خبير إيرانى: الاتفاق النووى أنهى أزمة دولية كادت تجر المنطقة للحرب

خبير إيرانى: الاتفاق النووى أنهى أزمة دولية كادت تجر المنطقة للحرب
رام الله - دنيا الوطن
اعتبر الخبير السياسى الإيرانى الدكتور حسين رويوران اليوم السبت، أن الاتفاق النووى بين إيران والدول الست الكبرى قد أنهى أزمة دولية مهمة كادت تجر المنطقة إلى حرب ضروس تهدد كل دولها وحتى العالم أجمع.

وقال رويوران، أمام الجلسة الثانية من مؤتمر (الأردن فى بيئة إقليمية متغيرة..سيناريوهات المرحلة المقبلة) الذى ينظمه مركز القدس للدرسات السياسية فى الأردن بالتعاون مع جامعة العلوم التطبيقية، إنه على الرغم من أن إيران أعلنت مرارا وتكرارا أنها ليست بصدد إنتاج سلاح نووى إلا أن الاتفاق النووى فى النهاية حسم جدلا واسعا حول الخيارات الإقليمية فى هذا المجال لصالح أن تكون المنطقة خالية من هذا السلاح وأن يتوقف السباق بين دولها فى هذا المضمار.

وأضاف الخبير السياسى الإيراني، أمام الجلسة الثانية التى حملت عنوان (مستقبل العلاقات الأردنية الإيرانية فى ضوء الاتفاق النووى ..الفرص والمحاذير) "إن هذا الخيار حسم الأمور باتجاه تشكيل تحالف إقليمى ضد عسكرة المنطقة نوويا ومحاصرة الكيان الصهيونى بشكل كبير على اعتبار أنه الطرف الوحيد الذى يمتلك السلاح النووى فى المنطقة".

وأشار رويوران وهو أستاذ محاضر فى كلية الدراسات العالمية فى جامعة طهران ومتخصص فى العلوم السياسية أيضا إلى أن الاتفاق ترجم الحقوق النظرية المكتسبة لدول المنطقة فى التقنية النووية السلمية إلى واقع عملى معترف به من قبل الأمم المتحدة عبر القرار 2231 ؛ بما يسمح لدول المنطقة الاستفادة من هذا الواقع الجديد فى استخدام هذه التقنية بما يخدم تقدم وازدهار شعوبها.

وحول انعكاسات الاتفاق النووى على الأمن الإقليمي..رأى الخبير السياسى الإيرانى أن الاتفاق أوجد أرضية مهمة فى تغيير أسلوب معالجة الأزمات فى المنطقة وهو ما يمكن أن يكون لصالح الأمن الإقليمي..قائلا "إن أمريكا وإيران قررا بهذا الاتفاق إنهاء حالة التقابل والمواجهة الشاملة التى امتدت 37 سنة متتالية".

وعن مستقبل العلاقات الأردنية الإيرانية فى ضوء الاتفاق النووي..قال رويوران إن الاتفاق غير موقع إيران السياسى والاستراتيجى على المستوى الإقليمى وهو ما يستوجب على كل دول المنطقة أن تقوم بإعادة تقييم علاقاتها مع طهران فى ظل المستجدات السياسية الجديدة .

وأضاف"إن إيران ومن خلال الاتفاق النووى حسمت خياراتها فى حل الأزمة مع الغرب عبر الحوار وهو ما يسمح لها بأن تكون محور الحراك السياسى الإقليمى الجديد لحل الأزمات فى المنطقة من خلال إيجاد تكتل أو إجماع إقليمى يراعى مصالح كل الأطراف".

وتابع الخبير السياسى الإيراني"إنه وانطلاقا من هذه الرؤيا بدأت إيران العمل وبالتعاون التام مع روسيا لحل الأزمة السورية من خلال إيجاد أوسع قاعدة ممكنة فى المستويات الثلاث للأزمة (السورى ، الإقليمى ، الدولي)".

ورأى أن مصالح الأردن الوطنية وخاصة الأمنية والسياسية تفرض على هذا البلد أن يكون لاعبا أساسيا فى معسكر السلام وإنهاء الأزمات خاصة أنه يئن تحت وطأة تداعيات الحروب فى سوريا والعراق واستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين.

وقال إن الاتفاق النووى فتح مجالات كبيرة أمام الأردن خاصة وأنه يمتلك ثروات كبيرة من اليورانيوم الطبيعى وهو يستطيع استثمار هذا الجانب اقتصاديا من خلال استخراجه وتصديره بما يخدم مصلحة الشعب الأردني.

وأضاف إن حفظ الأمن الاقليمى هو هدف مهم لكل دول المنطقة ، والاتفاق الأخير يسمح لإيران والأردن بالتعاون مع كل دول المنطقة لتحقيق أمنية قديمة حول الأمن فى الشرق الأوسط ألا وهى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية .. مؤكدا على أن التعاون السياسى فى هذا المجال سيجعل تحقيقه أقرب إلى الواقع من أى فترة مضت.

ومن جهته..قال الدكتور جواد العنانى نائب رئيس وزراء أسبق عضو مجلس الأعيان الأردنى إن الأردن كانت من الدول التى أعلنت عن موقف إيجابى بشأن الاتفاق النووى الإيرانى شريطة أن تتخلى إيران عن مواقفها السياسية فى الشئون الداخلية للدول العربية وبخاصة العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وسعيها إلى التأثير فى الساحات الأخرى مثل الكويت وشرق السعودية.

وأفاد بأن الأردن بعلاقاته الاقتصادية والسياسية الجيدة والمتطورة مع كل مناطق العالم قادر على أن يكون المحرك فى إعادة العلاقة العربية الإيرانية إلى ألقها الذى يجب أن تصل إليه ولكن بأسلوب الحوار..مؤكدا على أن القيادة الأردنية قادرة على أن تأخذ مخاطر محسوبة بالمبادرة إلى تعزيز علاقاتها على كل الأصعدة مع إيران شريطة أن تحترم الآخرين وعدم التدخل فى شئونهم .

وقال "نحن واثقون أن تصفية الخلافات العربية الإيرانية لم يعد مجرد مطلب أساسى بل هو مطلب معيشى لأن الأنظمة فى المنطقة تقف على حد السيف فهى إما أن توغل فى الحروب والفتن التى ستقضى على الجميع أو أنها تتعلم من درس الماضى القريب وتبحث عن حوار فى بلد متوسط ووسيط قادر على أن يوفر المناخ لتعاون اقتصادى ليس حكرا على الأطراف المعنية بل وعلى العالم أجمع".

ويركز المؤتمر الذى يستمر لمدة ثلاثة أيام على عدد من المحاور الرئيسية هى (الأردن والحرب على الإرهاب) .. (الأردن ومستقبل الأزمات الإقليمية - العراق وسوريا بشكل خاص) .. (الأردن ومأزق عملية السلام على المسار الفلسطينى – الإسرائيلى وتآكل حل الدولتين).. (الأردن وخريطة المواقع والمواقف الإقليمية المتحركة فى ضوء اتفاق فيينا النووي) .. (الأردن – الجبهة الداخلية فى مواجهة تحديات الداخل والخارج).

وكان قد حضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى المملكة من بينهم السفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن فيما يتحدث خلاله سياسيون وخبراء ورجال دولة من الأردن فضلا عن متحدثين من كل من سوريا والعراق وفلسطين وإيران.

التعليقات