توقف الدعم المادي يهدد حياة 90 مريضاً سورياً بالفشل الكلوي

رام الله - دنيا الوطن
"تغسل كلى الإنسان المعافى الجسم حوالي 36 مرة في اليوم لكن لن يتاح لكثير  من مرضى القصور الكلوي في الأردن من السوريين غسل أجسامهم وتخليصها من  السموم بعد اليوم حتى ولو مرتين أسبوعياً ". بهذه الكلمات القليلة علّق مدير فريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع على قرار ايقاف الدعم المادي المقدم من منظمة  الهلال الأحمر القطري لـ90 مريضاً سورياً من مرضى القصور الكلوي بعد عام من  كفالتهم إثر تخلي مفوضية اللاجئين عنهم.

وتعود خطورة القرار الذي أسماه مدير الفريق التطوعي "بالكارثة الطبية" إلى  حاجة كل مريض منهم إلى ما لا يقل عن جلستين أسبوعياً لغسل الكلى مع العلم أن  تكلفة كل جلسة تصل إلى 70 دولار، وهو مبلغ كبير لا يتوفر لمعظم المرضى،  السبب الذي دعا الفريق إلى البدء بحملة عاجلة باسم "إنقاذ روح" لتأمين
المبالغ المادية خلال الأسبوع الحالي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ويدعو عاطف إلى ايجاد حل عاجل وسريع بسبب تهديد حقيقي لحياة هؤلاء المرضى  حيث لم يستطع مع فريقه سوى تأمين مبلغ مالي يكفي لـ20 مريضاً ولمدة شهر واحد  فقط بينما بقي 70 مريضاً ينتظرون المساعدة.

وبحسب الدكتور سالم الأحمد يعود الفشل الكلوي إلى عجز الكلية عن تخليص  الجسم من السموم ويكون العلاج من خلال زراعة كلية جديدة قد يحصل عليها  المريض من متبرع أو غسيل أسبوعي لتنقية الدم من السموم العالقة، ويتم ذلك  من خلال عدة جلسات تستمر كل واحدة منها لمدة أربع ساعات.

ويحذر الأحمد من عواقب تأخر المريض عن موعد الغسيل لأنه سيؤدي إلى "زيادة  في الوزن، وآلام في البطن، وغثيان وقيء، وإسهال نتيجة تراكم السموم بحيث  كلما نقصت عدد جلسات الغسيل زاد ذلك من آلامه".

ويعترف الدكتور المقيم في سورية أنّ معظم المرضى اليوم لا يحصلون على أكثر  من جلستين أسبوعياً بسبب نقص الأجهزة مقارنة مع ارتفاع عدد المرضى بينما  المعدل الطبي الذي ينصح به 3 إلى 4 مرات للغسيل أسبوعياً.

لا تتوقف معاناة المرضى السوريين في الأردن فحسب بل تزيد الحرب من آلامهم  وهمومهم فقد تسبب الحصار المفروض على أهالي الغوطة إلى خفض جلسات الغسيل  كثيراً كما ساهم النقص الكبير في الدواء اللازم لهؤلاء المرضى مثل هرمون  فيتامينd3 (الوان ألفا)، وهرمون الثروبايوتين إلى وفاة ما يقارب 10 مرضى  من أصل 25 مسجلين في المركز الطبي الوحيد في المنطقة.

وتبدو المعناة مشابهة أيضاَ في الشمال السوري حيث يقضي أحمد المصري وهو أحد  المرضى المقيمين في ريف حلب وقته "بالانتظار" وتتعلق حياته بجهاز كبير يصرف  معظم وقته معه بدلاً من أفراد أسرته.

ويصاب أحمد البالغ من العمر 35 عاماً بنوبات تشنج ويفقد وعيه نتيجة ارتفاع  البوتاسيوم في جسمه كلما تأخر أكثر عن جلسات الغسيل، وقد تغيّرت حياته كلياً  منذ اليوم الأول لمرضه حيث الأكل والشراب عنده بمقدار محدود والدواء لا  يغادر جيبه، وزادت الحرب أيضاً من الهموم فالكهرباء وتعطل الجهاز وإغلاق  الطرقات وانقطاع الدواء أسباب تجعل من حياته مهددة على الدوام.

وبحسب تقديرات الرابطة السورية لأمراض وزرع الكلية وصل عدد مرضى الفشل  الكلوي النهائي في سورية عام 2005 إلى 2800 مريض إلا أن عددهم الحقيقي قد  يتجاوز الخمسة آلاف، لأن "ثلث المرضى لا يصلون للطبيب ولا يشخص مرضهم"، حسب  الرابطة، حيث تعتبر سورية بحسب الأرقام من بين أعلى النسب العالمية ويعود  ذلك إلى ندرة المتبرعين ومنع القوانين للمشافي الخاصة بزراعة الكلية، وعدم  اعتماد قوانين واضحة تنظم عملية التبرع.

التعليقات