الخدمة المدنية..أسلوب التوائي لتغييب القضية

الخدمة المدنية..أسلوب التوائي لتغييب القضية
رام الله - دنيا الوطن
تغييب العقل واحتلاله هي احدى أهم الوسائل التي يستخدمها الاحتلال الاسرائيلي في غزوِه لمدينة القدس والسيطرة على مقدساتها والنيل من صمود أهلها، ولعل من أبرز مثال على الاحتلال الفكري وتغييب العقل هو مشروع "الخدمة المدنية".
 
فقد أوضح المختص في شؤون التعليم بالقدس حاتم خويص أن الخدمة المدنية هي المرادف اللطيف للخدمة العسكرية وتعني الخدمة الوطنية داخل المجتمع الإسرائيلي، وهي موجهة بالأساس للشبان في الوسط العربي.
 
وبيّن خويص أن الخدمة المدنية هي وسيلة لدمج الشباب المقدسي بالمؤسسة الاسرائيلية وذلك بسبب عدم امكانية احتواء هؤلاء الشبان في الخدمة العسكرية.
وأضاف أن للخدمة المدنية مشروع تجريبي يهدف الى مدى تقبل الشباب المقدسي للتطوع وخدمة المجتمع ضمن مسارين يمتدان ما بين عام او عامين مقابل مردود مالي مختلف.
 
وعن الأساليب المختلفة بالترويج للخدمة المدنية يوضح خويص أن الاحتلال يغري الفئة المستهدفة بالمنح الدراسية والدمج في سوق العمل بعد التخرج؛ إضافة الى مكافآت مالية تقدم دون تعب أو جهد، لافتاً الى أن الفئة المستهدفة بالأساس هم أبناء العائلات الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتعاون مؤسسات الخدمة المدنية مع وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف الحصول على معلومات حول هذه الفئة.
 
وأشار الى أنه ومن خلال احصائية أعِدت في منتصف العام 2014 فقد تبيّن أن 550 شاب مقدسي التحق في الخدمة المدنية، إلا أنه ومع اندلاع الحرب على قطاع غزة وثورة أبو خضير، تراجع عدد الشبان الملتحقين بالخدمة المدنية بشكل لافت حيث تم رصد ٣٨٧ شاب مقدسي ملتحق بالخدمة.
 
وعن أماكن الترويج قال خويص: "تعرض إعلانات الخدمة المدنية ويروج لها بشكل كبير داخل المراكز الجماهيرية والمستشفيات الاسرائيلية، إضافة الى المدارس التابعة لبلدية الاحتلال، وفي بعض الأحيان تستخدم المحاكم الاسرائيلية وسيلة للترويج وإلحاق الشبان بالخدمات المدنية".
 
من جهته بيّن مدير مركز القدس للمساعدات القانونية المحامي رامي صالح أن خطورة الخدمة المدنية قد تكون مضاعفة عن مخاطر الخدمة العسكرية كونها مبطنة ببطانة تدعو للعلم والعمل في ظاهرها.
 
وأوضح أن الخدمة المدنية تعمل على تغييب الوعي الوطني لدى الشباب المقدسي حيث تشير استطلاعات الرأي الى أن 80٪ من الشبان الملتحقين بالخدمة المدنية يقبلون بفكرة يهودية الدولة والتعايش السلمي مع الاحتلال في المجتمع.
 
أما من الناحية القانونية فقال: "لا يوجد قانون يلزم الشباب المقدسي للانصياع والالتحاق بالخدمة المدنية "، مشيرا بذلك الى ان جميع الملتحقين اختاروا الخدمة بأنفسهم بسبب المغريات الدراسية والمالية التي تقدمها الخدمة المدنية على طبق من ذهب.
 
ويتضح من خلال الدراسات والاحصائيات أنه وبرغم المحاولات المتكررة لسلطات الاحتلال لدمج الشباب المقدسي وتغييب وعيهم عن القضية الجوهرية، إلا أن الوازع الديني والوطني إضافة الى التوعية المؤسساتية والنشاطات الشبابية المناهضة لهذه المحاولات، تشكّل سداً منيعاً بين عقول الشبان المقدسيين والغزو الفكري الإسرائيلي.