(فيديو) دنيا الوطن في منزل الشهيد مسعود الذي ظنه الاحتلال الجندي المفقود جولدن :سر النظرة الأخيرة

(فيديو) دنيا الوطن في منزل الشهيد مسعود الذي ظنه الاحتلال الجندي المفقود جولدن :سر النظرة الأخيرة
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع

تصوير – عبد الرؤوف شعت

جلست الحاجة أم غريب مسعود والدة الشهيد وليد توفيق مسعود (25 عامًا) أحد منفذي عملية كمين أبو الروس شرقي محافظة رفح جنوب قطاع غزة، في الغرفة التي كانت تحتمي بها برفقة أفراد أسرتها من القذائف المدفعية العشوائية يوم الجمعة السوداء، فتلك الغرفة التي رأت بها وليد لأخر مرة عندما جاء ينظر إليهم وكأنها نظرة الوداع. 

صفاته وخلقه

وتقول أم الشهيدين والأسير لـ مراسل "دنيا الوطن" وهي مفتخرة بما قام به ابنها :"كانت علاقتي طيبة مع وليد لأنه هو أصغر أبنائي، وهو تربى وترعرع ونشأ في المساجد على حفظ كتاب الله تعالى ويتحلى بصفات جميلة كونه يتحلى بما يقرأ من القران الكريم." 

وتضيف الحاجة التي بدأت علامات الرضا عن استشهاد ابنها على وجهها "من صفاته الطيبة لا يحب أن يتحدث على أحد وهو غائب وكان ينزعج كثيرًا عندما يقوم أحد بذلك، كان حنونًا بشكل كبير علينا وخاصة عندما كان يراني أحتضن صورة ابني الأسير في سجون الاحتلال الاسرائيلي كان يأتي إلى ويقول لي أصبري رح نحررهم وسنأسر منهم ضابطًا وليس جنديًا."

وتابعت :"كان طموحا ومتدين وأخلاقه رفيعة، يعامل جميع أفراد أسرته بحب وعلاقته بنا علاقة طيبة ليست علاقة أسرية بل وصلت إلى حد الصداقة، فدائما كان يهتم بنا ويحاول أن يخفف من أوجاعنا، قائلا أن نعمل للآخرة ونترك الدنيا لمن أرادها."

وأردفت التي تحتضن صورة ابنها الأسير الذي وعدها وليد أن يعمل جاهدًا على تحريره وجميع الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي "وليد تربي على الجهاد وحبه للمقاومة، فمنذ نعومة أظافره كان يحاول تطوير نفسه للالتحاق بركب المجاهدين، فعندما كان يلهو ويلعب كان يحاول تقليد المجاهدين، حتى وصل به الأمر إلى الالتحاق بصفوف كتائب القسام وعمره 20 عامًا."

 وتمضي بالقول وهي تبتسم أن وليد كان كتومًا لا يتحدث لنا عما كان يدور معه بشغله، كان مخلصا لإخوانه المجاهدين ومحافظا على أسرارهم." 

يذكر أن العائلة قدمت شهيدين خلال عام واحد فالشهيد حسين توفيق مسعود والذي ارتقى خلال القيام بواجبه بإنقاذ شبان لعمله بجهاز الدفاع المدني شرق غزة، وبعدها بأربعين يومًا استشهد أخيه وليد توفيق مسعود، بالإضافة إلى شقيقهم الأكبر يوسف توفيق مسعود الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

حقق أمنيته

واستطردت والدة الشهيد "وليد كان دائما يتمنى أن يحرر الأقصى والأسرى من الاحتلال الإسرائيلي، فكان يريد أسر ضابط وليس جنديًا، وها هو حقق أمنيته بالمشاركة في عملية أبو الروس التي فقد بها الضابط هدار جولدن ولم يعرف مصيره حتى اللحظة."

غريب مسعود شقيق الشهيد الأكبر قال :"أن أمنية وليد وهدفه تحرير الأسرى، فكان دائمًا يردد في جلساتنا أنه يرغب في تحرير جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية"، منوهًا إلى أنه كان يشعر بغضب عندما يشاهد على التلفاز الجرائم التي تحدث بالمسجد الأقصى والانتهاكات بحق المواطنين."

آخر نظرة

وأوضح شقيقه أن وليد قبل استشهاده بثلاثة أيام عندما جاء إلى البيت بعد غياب لمدة 30 يومًا طوال شهر رمضان، فقال لي :" أريد أن أفطر فطلب أن يتناول سمك الرنجة، هذا كان أول يوم من أيام عيد الفطر السعيد."

أما والدته فكانت أخر نظرة لها عندما جاء إليها وهي تجلس برفقة أفراد أسرتها في الغرفة التي أُجري بها اللقاء كان يوم المجزرة في الأول من أغسطس عام 2014، نظر إليهم وكأنها نظرة وداع وهو يرتدي ملابس مدنية.

وأشارت إلى أنها كانت تعلم أن أبنها استشهد لأنها شعرت بذلك أثناء العدوان وهي نازحة من بيتها، لكن لم تعلم الطريقة التي استشهد بها، فكانت هناك رواية تقول أن جثته تحللت، ولكن بعد عرض تحقيق الجزيرة عرفت كيف استشهد ابنها وأين توجد جثته.

وطالبت والدة الشهيدين أن يفرج الاحتلال الإسرائيلي عن جثة ابنها قبل كل شيء حتي يرتاح ويطمئن قلبها عليه وحتي يبقى قريبًا منها وتواريه الثرى بجوار أخيه كما كتب بوصيته.

وكان تحقيق استقصائي لقناة الجزيرة القطرية بثته مساء الخميس كشف جزء من تفاصيل عملية "هدار جولدن" شرقي محافظة رفح، التي وقعت في الأول من أغسطس عام 2014م، خلال العدوان على القطاع، وأظهر مشاركة "مسعود" في العملية، كما كشف عن سحب الاحتلال لجثته على أنها جثة "جولدن".

 

رابط التقرير على اليوتيوب: