سوواندي : العلاقات الاقتصادية بين مصر وإندونيسيا تتزايد بشكل كبير كما وكيفا

سوواندي : العلاقات الاقتصادية بين مصر وإندونيسيا تتزايد بشكل كبير كما وكيفا
رام الله - دنيا الوطن

أكد نور فائزي سوواندي سفير إندونيسيا لدى القاهرة أن حكومة وشعب إندونيسيا يتطلعان لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الإندونيسية جاكرتا أوائل سبتمبر المقبل نظرا لمرور 32 عاما على آخر زيارة لرئيس مصري إلى إندونيسيا عام 1983.. مضيفا: “ولذلك، فإن زيارة الرئيس السيسي سوف تكون بمثابة لحظة تاريخية لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وأشار السفير الإندونيسي إلى أن مصر أول دولة عربية تعترف باستقلال إندونيسيا عام 1946، وقال إن العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا ومصر بدأت رسميا يوم 10 يونيو 1947 من خلال توقيع معاهدة الصداقة والود.. ثم تم افتتاح السفارة الإندونيسية في القاهرة عام 1949، كما كانت مصر وإندونيسيا، جنبا إلى جنب مع الهند ويوغوسلافيا وغانا بصفتهم الأعضاء المؤسسين للمؤتمر الأفروآسيوي (أفريقيا آسيا 1955)، وحركة عدم الانحياز (1961).. وعندما ظهرت قضية تيمور الشرقية، اتخذت مصر موقف الامتناع مسبقا، إلا أن مصر غيرت وجهة نظرها واتخذت موقفا مدعما بشكل دائم لإندونيسيا في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطالما حافظت إندونيسيا ومصر على الدعم المتبادل بخصوص كل الترشيحات على أساس المعاملة بالمثل في مختلف المنظمات الدولية، كما يجمع البلدان آلية ثنائية، حيث عقد أول اجتماع للجنة الثنائية المشتركة في جاكرتا في الفترة من 4 إلى 6 فبراير 1988.. كما عقد آخر اجتماع للجنة وهو الخامس في جاكرتا في الفترة من 3 إلى 4 أبريل 2007 حيث وقع البلدان اتفاق مظلة للتعاون الاقتصادي والفني.

وأشار السفير الإندونيسي إلى زيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لإندونيسيا في أبريل الماضي رئيسا لوفد مصر في ذكرى الاحتفال بمرور 60 عاما على مؤتمر آسيا – أفريقيا.. معربا خلالها عن اهتمامه بالتعاون المستقبلي في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأكد نور فائزي أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإندونيسيا تتزايد بشكل كبير كما وكيفا، سواء كم وعدد الاجتماعات (من خلال التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف والذي يتمثل في مجموعة الثمانية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك حجم وقيمة التجارة بين البلدين، حيث بلغت القيمة الإجمالية للتجارة المتبادلة بين البلدين 1.49 مليار دولار عام 2014 بزيادة بنسبة 21.02٪ مقارنة بنحو 1.2 مليار دولار عام 2013.. وبلغت قيمة الصادرات الإندونيسية لمصر نسبة 71.21٪ أو 1.3 مليار دولار عام 2014 بمقارنة 1.1 مليار دولار عام 2013 كما زادت قيمة الواردات من مصر إلى إندونيسيا إلى 146 مليون دولار عام 2014 مقارنة 127 مليون دولار عام 2013 بنسبة زيادة 15.01%.. كما بلغت القيمة الاجمالية للتجارة بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى مايو 2015 نحو 662.95 مليون دولار بنسبة زيادة 15.16% عن نفس الفترة من عام 2014 والتي بلغت خلالها 575.69 مليون دولار، في حين ارتفعت واردات إندونيسيا من مصر بنسبة 28.12% لتبلغ 84.16 مليون خلال الفترة من يناير إلى مايو 2015 مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، كما بلغت قيمة صادرات إندونيسيا إلى مصر 578.79 مليون دولار بنسبة ارتفاع 13.49% مقارنة بنحو 510 ملايين دولار في نفس الفترة من عام 2014.

وقال السفير الإندونيسي أن أهم السلع المصدرة من إندونيسيا إلى مصر زيت النخيل ومشتقاته، والإطارات الهوائية المصنعة من المطاط، والخيوط الاصطناعية غير المهيأة، والبن، والثلاجات، والفريزر وما إلى ذلك؛ والورق غير المصقول للكتابة والطباعة؛ وخيوط من ألياف تركيبية غير مهيأة للبيع بالتجزئة والدهون والزيوت الحيوانية والنباتية والمهدرجة ومشتقاتها، والصابون ومستحضرات الغواسل العضوية السطحية لاستخدامات الصابون، بالإضافة إلى الألواح المصنعة من الخشب أو أي مواد نباتية أخرى، والأبلاكاش، وخشب الأرضيات (الباركيه)، وكذلك أخشاب مكسوة ولاصقة مماثلة، وسيارات الستيشن، والكحول اللاحلقية الأسيكليك ومشتقاته؛ ولب الخشب الشبه كيميائي.

