دنيا الوطن في منزل أسرة المختطف أبو الجبين :لم نتهم مصر بخطف ابننا ونناشد الرئيس السيسي والجيش

دنيا الوطن في منزل أسرة المختطف أبو الجبين :لم نتهم مصر بخطف ابننا ونناشد الرئيس السيسي والجيش
رام الله -خاص دنيا الوطن- محمد الخالدي

في البيت اليتيم، يجلس والد الشاب المختطف عبد الله أبو الجبين (22 عاماً)، ينتظر وروحه تصعد مع كل رنة هاتف أو طرقة باب قد تعيد له الروح بخبرٍ يكشف له مصير ابنه المفقود منذ 12 يوماً، وذلك بعد حصوله على منحة دراسية والسفر من غزة إلى تركيا، ليختطف بعدها على يد مجهولين من باص الترحيلات الذي أقله من معبر رفح في الجانب المصري المتجه إلى مطار القاهرة. 

 ذلك البيت أصبح يتيماً بغياب عبد الله الذي توفيت أمه منذ أن كان طفلاً، تاركاً وجع الحزن في قلب رجلٍ يتحدث بلسان الأب ويتألم بقلب الأم على ففدانه بعد هذه الحادثة التي حولت بيته النابض بالحياة بوجوده إلى بيت يسكنه البكاء والقلق على حياته، فلا روح للبيت دون عبد الله .  

يقول سعيد أبو الجبين "أبو شادي" والد الشاب المختطف عبد الله، متحدثاً عن تفاصيل رحلة ابنه لـ"دنيا الوطن": استطاع ابني الحصول على منحة دراسية في تركيا، وطلب مني السفر لإكمال دراسته الجامعية هناك، ولأني أحب التعليم ونحن أسرة متعلمة وأحفز على التعليم وافقت على طلبه، مع العلم أنه قد تبقى لديه عام على تخرجه من جامعة القدس المفتوحة في غزة، إلا أنه كان يرغب الالتحاق بفرصة المنحة والدراسة هناك.

انطلق عبد الله للسفر وأصبح أشقائه على تواصل معه حتى في مكان تواجده في الصالة المصرية إلى الساعة العاشرة مساءً، وأخبرهم بأن الأمور على ما يرام و وأنه ختم جوازه وسوف يصعد إلى باص الترحيل للذهاب إلى مطار القاهرة، وانتهى الاتصال بين الأخوة حتى أشيع نبأ اختطاف شبان فلسطينيين من باص الترحيلات.

يسرد أبو شادي قائلاً: أنا لم يكن لدي أي خبر عما يدور ولم أعلم بذلك إلا ظهر اليوم الثاني بعد أن أتى جار لي كان يعلم بخبر اختطاف ابني قائلاً " الله يهدي بالك" وأنا سألته "على ماذا ؟ "، أجاب عن خبر الاختطاف الذي نشر عبر الانترنت، ثم أدرك من كلامي أن ليس لدي علم عما يدور فحاول التهرب من إخباري خوفاً علي وبدأ يلمح بعيداً عن خبر الاختطاف دون ربطه بابني عبد الله.

 وأضاف، "اتصل بي أحد الأقرباء سائلاً  "هل ابنك عبد الله مسافر؟"، فأجبتهم بنعم، فقال لي بأن هناك خبر اختطاف أربعة شبان من بينهم ابني عبد الله وأن الأنباء  تدور عن خطف تنظيم "داعش" لهم، وما إن سمعت بذلك حتى انهرت تماماً وبدأت تدور الاشعاعات والاتهامات وكل يفتي إلا المفتي".

 المصادر الأمنية الفلسطينية أكدت، أنه بتاريخ 19 /8 في ساعة متأخرة من مساء يوم الأربعاء، اعترض مجهولون باص الترحيلات الذي يقل مسافرين فلسطينيين من قطاع غزة على بعد 200 متر من معبر رفح في الجانب المصري، وقاموا باختطاف أربعة مسافرين فلسطينيين واقتادوهم الى جهة مجهولة.

وأفادت المصادر، بأن المختطفين هم: الشاب "عبد الله أبو الجبين" والشاب "ياسر زنون" و الشاب "حسين الزبدة" والشاب "عبد الدايم أبو لبدة". 

