شؤون فلسطينية

محاولة غير تقليدية لاغتياله .. قنابل أمين عام الجهاد رمضان شلّح :رسائل مُتعددة الأطراف والاتجاهات

2015-08-29

رام الله - خاص دنيا الوطن - احمد العشي

رسم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي خارطة الوضع الفلسطيني القادم بتصريحات أطل عليها عبر قناة الميادين .

وتحدث "رمضان شلّح" عن كل همسة ولمزة في الوضع الفلسطيني ولم يكن واضحاً وصريحاً في كثير من القضايا التي تُفهم من السياق وتُقرأ فقط ما بين السطور ..

محللون أجمعوا على أن حديث "شلّح" عن مفاوضات التهدئة بين حماس واسرائيل نسف كل التحليلات السابقة خاصة مع علاقته المعروفة والمميزة برأس الهرم الحمساوي وعندما وصف "بلير" بالسمسار كان يُرسل رسائله إلى أطراف عدّة بأن لا تذهب في تحليلاتها بعيداً .. ولم يترك شلّح هذا اللقاء يمر مرور الكرام بل أرسل من خلاله رسالة هامة بأن حركته وهي ثاني أهم حركة مقاومة إسلامية فلسطينية لن تقبل بأي تهدئة طويلة تُبعدنا عن فلسطين وتُعطي اسرائيل احقية الاستفراد بأي مكون فلسطيني .. كاشفا في الوقت ذاته ان الهدف الحقيقي من العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان الاستفراد بالضفة ..

خطورة رسائل "شلّح" وماهية تلك الرسائل المتلاحقة في التحليل التالي :

اكد القيادي في حركة الجهاد الاسلامي احمد المدلل ان الامين العام للحركة في لقائه امس على قناة الميادين كان واضحا و شاملا في تصريحاته التي بين فيها فلسطين في الواقع العربي، لافتا الى انه حسم علاقات الحركة بالمحيط والاقليم .

وحول ما قاله د. شلح فيما يتعلق بالتهدئة، قال المدلل: "المقاومة لا يمكن ان تسلم اوراقها او ان تستقيل، و ان مبرر وجودها مازال قائما و هو تحرير فلسطين بشكل كامل و ان الاحتلال الاسرائيلي لازال مستمرا ضد شعبنا و مقدساتنا و ارضنا، هذا ما كان يقصده الدكتور رمضان شلح".

ولفت المدلل في نفس السياق الى ان الاحتلال الاسرائيلي هو دائما ما ينبش الشر و ينقض التهدئة، مشيرا الى ان الحركة ملتزمة مادام الاحتلال ملتزما بالتهدئة و الاتفاقات.

و بين ان شلح قال حرفيا انه لا يمكن للمقاومة ان تقف مكتوفة الايدي امام الاجرام الاسرائيلي ، مبينا ان ذلك تجلى في موقف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ازاء قضية الاسير المحرر محمد علان.

وبين ان اطلاق الصواريخ في حال أي اعتداء اسرائيلي سيكون بالتعاون و الشراكة مع حركة حماس، لافتا الى ان المصلحة الفلسطينية فوق كل شيء، و ان هناك توافق مع كافة حركات المقاومة الفلسطينية.

و فيما يتعلق بالمفاوضات بين حركة حماس و اسرائيل اوضح المدلل ان الامين العام قال لا نستطيع ان نقول بان ما يجري هي مفاوضات، كما انه تحدث بان بلير هو عبارة عن سمسار، لافتا الى ان ما يجري بين حماس و اسرائيل عبارة عن مقترحات و اراء و تصورات تقدم.

وحول قضية محاولة اغتيال الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي اكد القيادي البارز في الحركة ان المحاولات مستمرة ضد الدكتور شلح، مشيرا الى انه يعتبر نفسه مثل الشعب الفلسطيني و ما هو الا عبارة عن مشروع شهادة، لافتا الى ان الاعتداءات مستمرة ضد قادة و مجاهدي الشعب الفلسطيني .

وفي سياق اخر وفيما يتعلق بملف المنظمة التي طرحها الدكتور رمضان شلح قال المدلل: " الدكتور قال انه لابد من اعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية من جديد، واكد على موضوع انعقاد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ، وتساءل لماذا يتهرب الرئيس الفلسطيني من ذلك، حيث اننا نريد جدية في لحلحة الاوضاع الفلسطينية فلابد من انعقاد الاطار القيادي المؤقت حتى يتم الحديث بعد ذلك استراتيجية فلسطينية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي".

