مصر : "أبو مازن" يعيد ترتيب البيت الفلسطيني..مختطفو رفح بيد داعش ..نتابع مفاوضات حماس بقلق كبير

مصر : "أبو مازن" يعيد ترتيب البيت الفلسطيني..مختطفو رفح بيد داعش ..نتابع مفاوضات حماس بقلق كبير
رام الله -خاص دنيا الوطن- من تسنيم الزيان

دفع الحديث المتكرر من قبل قادة حركة حماس حول اختطاف أربعة من عناصر جناحها العسكري داخل الأراضي المصرية بعد مرورهم عبر معبر رفح البري قبل نحو أسبوعين وعن دور استخباراتي للمخابرات الحربية المصرية لفتح باب التكهنات حول مصير هؤلاء الشباب والجهات الخاطفة في ظل نفي مصري للواقعة وأن من قام بالحادثة هم جماعات سلفية.

حيث أكد اسماعيل الاشقر القيادي البارز في حركة حماس ومسؤول لجنة الداخلية والأمن الوطني في المجلس التشريعي ان من يقف خلف عملية اختطاف المواطنين الاربعة هي المخابرات الحربية المصرية مشيرا ان ما لديهم من معلومات وحديث شهود العيان يؤكد >لك .

وحول اتهامات حماس لمصر بخطفها للأربعة شبان قال الخبير الأمني خالد عكاشة واصفا تلك الاتهامات من قبل حماس بـ "الساذجة" ، متابعا: "  وهي نوع من الإستهلاك الإعلامي الداخلي ، حيث أن حماس بذاتها تعلم أن المختطفيين بين أيدي جماعات إرهابية سلفية جهادية موجودة في سيناء وأن هذا  الموضوع أحد تفاصيل الصراع بين تلك الجماعات وفصيل حماس، وأن خاطفي هؤلاء الأشخاص قامو بإرسال رسائل خفية لحماس لذلك اتهامات حماس تندرج تحت المتاجرة بالإعلام من أجل الشعب الفلسطيني بالداخل"، مؤكدا أن لهؤلاء الخاطفين متطلبات وقد وصلت لحماس والأفضل أن تقوم حماس بعمل مفاوضات معهم والعمل على تقارب وجهات النظر فيما بينهم "وبالتالي سيقوموا بالإفراج عن المختطفين التابعين لكتائب لقسام".

القضية الفلسطينية والثورة المصرية ..

ويؤكد خبير أمن ومسؤول مباحث سيناء  سابقا المصري خالد عكاشة أن القضية الفلسطينية ليست أمام نهاية مأساوية فالشعب الفلسطيني بجانبه الشعب العربي الذي يضع القضية الفلسطينية بصورة مركزية أمامه، لافتا الى أن الشعب العربي بما فيه مصر بذل جهدا كبيرا وعنده استعداد لبذل المزيد .

وأضاف خلال حديثه لـ "دنيا الوطن"  ردا على عدم اهتمام الدول الاقليمية والعالم بالقضية الفلسطينية وتأثير ما يسمى الربيع العربي عليها : " لا بد أن نكون في الفترة القادمة بالذات أكثر جدية، فالإقليم يشهد بهذه الحالة نوع من السيولة الكبيرة والتهديدات الخطيرة مما يجعلنا لا نترك الفلسطينيين وحدهم في خضم تلك الأحداث فلابد من تكرار وإعادة التلاحم العربي مرة أخرى، خلف القضية الفلسطينية "، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المحورية ورقم واحد في الشرق الأوسط والمسألة لا تتعلق بالإنشغال بقضايا أخرى ممكن لها أن تسحب الاهتمام بها ، متمما: " لذلك أنا لست متشائم ، وكما كنا لعشرات الأعوام سابقا ملتفين حول القضية الفلسطينية ونبذل بها كل ما نستطيع ، أظن أن القادم أيضا سيحمل ذات العناوين ".

وأشار عكاشة إلى أن الأوضاع في مصر ومنذ ثورة 25 يناير لم يؤثر سلبا على القضية الفلسطينية ، قائلا: "أوضاع مصر شأن داخلي ليس له علاقة بالأشقاء العرب لا شأن له بالفلسطينيين أو غيرهم ،وما يحدث في مصر هوت رتيب للبيت من الداخل ومصر راسخة على معظم توجهاتها وأي نظام سيحكم أوتوجه متوقع بعد الثورة ستبقى الثوابت المصرية موجودة وحاضرة حتى مع اختلاف الأنظمة والأشخاص".