وحول الإشاعات التي تدور حول الاختطاف والاتهامات التي توجه هنا وهناك، أجاب أبو شادي: حاولنا البحث عن معلومة تكشف لنا مصير أبنائنا إلا أن حتى هذه اللحظة لم تصل إلينا أية معلومة رسمية عن الجهة المنفذة لهذا الاختطاف وكل ما يدو هو فقط اشاعات وتحليلات من كل مكان وهذا ما يقلقنا، ولهذا أنا لا أتهم مصر ولا جيش مصر لأني أعرف من هم المصريين وقد عشنا تحت حكم الإدارة المصرية وكان الجيش المصري عندنا وحارب معنا ودافع عنا فجيشنا وجيشهم واحد ولا نتهم هذا الجيش العريق الأمين القوي، لكن ما نقوله أننا نناشد مصر حكومة وشعباً وجيشاً وكل أجهزتها الأمنية بمساعدتنا للكشف عن الجهة التي قامت بخطف أبنائنا وإعادتهم سالمين وهذا كل ما نتمناه.

وتحدث أبو شادي عن حياته في مصر بعد ان قضى فترته الدراسية قائلاً :"انا تعلمت في مصر وكنت أسافر مرات عديدة إلى هناك ولم أشعر في حياتي أننا قد نتعرض إلى خطر هناك بل كنا نشعر بالأمان، ولو كان لدي أي خوف لرفضت ارسال ابني"، لافتاً إلى أن لا أحد يسافر في هذا الوقت إلى مصر سوى الذين يطلبون العلاج أو الدراسة أو العمل

لكن ما يؤلم أبو شادي أن والدة عبد الله متوفيه منذ أن كان في مرحلة الروضة، فهو الذي قام بدور الأب والأم من أجل رعايته، وبعد اختطافه هو الآن أيضاً من يتحمل قلق الأم والأب في غيباه. 

يقول  أبو شادي: "الموضوع ليس بسهل وخصوصا أن مصيره مجهولاً،  فعندما سافر منذ الصباح الباكر وقبل انتشار نبأ اختطافه لم أستطع الجلوس في البيت، لم اكن أحتمل النظر إلى شيء يذكرني به ككتبه وملابسه وأغراضه، فما بالك عندما سمعت خبر الاختطاف؟!، لو أصابني زلزال لكان أهون علي من ذلك، النار لا تزال تشتعل في قلوبنا لكن رمينا حملنا على الله وتوكلنا عليه ونقول يا رب نحن بين يديك بأن تعيد أبناءنا سالمين".

وجدد أبو شادي نفيه عن جميع تلك الاشاعات التي تصدر من اتهامات هنا وهناك وأنه لا يتحمل مسؤولية إلا الكلام الذي يقال على لسانه، منوهاً إلى أن هناك صحفيين تحدثوا مع ابنه عبد الرحمن شقيق عبد الله وحرفوا كلامه.

من جهته، أكد عبد الرحمن أن ليس له علاقة بأي كلام  يشاع عبر وسائل الاعلام أو الانترنت فيما يخص بالاتهامات التي تدور بحادثة أخيه عبد الله سوى الكلام الذي يصدر عنه شخصياً.

 وقال: "مع الأسف هناك من أخذ من كلامنا وحرف أقوالنا بما يتناسب معه،  ونحن بريئين من هذا، وأنا أؤكد أننا لم نتهم مصر بخصوص ما حدث مع أخي وكل ما طلبناه أن تساعد مصر في الكشف عن مصير ابننا لأنه خطف على أراضيها وكان عليها واجب تأمينه، وهو مطلب متعارف عليه في كل دول العالم بحسب القوانين الدولية".

و ناشد ذوي الشاب المختطف عبد الله بحق دماء الشهداء ونضال المأسورين خلف قضبان الاحتلال ودموع الأمهات التي تتسربل كل يوم، الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس أبو مازن والسفارة الفلسطينية  بالعمل على كشف مصير المختطفين بالتواصل مع الأجهزة الأمنية المصرية وإعادة أبناءهم سالمين.