وقال إن بلاده نوعت في العامين الماضيين السلع التصديرية لمصر لتشمل تصدير جنوط السيارات، وبطاريات السيارات، والأثاث المكتبي؛ والأثاث الخشبي والبامبو (داخلي وخارجي)، والمنتجات الورقية، وورق التواليت، ومنتجات العناية بالطفل؛ ومنتجات العناية بالبشرة وصابون الوجه والشامبو ومعجون الأسنان ومستحضرات التجميل العشبية، والمواد الغذائية؛ والأواني الزجاجية والأواني البلاستيكية وملح الطعام والمشغولات اليدوية.

وأضاف إن الصادرات الرئيسية من مصر إلى إندونيسيا تتمثل في الكالسيوم وفوسفات كالسيوم الألمنيوم، والطباشير الطبيعي والفوسفاتي، والبلح والموالح (والفاكهة الطازجة والمجففة، والتين، والأناناس والمانجو والأفوكادو والجوافة)؛ والمولاس أو العسل الأسود الناتج من استخراج أو تكرير السكر؛ والبطاطا والبنجر اللب وتفل قصب السكر والبيرة والتقطير الثمالة والنفايات؛ ومادة الأسفلت (مثل القار النفطي / قطران الفحم)؛ والأسمدة المعدنية أو الكيميائية، والفوسفاتية، وبذور اليانسون، والباديان، والشمر، والكزبرة، والكمون؛ والقطن غير مندوف ولا ممشط، بالاضافة إلى السجاد وأغطية الأرضيات الأخرى المعقودة والمنسوجة؛ والعوامل العضوية النشطة على السطح، ومستحضرات التنظيف والغسيل المتنوعة، والكربون المنشط؛ والمنتجات المعدنية الطبيعية النشطة؛ وصباغ الحيوان (الصباغ الأسود)، ومقتطفات العطور ومركزات البن والشاي.

وقال السفير الإندونيسي إنه يتم حاليا بالتعاون بين هيئتي الاستثمار في البلدين وضع اللمسات النهائية لمسودة مذكرة التفاهم لتعزيز التعاون والاستثمار المشترك، مضيفا أنه من المتوقع توقيع تلك المذكرة خلال زيارة الرئيس السيسي لجاكرتا خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر المقبل.

وأضاف أن هناك شركتين إندونيسيتين تستثمران وتديران أعمالهما في مصر، الأولى شركة قطاع خاص محدودة ملك سالم وازاران أبو ألاتا وتنتج الشعرية سريعة التحضير (إندومي) ويبلغ حجم استثماراتها 250 مليون جنيه (نحو 32 مليون دولار)، والشركة الثانية مجموعة “كيداوونج” والتي قامت بإنشاء مصنع الهرم للزجاج في الإسكندرية بالتعاون مع شركة البركة للتجارة بإجمالي استثمارات بلغت حوالي 27 مليون دولار، كما أن هناك أيضا شركات إندونيسية أخرى تقوم حاليا بتنفيذ استثمارات مشتركة بالتعاون مع شركات محلية في مصر مثل: شركة “مولتي سترادا أراه سارانا” لانتاج إطارات سيارات الركاب، وشركة “كاواسان بيريكات نوسانتارا” وهي شركة مملوكة للدولة تتطلع لإمكانية إنشاء مستودع جمركي في قناة السويس الجديدة.

وأضاف نور فائزي أن عدد الطلبة الإندونيسيين في مصر وصل 2673 طالبا في نهاية يوليو الماضي ولذلك كانت هناك حاجة ملحة لبناء مساكن لإقامة وتسكين الطلبة من أجل تسهيل دراستهم في مصر، وكان ذلك من ضمن أحد أولويات الحكومة في إندونيسيا، وبالفعل كانت البدايات من خلال التوقيع على خطاب نوايا بين الحكومة الإندونيسية وجامعة الأزهر في 18 أكتوبر 2009، وتلاها توقيع مذكرة تفاهم بما يقرب من 4.5 مليون دولار كمنحة من حكومة إندونيسيا لجامعة الأزهر لبناء 4 مباني وحدات سكنية ومطبخ داخل المدينة الجامعية، أما في القطاع الثقافي فإن إندونيسيا ومصر تشاركان بنشاط في المهرجانات الثقافية المختلفة في كلا البلدين، وقد شاركت الفرق الاستعراضية الإندونيسية في الرقص والغناء في العديد من المهرجانات الثقافية بمصر مثل مهرجان سماع الدولي “للموسيقى الروحية والإنشاد الديني” خلال أعوام 2012 و 2013 و 2014 والمهرجان الدولي للطبول والفن التقليدي عام 2013
ومهرجان أبو سمبل لتعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني عام 2013 ومهرجان دمنهور الدولي الشعبي عامي 2013 و 2014 والمهرجان الدولي الأول في الإسكندرية للدمي والعرائس عام 2014، بينما قامت أيضا فرق الرقص والاستعراض المصرية بالمشاركة في بعض المهرجانات الثقافية في إندونيسيا مثل كارنفال آسيا – أفريقيا على هامش الاحتفالات التي كانت جزءا من الذكرى الـ 60 لمؤتمر آسيا أفريقيا في أبريل الماضي، وكذلك مهرجان “إراو” الدولي للفولكلور والفنون الشعبية عام 2013 و 2015 بالإضافة لمهرجان الفولكلور (استمتع بإندونيسيا) عام 2013.

التعليقات