فلسطين على رأس أولويات السيسي

وأوضح عكاشة أن القضية الفلسطينية على رأس أولويات الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي من لحظة خطابه الرئاسي الأول وانتهائاً منذ أيام بالمؤتمر الصحفي بينه وبين بوتين وهو يقوم بطرح القضية الفلسطينية بقوة وأن فلسطين ما زالت قضية العرب المركزية ، ولا زلنا متمسكين بمبدأنا بعدم التخاذل عن نصرة تلك القضية وفق مقتضيات حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية "، منوها الى أن تلك الثوابت لن يحيد عنها أحد وذلك الحديث كان  في موسكو منذ أيام قليلة وبدأ به الرئيس السيسي في أول خطاب رئاسي له، مستطردا : " بالتالي لن يدخر الرئيس السيسي جهدا لتحقيق خطوات للوصول الى تلك الصورة فيما يخص القضية الفلسطينية ".

معبر رفح ..

وتحدث عكاشة عن إغلاق معبر رفح متسائلا باستنكار: " إن معبر رفح ليس مغلقا ، وقد تم فتحه الأسبوع الماضي وقبله وكل الأمر أن له ضوابط في الفتح، وعلى ضوئه يتم فتحه ، ولذلك لا يمكن اعتباره مغلقا "، موضحا أنه معلوم لدى الفلسطينيين أن معبر رفح له تنظيم لإدارته من السلطة الفلسطينية في رام الله ومن الاتحاد الأوروبي ومن أفراد الأمن الفلسطينيين التابعين للسلطة الفلسطينية ومن مصر. 

وأشار عكاشة إلى أنه لو توافرت العناصر تلك يمكن وقتها فتحه بشكل دائم والعمل بالآلية التي كان يعمل عليها سابقا ، مؤكدا أن الضوابط تلك معروفة لدى الفلسطينيين قبل المصريين .

الوضع الأمني في سيناء :

وفي سياق متصل لفت عكاشة إلى أن الوضع في سيناء يسير بشكل جيد ، والعمل فيها بشكل متطور لتطهيرها من الجماعات الإرهابية ، مضيفا: " الشهور الماضية شهدت تقدم أمني عالِ، فيما بعد حاثة الشيخ زويد في 1 يوليو الماضي لم تنتج الجماعات الإرهابية أي عمل إرهابي ومنذ العملية الأولى حتى الآن قد مضى شهرين على تلك العمليات ولم نشهد أي اعتداء إرهابي، وهو ما يسمى بتثبيت للأوضاع الأمنية استعدادا للانتخابات البرلمانية ، وستشهد شمال سيناء كما محافظات مصر الأخرى الانتخابات وبالتالي يجب أن تكون بوضع أمني مستقر ، وأن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة تعمل على تحقيق ذلك الهدف ".

استقالة أبو مازن وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ..

وحول استقالة الرئيس محمود عباس وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية واتخاذ قرار بعقد المجلس الوطني يرى عكاشة أن الرئيس ابو مازن يعمل على ترتيب البيت الداخلي الفلسطينية متابعا: " يحق له ذلك وهو يعتبر صاحب رؤية معينة ، حيث أن الرئيس محمود عباس من القيادات الفلسطينية المحترمة ، يمتلك تراث كبير جدا في الكفاح لصالح القضية الفلسطينية ، كما أنه كسياسي يمتلك رؤية ومشروع وفي اللحظة الراهنة قرر ترتيب الوضع  الداخلي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا أمر خاص به ومن حقه تماما،  والتصرف ذلك يخدم القضية بشكل جيد ، تلك العناوين التي يمكن أن تكون خلف  اتخاذ مثل ذلك القرار ، واعتقد أنه سيخرج بمنظومة تحسن من وضع إدارة العملية السياسية وإدارة مشكلة القضية الفلسطينية بشكل أفضل مما سبق ".

دحلان لا يمكن ان يكون الرئيس ..