من جانبه رأى المحلل السياسي و الباحث في شئون الشرق الاوسط حسن عبدو ان الامين العام لحركة الجهاد لاسلامي شلح تحدث بشكل واقعي عما جرى اثناء اضراب علان وما قبله عدنان و تحدث عن التهدئة و كان واضحا من الحديث انه ينظر الى التهدئة برؤية خاصة بانها تنطلق من مصالح فلسطينية و انها عندما تكون ضد القضية الفلسطينية فلن تحافظ عليها الجهاد الاسلامي وسيلقي بها في سلة المهملات لانه رفض الاستفراد باي مكون من مكونات الشعب الفلسطيني و طالما ان هناك مقاومة تمتلك وسائل الدفاع و التصدي للعدوان الاسرائيلي.

اوضح عبدو ان شلح عندما تحدث عن التهدئة فانه اراد ان يؤكد مما لا يدع مجال للشك بان مسالة الاستفراد بمكون فلسطيني بدون الطرف الاخر مسالة لا يقبل بها و هذا ما ترجمه عمليا عندما تم الاستفراد بالحركة الاسيرة فقد تحرك الجهاد الاسلامي بشكل علني، موضحا ان ذلك ليس مجرد استعراض و انما من واقع المسئولية تجاه الحركة الاسيرة، مبينا ان حديث شلح كان منسجما مع منطلقات حركته .

وفيما يتعلق بموضوع اطلاق الصواريخ و عدم ممانعة حماس من ذلك اشار عبدو الى ان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تم اطلاعه على قرار سرايا القدس بالتحذير للرد على العدوان الاسرائيلي، مشيرا الى انه من خلال ذلك كان شلح واضحا بانه لا يعمل بشكل منفرد و انما يضع الاخرين في اطار عمله و مسئولياته، لافتا الى ان شلح قال ان فصائل المقاومة لن تمانع وانما طلبت فقط ان يتم اعلامها بنقطة الصفر لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

مفاوضات التهدئة بين حماس و اسرائيل

وعن نفي شلح لوجود مفاوضات تهدئة بين حماس واسرائيل بوساطة توني بلير ..اوضح عبدو انه جرت اجتماعات طويلة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل و عدد من قيادات حماس مع بلير .. مفسرا ان الأمين العام يتحدث على اساس معلومات استقاها من مصادر تعتبر رأس الهرم في حماس،و هذا دليل على ان القناة التي فتحت من اجل انهاء الحصار على غزة بوسطاء مقابل هدنة طويلة لانهاء الحصار فشلت و لم تحقق الهدف .

وصف رمضان لتوني بلير بانه سمسار

ورأى عبدو ان الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي كان صادقا عندما وصف توني بلير بالسمسار، لافتا الى انه متداخل في عدد كبير من الملفات في المنطقة و يأخذ عمولات كبيرة سواء اثناء وجوده في الرباعية او بعدها فهو يعمل لدى الكثير من الدول العربية كمستشار سياسي و يقوم بمثل هذه السمسرة، و هذا ما هو معروف عنه ولاجديد عن ذلك.

خياران امام اسرائيل

وفي سياق اخر لفت عبدو الى ان اسرائيل اليوم لديها قناعة كبيرة بان القوة العسكرية البحتة غير قادرة لوحدها على حل ازمتها مع غزة، و بالتالي فإن الحلول السياسية ربما تكون اكثر جدوى، مشيرا الى انه من غير المستبعد ان تقرر اسرائيل الذهاب الى مواجهة جديدة مع غزة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، معللا ذلك ان اسرائيل حتى اللحظة لم تحسم امرها فيما يتعلق بمستقبل غزة او التسوية او المواجهة ، لافتا الى انه ربما تقترب في الايام القادمة من الحسم خاصة و ان هناك تهديدات كثيرة من ألسنة الكثير من الصهاينة، على حد تعبيره.

وبين ان اسرائيل هي من تملك مفتاح المواجهة و هي من تملك مفتاح التخفيف من الحصار و هي من تملك مفتاح التسوية.

