"التعليم البيئي" يختتم تدريبًا للقادة البيئيين

رام الله - دنيا الوطن
اختتم مركز التعليم البيئي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة دورة تدريبية للقادة البيئيين المشاركين في مشروع الهوية الوطنية، الذين يمثلون ثمان مدارس من محافظتي: بيت لحم ورام الله.

وامتد التدريب على مدار خمسة أيام متنقلًا بين بيت لحم ومنطقة المخرور وبتير وعرب الرشايدة ورام الله، بمغامرات بيئية واستكشاف للتنوع الحيوي، ومراقبة للطيور وتحجيلها، ومسابقات ومنافسات مختلفة، بمشاركة 20 طالبًا وخمسة مدربين هم: نصّار إبراهيم، وماهر عساف، والقس أشرف طنوس، وماجدة رمضان.

وناقش المدربون قضايا الهوية الوطنية، والسلام والديمقراطية، وحقوق الطفل، ومفهوم القيادة البيئية، بجوار مهارات الاتصال والتواصل، والتسامح الديني.

وعرض محمد الرشايدة للطلبة ملامح الحياة البدوية ومكوناتها، وما تتميز به من كرم أصيل وارتباط بالأرض، وما تتعرض لها من تهديد، وخاصة بفعل الاحتلال وإجراءات التعسفية والمستعمرات التي تتهدد مضارب البدو، والظروف المناخية القاسية.

فيما رسم وسام عوينة المدير الإداري لمتحف بتير البيئي مشهد قريته الخلابة التي تصمد فوق تلة تنبعث من بين صخورها ثمانية ينابيع تُطل على مصاطب مائية ومدرجات رومانية، لتصب في حوض مائي أنشئ لتتوزع عبر قنوات كنعانية على أراضي المزارعين.

وقال إن بتير أصبحت جزءًا من قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (اليونسكو)، في وقت يتهددها الاستيطان وجدار الفصل العنصري.

بدوره أشار المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض إلى أن أهداف مشروع الهوية من خلال المشاركة المدنية، تتمثل في  تخفيف تأثير العيش في مناطق الصراع من خلال توفير وسائل إنتاجية للإحباط ومساحة سلمية للعب، وتطوير فهم المواطنة الصالحة وتثبيت الفخر الوطني وإعادة ربط الهوية للأرض من خلال التعليم البيئي والحضارة والتاريخ.  إلى جانب تنظيم أنشطة التعليم الفعال، إعطاء المشتركين الفرصة للتفكير الإبداعي والنقدي في العمل الجماعي التعاوني والفردي.

وأضاف: يسعى المشروع أيضا لإنشاء منصة افتراضية دائمة للمساهمة في قضايا الهوية الوطنية، والمشاركة المدنية وبناء السلام، بجوار الوصول إلى جمهور عريض من الطلبة.

وذكر الباحث في المركز مهد خير إن التدريب ضم  رحلات تعليمية وجولات في الطبيعة، وورش عمل ومحاضرات بيئية تعليمية، ومفاهيم تعزيز انتماء الطلبة  لبيئتهم، وتطوير إدراكهم لمفهوم الهوية الوطنية، كما أمضوا عدة ليالٍ في الطبيعة، وتشاركوا في حياة البداوة وتعرفوا عن كثب على القيم النبيلة للبدو، وصعوبة العيش الذي يواجهونه.

وأضاف خير: يأتي تدريب اليوم، بعد سلسلة ورش وأنشطة نوعية تنقلت بين محافظات بيت لحم وأريحا ورام الله وطولكرم ونابلس، وتخللنها زيارات تعريفية لمواقع أثرية، وحملات نظافة، وأعمال تطوعية، وتفاعل ونقاش مع المجتمع المحلي.

فيما ذكر المدرب نصّار إبراهيم أن الطلبة تفاعلوا مع محاور الهوية الوطنية، وتبادلوا عبر نقاشات مطولة وحوار مطوّل العديد من الأفكار والمفاهيم لسبل المحافظة على مكونات الهوية وتعزيز المشاركة عبر أنشطة ثقافية وتراثية وبيئية وتطوعية.

وأكدت المعلمة رجاء بصير من "الرجاء اللوثرية برام الله" والمعلم فرح غالب من مدارس المستقبل برام الله أن التدريب عزز الكثير من المفاهيم لدى الطلبة، وطوّر فيهم أهمية التفاعل مع بيئتهم المحيطة، وتفعيل مفهوم العمل التطوعي، الذي يكاد يندثر، من خلال الأنشطة غير المنهجية.

وقالت الطالبة أوريان جريس اليتيم من "الإنجيلية اللوثرية بييت ساحور" إن الدورة كانت متنوعة، وربطت من خلال أنشطتها البيئة بالهوية وبتدمير الاحتلال لأرضنا وتنوعنا الحيوي،  بالمستوطنات وجدار الفصل العنصري والطرق الالتفافية.

فيما رأي الطالب جهاد رؤوف عواد من "الرجاء اللوثرية برام الله" أن الدورة دورة أضاءت للمشاركين على مفاهيم جديدة، ودعت لتنمية الهوية الفلسطينية، وكرست أهمية التسامح الديني عبر محاضرتين لرجل دين مسلم وآخر مسيحي.