرس حالة الانقسام ما بين شطري الوطن، لافتا الى ان المدخل الوحيد لإنهاء الحالة المزرية للشعب الفلسطيني لحل كل القضايا هو رفع الحصار و انهاء مشكلة الموظفين سواء كانوا موظفي سلطة سابقة او حالية ورفع الظلم عن الذين تم تدمير منازلهم و التخلص من حالة الفقر المدقع التي طالت شريحة واسعة من الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان المدخل الوحيد لحل كل هذه القضايا هو انهاء حالة الانقسام على اساس الشراكة السياسية الكاملة و غير ذلك غير مقبول بالنسبة للجبهة الشعبية، على حد وصفه.

ووافقه الرأي عضو المكتب السياسي للديمقراطية د. رمزي رباح عندما قال: "ليس هناك ما يسمى بلجنة لمتابعة الوضع في غزة، كل الفصائل الفلسطيني رفضت ذلك،(..) هذا الموضوع ليس جديد، فحماس تلقت الرد من جميع الفصائل".

واضاف: "نحن نبحث عن اليات تطبيق اتفاق المصالحة و استعادة بناء الوحدة من مؤسسات ادارية وحكومية ووزارات و اجهزة امنية، حيث اننا نبحث عن حكومة وحدة وطنية تؤدي الى كسر الحصار و فتح المعابر و اعادة الاعمار و تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الذي صمد لمدة 3 حروب".

ورأى رباح ان الشعب الفلسطيني ليس بحاجة الى صيغ وتخريجات لإبقاء حركة حماس تتحكم في كل مقدرات قطاع غزة، مشيرا الى ان الشعب بحاجة الى التقدم في الية تنفيذ اتفاق المصالحة، مؤكدا ان هذا الامر يحتاج الى قرار سياسي ورؤية سياسية.

وبين ان الجبهة الديمقراطية تطرح خطوتين لذلك، الاولى هي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، و الثانية اجتماع اللجنة العليا لتفعيل و تطوير منظمة التحرير الفلسطينية الذي يضم الجميع، داعيا الى تطبيق ذلك من اجل الوصول الى اتفاق وتفاهمات فلسطينية فيما يتعلق باستراتيجية الرأي السياسي و انهاء الانقسام و الذهاب الى انتخابات شاملة، مشيرا الى ان الحلول السابقة تكرس الانقسام.

وفي السياق اشار الى ان حركة حماس تجري من خلال وساطات اوروبية غير معلنة اتفاقات مع اسرائيل من اجل الوصول الى هدنة طويلة الامد، معتبرا ان هذا الامر يضر و يخل بمعادلة العلاقات الداخلية مرة اخرى.

ودعا رباح الى ان تكون كل الملفات التفاوضية بيد مرجعية موحدة فلسطينية كما حدث في القاهرة بعد العدوان الاخيرة على غزة.

وبين على ضرورة وجود مرجعية بما يتعلق بكل الشأن الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بوضع حد لمعاناة الشعب.

وشدد القيادي بالديمقراطية على ضرورة ان تقوم السلطة الفلسطينية وحكومة الدكتور رامي الحمد الله بدورها ازاء الخدمات المقدمة لأبناء الشعب الفلسطيني بالحدود التي تستطيع ان تؤديها بالتعاون مع الفصائل، كما انه لابد ان يكون هناك مبادرة من قيادة السلطة ومنظمة التحرير بالدعوة الى اجتماع الاطار القيادي المؤقت.

بدوره نفى الناطق باسم حركة فتح د. فايز ابو عيطة ابلاغ الفصائل لحركة فتح بان حماس عرضت عليهم هذا العرض او ان تكون قد تشاورت معهم”

وقال ابو عيطة: "ان فكرة تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة عارضتها كل الفصائل الفلسطينية خاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، لان لجنة لإدارة قطاع غزة يعني تكريس الانقسام وادارة له، لأننا نسعى لإنهاء الانقسام و ليس لإدارته".

وفي السياق بين ابو عيطة ان القيادي في حماس زياد الظاظا عندما صرح بذلك فانه لم يجد أي فصيل يتعاون معه لادارة قطاع غزة لان هذه فكرة تضر بالمصلحة الوطنية العليا و حركة حماس لم تعط حكومة الوفاق الفرصة للعمل في غزة و لم تمكنها من القيام باعمالها.

و فيما يتعلق بالمفاوضات بين حماس و اسرائيل، اكد ابو عيطة ان أي مفاوضات منفردة و منفصلة بعيدة عن الاطار الشرعي المخول لادارة هذه المفاوضات -و هي منظمة التحرير- مرفوضة لان الهدف منها تعزيز الانقسام و سلخ غزة عن الضفة و القدس.

واوضح الناطق باسم فتح انه من المهم انعقاد الاطار القيادي المؤقت ولكن الظروف لم تسمح بذلك، بسبب الاوضاع السياسية في الاقليم، معتقدا ان انعقاد المجلس الوطني اذا ما التئم بكافة اطياف اللون الفلسطيني و مشاركة حماس و الجهاد الاسلامي في انعقاد المجلس فان ذلك انهاء للازمة .

ودعا حماس للتفكير بشكل جدي للمشاركة في انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، معتبرا ان مشاركة حماس ضرورية و ان استجابتها ستكون خطوة كبيرة على صعيد انهاء الانقسام.