(صور) .. غزة : "أنسام" تُحيي التراث الفلسطيني وتجذب آلاف المُعجبين

(صور) .. غزة : "أنسام" تُحيي التراث الفلسطيني وتجذب آلاف المُعجبين
غزة - خاص دنيا الوطن -من ياسمين أصرف

لم تسافر إلى بلاد الجمال السمراء أفريقيا, و لم تشاهد زخارف اليونان ومدن كشمير وحضارة أسوان , جمال أعمالها كان قدسي أصيل يبدأ من غزة الحبيبة والقدس ورام الله والبيرة ونابلس والخليل , إلا أن تربعت بقلب الجمال العربي وحضارة التراث الفلسطيني , الذي تمرد على الحصار ووصل لآلاف من أصحاب الذوق الرفيع , وأصحاب الهوية الفلسطينية.

أنسام أبو حطب 26 عاما من مدينة خان يونس , تمتلك موهبة التطريز والمشغولات اليدوية , ومهتمة بالفن والجمال والتصميم باعتمادها على التراث الفلسطيني وإحياء ذلك التراث من خلال المطرزات والإكسسوارات والأزياء أيضا , إلى أن حولت موهبتها لمؤسسة صغيرة في بيتها وفي المعارض التراثية تعرض جمالياتها في صالات وأماكن عديدة فى صيف وشتاء حيث العديد من المهتمين والزوار فى غزة العابرين أمام "الغاليري" والتي تلفت انتباههم جمال التراث في مشغولاتها وأزيائها التراثية المميزة , بجوار اللوحات الخلابة المستوحاة من غصون الزيتون رمز السلام الفلسطيني والنباتات البرية ولفظ الجلالة وأسماء الله الحسنى , عملت منذ تسعة أعوام في هذا المجال إلى أن أصبحت متمرسة في دقة الجماليات التراثية والإبداع في مختلف الأشغال اليدوية والتطريز الفلاحى.

موهبة

تقول أنسام لمراسلة "دنيا الوطن" : أعطاني الله موهبة الخياطة وجملتها في التطريز الذي يعبر عن تراث فلسطين منذ القدم , أصبح لدى مشغولات عديدة وكان تلقى إعجاب كل من حولي من العائلة والأصدقاء والجيران والأقارب أيضا , وكان هناك طلبات عديدة لأعمالي ومشغولاتى , حينها قررت أن استغل موهبتي أكثر واعرفها للجميع داخل وخارج فلسطين , بدعم من زوجي وعائلتي ."

تابعت:"بدأت في عطلة الصيف فترة الإجازة المدرسية منذ أكثر من تسعة أعوام , وبدأت استغل وقتي أيضا وأصمم وأعمل في  صلب موهبتي حيث تنتابنى جل السعادة أثناء قيامي بهذا العمل الجميل , وعندما أجد جمالية إنتاجي ونسبة الطلب عليها ."

ترجع أنسام سبب اختيارها للمطرزات التراثية لعدة أسباب كان أهمها إحياء ومحافظة على التراث الفلسطيني فهو كالجيل المتوارث على مر السنوات , على جانب الاهتمام الكبير من الناس له , عشقي لهذا العمل كان عامل مهم في العطاء وتطوير موهبتي فيه , فتقول :" عندما تطورت شبكات التواصل الاجتماعية أصبح لدى شغف كبير لأوصل أعمالى من خلالها للعالم  , فقررت عمل صفحة "مطرزات نيو ستايل" والتي يشغلها أهم وأكثر أعمالها المميزة والتى تطلب من الزبائن الى جانب المعجبين الذين وصلوا إلى الآلاف, كنت دائما اهتم بالتجديد حيث كانت أعمال مختلفة ومتعددة الأفكار كالإكسسوارات الخاصة بالصبايا والشباب أيضا , والاحرف المطرزة والعبايات والفساتين والأحذية والعرائس والأثواب , إلى جانب الكوفية الفلسطينية والمعلقات , وكل ما يرمز للهوية الفلسطينية ويظهر جمال التراث الفلسطيني ."

تحدي ونجاحات

أضافت :"الحصار هو أكبر وأهم معيق يواجهني , إلى جانب قلة توفير المواد المطلوبة للشغل كالقماش والحرير وغلو الأسعار إن وجد فى غزة , إلى جانب إغلاق المعابر المتكرر الأمر الذي يشهد أزمة في توصيل المشغولات للزبائن خارج القطاع أحيانا كثيرة ,  لكنني رغم كل المعيقات حققت نجاحات عديدة ."

وتردف :" كان حلمي دائما أن أعمل في هذا المجال , وبفضل الله نجحت فى ذلك فعلى الصعيد الشخصي اعتبر نفسي امرأة كادحة وناجحة استطاعت أن تحيي تراث وطنها بكل ما تمتلك من موهبة ومواد متوفرة , فعندما أعلن عن أعمالي والمطرزات الخاصة بي أشعر بالفخر أنني فلسطينية أب عن جد وأن تراثي يظهر منذ آلاف السنين ومازال يلقى إعجابا ومبيعات كبيرة من الجميع ."

وطنية مهنة

ساهمت أنسام كغيرها من الفتيات ذوات الخبرة والموهبة الجميلة فى فن المطرزات والمشغولات اليدوية في نشر ثقافة الوطن وتراثه على المجتمع الخارجي .

عبرت أنسام عن سعادتها ووطنيتها قائلة :" أشعر بالثقة والوطنية عندما أجد قبول كبير من خارج القطاع أيضا لمشغولاتي فاعتبره نجاحا ليس لى فقط , بل لوطني لأن كل فنان له رسالة يقدمها فالكاتب كتابه لوطنه رسالة , والشاعر أبياته الشعرية لوطنه , والفنان صوته يهدى لوطنه , والرسام يرسم تعبيرا لوطنه أما أنا ومن مثلي عبروا عن الوطن بتراثه , الذي من المهم أن نحافظ عليه ومنعه من أى سرقة , فهو كالهوية والجنسية عند كل وطن , فكل طموحي أن يستمر حب تراثنا ويبقى رسالة مهمة للعالم ليعرفوا أن الفلسطينيين أصحاب حرفة وفن ومهنة وعقل , نحن لا نحب الحروب نحب السلام والحب , ونعبر به بمواهبنا التى لا تحصى فى فلسطين ."

لم تنسى أنسام شكر كل من ساعدها لتصل إلى تلك المكانة وتطوير موهبتها , وتناشد جميع المؤسسات المختصة فى إحياء التراث الفلسطيني بأن يكون هناك اهتمام أكبر لمطرزاتها ومشغولاتها هى وكل من يبدع في ذلك المجال ."