المنظمة

واوضح ان شلح تحدث عن خلل التمثيل السياسي و ان هذا الخلل يتعاظم في حال "استفراد" الرئيس الفلسطيني في التغييرات القادمة، لافتا الى ان ذلك ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني لانه بحاجة الى اطار جامع، مؤكدا على انه كان هناك مرونة من الجهاد و حماس في التقدم نحو اطار موحد للشعب الفلسطيني لكن الرئيس الفسطيني لم يطرق هذا المسلك وفق تحليل عبدو.

سوريا: لا يوجد عناصر للجهاد السلامي في الجولان

وفي سياق اخر لفت عبدو إلى ان الجهاد الاسلامي ينتهج نهجا واضحا وطالب بان يكون هذا النهج فلسطينيا عاما و هو عدم التدخل في الشئون الداخلية العربية، وقال: "يبدو ان شلح قام بمراجعة الازمة عندما قال ان المقاومة ليست محورا و انما علينا ان نجعل من المقاومة مشروعا، حيث ان المقاومة الفلسطينية مشروعا و لست محورا".

واضاف: "و هذا عبارة عن مراجعة لازمة قام بها الدكتور رمضان شلح ولم يقلها جزافا و انه يريد الا تتمحور القضية الفلسطينية في أي محور من المحاور الاقليمية بل ان تكون القضية مشروع مقاومة في ذاتها و ان يقوم الجميع بدعمها سواء محور المقاومة او أي قوى اخرى تريد ان تقدم للشعب الفلسطيني أي شكل من اشكال الاسناد سواء كان مدني او عسكري".

علاقة الجهاد الاسلامي مع الدول الاخرى

وبين ان الجهاد الاسلامي احتفظ بمرونة واسعة من الاصدقاء و الحلفاء، لافتا الى ان الجهاد الاسلامي له علاقات جيدة مع ايران وسوريا و لبنان و ايضا مع غيرها من الدول، قائلا: "تحدث شلح بانه زار قطر ليس متسولا و انما ليتباحث في قضية مشروع مقاومة الذي يجب على الجميع ان يقف الى جانبه و بالتالي خرج من منطق المحاور الاقليمية الى مشروع المقاومة الفلسطينية الذي يجب ان يقف الى جانبه الجميع وبالتالي هو يضع الجميع امام مسئولياته في اتجاه مشروع يوحد الامة بمعنى ان فلسطين احد موحدات العمل العربي و الاسلامي ولا يجوز ان تكون فلسطين عامل اختراق للامة" .

مصر و دورها في القضية الفلسطينية

وفي السياق ذاته اكد عبدو ان شلح تحدث بشكل واضح عن الجغرافية السياسية للقضية الفلسطينية و اهميتها ليست للامة العربية بل للفلسطينيين وغزة تحديدا، مشيرا الى انه قال لا يمكن ان يكون الفلسطيني في ظل هذه الخلافات مع مصر، معتبرا اياها مسالة جوهرية لابد ان تذوب لصالح القضية الفلسطينية و غزة و التعايش مع مصر، و اشار الى ان هناك زيارة قادمة الى القاهرة و نامل ان تكون فاتحة خير لتفكيك العلاقة المتوترة مع القاهرة.

اسرائيل تبحث عن مشتري لغزة

وفيما يتعلق في التخلص من قطاع غزة قال عبدو: "ليس جديدا فيما تناوله شلح بهذا الموضوع، فاسرائيل ترى بغزة عبئا ديموغرافيا وانه مكان ضيق خالي من الموارد ويحتاج الى حل ازماته بموارد ضخمة و بالتالي هي تريد التخلص منه، فقد عرضت على مصر شراء غزة و رفضت و على الاردن و رفضت و عرضت على منظمة التحرير ولكن ابو عمار رفض ان يأخذها لوحدها و طالب بان يكون عليها حمولة زائدة في الضفة".

الاغتيال

وفي محور مهم حول عملية محاولة الاغتيال التي تعرض لها شلح، اشار عبدو الى ان هناك حديث في الفترة الماضية عن محاولة غير تقليدية لاغتيال الامين العام اكتشفت في بدايتها، لافتا الى ان شلح لا يريد ان يطرح هذه المسالة لانه اعتبر ان التخوف الحقيقي بالنسبة له من ان لا يختم حياته بالشهادة لانه في مواجهة دائمة مع الاحتلال و عملية الاغتيال متوقعة في أي لحظة.

و ربما لا يريد ان يعطي للحديث بعدا كبيرا على القضايا التي طرحها في الحديث التي تعتبر ذات اهمية كبيرة.