محمد أبو قاسم : في حال فشل المفاوضات في الزبداني فلا بد من إخراج من يمكن إخراجه من المنطقة

رام الله - دنيا الوطن
ضمن برنامج "إيد بإيد لنحمي ونبني سوريا" الذي يبث على الهواء مباشرة من إذاعة ميلودي إف إم سورية عند الساعة الثالثة ظهراً من الأحد إلى الخميس ويتناول آخر التطورات السياسية في حوار شامل مع كافة التيارات والأحزاب والشخصيات السياسية على الساحة، استضافت إذاعة ميلودي إف إم سورية الأربعاء 26 آب محمد أبو قاسم أمين عام حزب التضامن المعارض.

حول تفاصيل الهدنة في منطقة الزبداني قال أبو قاسم: "منذ بدء العملية العسكرية في الزبداني، قمت بعرض مبادرة من تسع نقاط، لاقت القبول من الجانبين، تم بعدها إدخال تعديلات طفيفة عليها، وأعيد إرسالها لمركز القرار، لكنها توقفت بعد ذلك، إلى أن بدأ شهر آب الحالي.. بعد ثلاثة أيام من البدء بتنفيذ المبادرة بداية الشهر الحالي، تم الإعلان عن فشل المفاوضات الأولى، ثم تم منحي تفويضاً جديداً لحل النزاع بالشكل الذي أراه مناسباً، على أن يتم تسوية أوضاع المسلحين في الزبداني، إلا أن قيام حركة أحرار الشام بالضغط مجدداً والقصف على الفوعة وكفريا، أدى إلى إفشال المبادرة".

وعن الخطوات اللاحقة، بيّن أبو قاسم: "يجري الاتفاق على هدنة جديدة، لكن التوقيع لم يتم حتى اللحظة، فهناك وفد إيراني ووفد من حركة أحرار الشام في تركيا ومندوبين عن حزب التضامن ليتواصلوا معنا ويطلعونا على ما يجري هناك".

ولفت أبو قاسم إلى أن "مسار العمليات العسكرية بات مرتبطاً بضغوط القوى الإقليمية المحيطة بسورية، إذ يوجد في الزبداني جناح لحركة أحرار الشام المرتبطة بتركيا، وجيش الإسلام المرتبط بالسعودية، إضافة لوجود تنظيم داعش التابع لأمريكا والكيان الإسرائيلي، وبالمقابل هناك حزب الله ومن وراءه إيران"، متوقعاً أن "الهدنة في حال نجحت ستكون حلاً نهائياً وليست مؤقتاً".

أما عن فشل الهدنة السابقة، قال أبو قاسم: "جناح حركة أحرار الشام أصر على سحب مقاتليه البالغ عددهم 300 مقاتل، ونقلهم إلى إدلب، وترك مايقارب الألف مسلح إما لمتابعة القتال أو الاستسلام أو الهرب، علماً أن بقية المقاتلين في الزبداني لا ينتمون لجهة واحدة، وهم عبارة عن مجموعات صغيرة من أهالي المنطقة وعائلاتها، وهم يرغبون بتسوية أوضاعهم وإعادة مؤسسات الدولة للمدينة".

وأضاف أبو قاسم "حركة أحرار الشام تمارس ضغوطاً على باقي المقاتلين من خارج الحركة، لمنعهم من تسليم أنفسهم للجيش العربي السوري وتسوية أوضاعهم، وتستغل قوتها وتنظيم صفوفها في ذلك"، منوهاً إلى أن "العمليات العسكرية مستمرة والمسلحين محاصرين بقطر 1.5 كيلو متر مربع، فقد تقدمت يوم أمس قوات الجيش العربي السوري، ووصلت إلى قرب ساحة الجسر أي وسط المدينة، في حين يوجد المسلحون اعبتاراً من ساحة الجسر إلى المحطة".

وعن وجود مقاتلين عرب أو أجانب في الزبداني، أوضح أبو قاسم "لا يوجد غرباء من خارج سورية يحاربون في الزبداني، أما في الجبل الشرقي يوجد غرباء هاجموا حواجز للجيش، وهم يتبعون لتنظيمي داعش والنصرة، علماً أنه يوجد حالة قلق داخل مدينة الزبداني من أن تقود هذه الظروف المسلحين لمبايعة تنظيم داعش ونحن لا نرغب بالوصول إلى هذا".

وفيما يخص وضع المدينة والدمار فيها، أفاد أبو قاسم بأن "نسبة الدمار في الزبداني البلدة القديمة تصل إلى 98% بشكل كلي، بينما في محيطها هناك دمار بنسبة 40%".

واعتبر أبو قاسم إنه "في حال فشل المفاوضات في الزبداني فلا بد من إخراج من يمكن إخراجه من المنطقة، لأن الحل سيكون عسكرياً، وهذا ما سيتضح خلال ساعات، خاصة وأن أحرار الشام ليسوا متمسكين بالزبداني كمنطقة بل يريدون فقط مقاتليهم هناك، مقابل فك الحصار عن الفوعة وكفريا".

وعن وضع أهل منطقة الزبداني، كشف أبو قاسم إن "الأحاديث عن التبادل الديمغرافي بين الزبداني والفوعة وكفريا غير قابلة للتحقق، فعدد سكان الزبداني بالأساس حوالي 40 ألف نسمة، غادرها 5 آلاف، أي أنه بقي ما يقارب الـ35 ألف نسمة ولا يمكن نقلهم، لكنهم يعانون من مضايقات أمنية في محيط الزبداني، وهناك مخطط لإفراغ بلدتي بلودان والمعمورة من أهالي الزبداني وإجبارهم على الانتقال إلى مضايا المزدحمة أساسا حيث تضم 20 ألف نسمة، إضافة لنقطة هامة، هي وجود مؤيدين للدولة من أهالي الزبداني، ونقلهم إلى مضايا فيه الكثير من المخاطرة حيث يوجد هناك الكثير من المتطرفين، وهذا ما سيعرضهم للخطر".

ووختم محمد أبو قاسم حديثه حول الزيارات المتواترة إلى روسيا بالقول: "المسؤولون الروس في دمشق أوضحوا لي أن روسيا تتعامل مع الوفد السوري الذي زارها على أنه وفد لوزارة المصالحة الوطنية لا أكثر.. وأتوقع أن يكون هناك موسكو3 في الشهر العاشر من العام الحالي، أما جنيف3 فلن يكون قبل نهاية هذا العام.. وفي حال عقد موسكو3 فالطاولة ستكون أوسع تمثيلاً وحضوراً من الداخل والخارج، وما سيُتفق عليه في موسكو3 سيتم تظهيره وإخراجه في جنيف3 كمظلة دولية.. ولكن كل هذا لا يلغي رغبتنا كوطنيين في التوجه إلى دمشق واحد كعنوان لحوار سوري ـ سوري، والمؤسف أن الظروف الحالية لا تساعد على إطلاق مثل هذا الحوار في دمشق".

التعليقات