من جهة أخرى وعن احتمالية تولي منصب الرئاسة ومن هو الرئيس القادم لفلسطين نوه عكاشة الى أنه لا يعتقد أن محمد دحلان ممكن ان يتولى الرئاسة في المرحلة القادمة ، موضحا أنه يمكن أن يكون لديه دور في العملية السياسية .

مستطردا : "ولكن من حقه أن يرشح نفسه للرئاسة خاصة أنه صاحب شخصية قيادية  ، ولديه خبرة جيدة وممكن أن يكون رقم ايجابي في صالح المعادلة الفلسطينية".

وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي متعاطف مع كل القيادات الفلسطينية ، ويكن لهم الاحترام الكبير ويرى أنهم شخصيات وطنية أفنوا حياتهم في خدمة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يمتلك كافة الاستعدادات لتقديم كافة أنواع الدعم وبكل الأوقات لأي قيادة فلسطينية نظرا إلى أن تلك الشخصيات تدير القضية الفلسطينية في أصعب فترة يعيشها الإقليم على الإطلاق .

الرئيس القادم أحد أعضاء مركزية فتح ..

وأضاف: " برأي أن الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية سيكون أحد شخصيات اللجنة المركزية وذلك المتوقع، وتلك هي الصورة الممكن أن تكون ظاهرة في حال تخلى الرئيس عباس عن منصبه ، وأعتقد أن المسألة لن تصل إلى مرحلة الانتخابات فالبيت الداخلي وترتيبه لا يحرم الرئيس عباس من الاستمرار بكونه رئيس المنظمة". .

مصر تتابع مفاوضات حماس بقلق كبير ..

وفيما يخص المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل لفت عكاشة إلى أنه يتابع الموضوع بقلق كبير قائلا: " لو أخذت حماس خطوات من ذلك النوع تكون بذلك وجهت رصاصات إلى قلب القضية الفلسطينية ، فالأجدى بحماس أن توجه خطواتها نحو لم الشمل الفلسطيني وإعادة اللحمة للوطن الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة ".

وأضاف متأسفا بقوله: " حماس للأسف تراهن على أجندتها الخاصة وابتعدت خطوات بعيدة عن الأجندة الفلسطينية ، فهي لديها أجندة حمساوية إخوانية غزاوية أخرى، وهي بذلك ستخسر القضية الفلسطينية وهي بذلك تمتلك نظره ضيقة جدا ، وحماس تلعب بتلك النظرة الضيقة داخل القضية الفلسطينية ومنظور حماس نفسها ، فهي بذلك تتجه نحو مزيد من التطرف مع الضفة فالأفضل أن تقوم بحل مشكلة الإنقسام العالقة بينها وبين السلطة الفلسطينية وبينها وبين منظمة التحرير وإعادة اللحمة بينهم وتوحيد القرار الفلسطيني"، مؤكدا أن خطوات المفاوضات  غير المباشرة تؤثر سلبا على القضية الفلسطينية حتى لو إدعت بذلك أنها تحل القضية بالإضافة إلى أمور أخرى تجعلها تنقلب على ثوابتها فهي تقدم نفسها على أنها حركة مقاومة وبتصرفاتها تلك لا يدل على أنها تقدم أي نوع من المقاومة حيث تفاوض على هدنة ومفاوضات طويلة الأمد .

علاقات حماس ومصر ..

وحول العلاقات المصرية الحمساوية يشير عكاشة إلى أنها تسير باتجاه التحسن ، مضيفا: " أن المواقف المغلوطة التي اتخذتها حماس من ثورة 30 يونيو أظن انه قد آن الآوان أن تراجع حماس نفسها وأن تعلم أن ذلك شأن داخلي ، ولا علاقة لها بذلك لكي تقوم بمعاداة مصر لأن مصر مرتبطة استراتيجيا بالقضية الفلسطينية ولا يمكن أن تتخلى عنها حتى بعد أن تزول حماس ، وستبقى مصر كدولة وشعب مرتبطة بالقضية الفلسطينية "

لافتا إلى ضرورة تصحيح المواقف من حماس لكي تعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي، متمما: "  أعتقد أن حماس بدأت باتخاذ خطوات بذلك الاتجاه وبدأت بمراجعة نفسها لكي تصحح المواقف التي سقطت فيها ".